&
*الخطاب الغلط الذي جاء به اعلاميون كانوا مع جماعات فلسطينية في الخارج
لندن ـ& ينتظر ان يصدر في غضون يومين بمرسوم ملكي تشكيل المجلس الاعلى للاعلام الذي سيخلف وزارة الاعلام الملغاة قبل اسبوعين.
وكان مجلس الوزراء الاردني اعد قانونا مؤقتا سيعرض على على البرلمان في حال انتخابه بعد شهور سبعة في شأن المجلس الاعلى للاعلام الذي يبدو انه سيعمل تحت رعاية ملكية للسنوات الاربع الماضية حتى وان قام البرلمان المقبل.
وقالت مصادر اردنية لـ"ايلاف" ان المجلس الاعلى للاعلام سيضم شخصيات اعلامية في الاساس الى جانب شخصيات عامة من القطاعات الاخرى.
وقالت ان اعلاميي الاردن في الخارج سيمثلون في هذا المجلس "وهم ظلوا بعيدين عن صورة التفاعل الاعلامي في وطنهم لسنوات طويلة لأ سباب غير معروفة".
&
عودة صالح القلاب
والاعلامي الاردني الذي عاد بعد حياة في المنافي السياسية هو صالح القلاب الذي تسلم منصب وزارة الاعلام لمرتين وهو الآن وزيرا للدولة وناطقا رسميا باسم الحكومة.
ويرى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني انه لا بد من "الاستفادة من خبرات الاعلاميين والصحافيين الاردنيين الذين بنوا مؤسسات اعلامية في الخارج للغير في بناء اعلام بلادهم".
وهناك اعلاميون وصحافيون اردنيون ساهموا في بناء العديد من المؤسسات بعيدا عن بلدهم الاصل، وهم على الرغم من قلتهم منتشرون في بلدان مثل بريطانيا ودول الخليج العربية.
والاعلاميون هؤلاء يحسون بالغبة الحقيقية في شمولهم بالقرارات الاعلامية الجديدة في الاردن اما للعودة او تقديم خدماتهم من اماكن تواجدهم وصولا الى حال اعلامي سليم في الاردن الذي يعاني من قضايا مهمة وكبيرة اولها الانتماء.
وعاد صحافيون بالعشرات الى الاردن في العقدين الماضيين منذ الاعلان عن العودة الى الديموقراطية، اضافة الى العلاقات التي اصبحت في وقت سابق جيدة مع منظمة التحرير الفلسطينية التي عمل اردنيون من اصل فلسطيني في مؤسساتها الاعلامية.
وهذا شمل عودة اعلاميين كانوا في دول الخليج وخصوصا الكويت التي اغلقت البوابات امامهم للعمل في مؤسساتهم الأصل بعد تحريرها من الغزو العراقي في العام 1991 .
وتمكنت الصحف الاردنية والمؤسسات الاعلامية العامة بما فيها المؤسسات الحكومية الاعلامية مثل وكالة الانباء الاردنية والتلفزيون والاذاعة من استيعاب الآتين الجدد.
انتماء جواز السفر
ولكن كانت هنالك تناقضات كبيرة بين العائدين من الاعلاميين الذين يعرفون الاردن والانتماء اليه في (جواز السفر) فقط، وزملائهم المقيمين في البلاد الذين واجهوا جميع الظروف القاسية اما الرقابة والعسف الرقابي والعرفي لسنين طوال خلت.
وفي السنوات العشر الماضية ظل صاحب القرار الاعلى في الاردن، منذ عهد الملك الراحل الحسين بن طلال وحتى العهد الجديد ممثلا بالملك الشاب عبد الله الثاني يتذمرون من الممارسات الاعلامية غير المنتمية للبلاد.
ومع عودة المهاجرين الاعلاميين من الخارج وتحديدا من الكويت وقبرص حيث كانوا يعملون مع جبهات فلسطينية معادية للاردن، واجهت المؤسسة الاردنية الحكومية التي استقبلتهم كمواطنين يحملون جواز سفرها مشكلة في ابعاد فهم نشاطات خارجة عن السرب الاعلامي الذي كان يغني متناغما مع القرار الرسمي على غير ما اعتادته.
&
انفتاح مع القادمين
ومنذ ذلك ذلك الحين تحاول القيادة الاردنية التعامل مع القادمين الجدد بانفتاح كامل، لكن ممارسات خرجت عن الاطار، وبدأت هنالك تقارير تتحدث عن الاصول والمنابت وتفرق بين من هم الارض الاردنية في اصولهم واعراقهم ومنابتهم.
واستطرادا الى ذلك بدأ الحديث على الساحة الاردنية في التفريق بين من هو اردني ومن هو فلسطيني، وكل هذا تزامن مع حرب الخليج الثانية التي بسبب غزو صدام حسين للكويت استقبل مضطرا حوالي 850 ألف من اناس لا يعرفونه ولا يعرفهم سوى بجواز السفر الذي يحملون.
وهؤلاء عادوا بعد الغزو، وشعور دول الخليج العربية بانهم عالة امنية عليها، وفي مقدمتهم الكويت.
&
اللجوء الثالث
وسكت الاردن، على مضض من حال اللجؤ الثالثة الى اراضيه بعد حملتي اللجؤ في 1948 و1967 الفلسطينيتين، وهو تحمل الثالثة بفعل غزو الجار العراقي للكويت.
تعبيرات ومصطلحات كثيرة بدأت تظهر الى العلن على الساح الاردني وهي لم تكن معهودة في الادبيات السياسية، وقيل الكثير عن "الحقوق المنقوصة" وساهم في هذه التعبيرات رجال كانوا في قمة الحكم الاردني.
ومثل ذلك كتاب وزير الاعلام الاسبق ورئيس الديوان الملكي الهاشمي لسنوات طويلة عدنان ابو عودة الذي تحدث فيه عن حقوق الشعب الفلسطيني على الساحة الاردنية، ومثله جواد العناني الوزير لسنوات طويلة ورئيس الديوان الملكي في وقت لاحق ووزير الخارجية والاعلام الاسبق، ثم طاهر المصري رئيس الوزراء الاسبق.
الآن، يبدو ان العاهل الاردني في موقع صاحب القرار الكامل في تشكيل مجلسه الاعلامي بعد تشكيلة مجلس الاعيان التي حقق فيها انتصارا كبيرا ضد عرابي المراحل الغلط من رؤساء وزارات كان هدفهم انفسهم وعائلاتهم واستثماراته الشخصية اقتصاديا وسياسيا فقط.
نقاط على الحروف
مجلس الاعلام المنتظر تعيينه بقرار ملكي في يومين او ثلاثة يضع النقاط على حروف المرحلة الصعبة اردنيا، والملك لا يريد ابعاد فئة اردنية اعلامية استبعدتها ظروف معينة عن دورها المتميز في خدمة اعلام البلاد ما دامت ابدعت في الخارج في صحف واذاعات وتلفزة عربية متميزة.
اسماء محتملة لقيادة المجلس الاعلامي الجديد، ومنه ليلى شرف وهي وزيرة سابقة مستنيرة للاعلام وكذلك ابراهيم عزالدين ومحمود الشريف وكتاب محتملين، وغيرهم من القطاع الحكومي والخاص وايضا اولئك من (جماعة الخارج).
مجلس عليه مهمات كبيرة، وينتظر الجميع ان لا يكون كل عضو منهم وزيرا للاعلام. وزارة واحدة انتهت، والاردن لايريد 16 وزارة جديدة.