دبي - تحولت الامارات العربية المتحدة منذ اعلان اتحادها في 1971، الى دولة عربية فريدة في نظامها السياسي بعد ان كانت منطقة فرضت عليها عزلة ابقتها في حالة تخلف منذ منتصف القرن التاسع عشر.&وتتألف دولة الامارات العربية المتحدة التي اعلنت في الثاني من كانون الاول/ديسمبر 1971 بعد انتهاء قرن ونصف القرن من الوجود البريطاني في الخليج، من سبع امارات متفاوتة في حجمها وقدراتها.
&وعشية اعلان بريطانيا في بداية 1968 عزمها على الانسحاب من منطقة الخليج حيث تتمتع بوجود قوي منذ بدايات القرن التاسع عشر، كانت ما تشكل اليوم الامارات العربية المتحدة منطقة محميات فرضت عليها عزلة سياسية وحرمت من اي شكل من اشكال التنمية والتطوير.
&ومع الاعلان البريطاني، كانت الخطوة الاولى على طريق هذا الاتحاد اجتماع عقد بين مهندسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم ابوظبي، كبرى الامارات السبع واغناها، منذ 1966 وحاكم دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في 18 شباط/فبراير 1968 للبحث في الخطوات العملية لاعلان الاتحاد.
&وقد ضمت الدولة الاتحادية اولا ابوظبي ودبي والشارقة وعجمان وام القيوين والفجيرة، ثم انضمت اليها في شباط/فبراير 1972 رأس الخيمة. وعندما اعلن الشيخ زايد قيام الاتحاد في الثاني من كانون الاول/ديسمبر 1971، كان لكل امارة مؤسساتها الحكومية الخاصة، وهذا ما دفع حكام الامارات السبع الى الاتفاق على دستور موقت يحدد الصلاحيات التي يفترض ان توكل الى السلطة الفدرالية وتلك التي تبقى لكل امارة.
&وشملت صلاحيات الدولة الاتحادية بموجب هذا الدستور الشؤون الخارجية والامن والدفاع ومسائل الهجرة والجنسية والتعليم والصحة العامة والاتصالات ومراقبة حركة النقل الجوي والنشاطات المصرفية وتحديد المياه الاقليمية وتسليم المطلوبين.&ونص الدستور الذي اصبح دائما في 1996 بعد ان ادخلت عليه تعديلات على ان "تمارس كل من هذه الامارات الصلاحيات التي لم تمنح الى السلطة الاتحادية" الممثلة بالمجلس الاعلى لحكام الامارات السبع ومجلس الوزراء والمجلس الوطني الاتحادي وهيئة قضائية مستقلة هي المحكمة الاتحادية العليا.
&ويسمح الدستور لحكام الامارات بالتخلي عن بعض الصلاحيات للسلطات الاتحادية.
&وبموجب هذا الدستور، تم في منتصف السبعينات مثلا توحيد القوات المسلحة للامارات بينما تخلت ابوظبي التي كانت الامارة الوحيدة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) ومنظمة الدول العربية المصدرة للنفط (اوابك) عن مقعدها لصالح دولة الامارات في 1971.
&وفي مجال القضاء اتجهت الامارات السبع الى توحيد انظمتها القضائية، بدون ان يمنع ذلك من تطور اشكال اخرى للقضاء خاصة بكل امارة مثل رأس الخيمة التي تطبق الشريعة الاسلامية بصرامة. وهذا النظام الفريد من نوعه في العالم العربي، ثبتته على مر الايام عملية تحديث لا سابق لها شاركت فيها جاليات عربية واجنبية تدفقت على البلاد منذ اعلان اتحادها، ولم تحد منها الاضطرابات التي شهدتها المنطقة.
&فبعد اقل من تسع سنوات من استقلالها نشبت الحرب بين العراق وايران (1980) التي استمرت ثمانية اعوام، ثم الغزو الاسرائيلي للبنان وحرب لبنان بمجملها فغزو العراق للكويت والوجود الاجنبي في المنطقة.&وقد سمح هذا التحديث الذي ارتكز خصوصا على عائدات الثروات النفطية التي اكتشفت في الستينات في ابوظبي ودبي برفع مستوى المعيشة للفرد وبتطوير بنى الدولة واقامة بنية تحتية حديثة.
&وفي 1972، كانت اول ميزانية اتحادية لا تتجاوز 55 مليون دولار بينما بلغت الميزانية هذا العام 2،6 مليار دولار. ويفترض ان يتجاوز الانتاج النفطي للبلاد الذي يبلغ اليوم اكثر من مليوني برميل يوميا، الاربعة ملايين برميل في 2010.
&ويتمتع الاماراتيون باعلى مستوى معيشة في العالم في بلد يشكلون فيه 15% من السكان الذين يقدر عددهم بحوالي ثلاثة ملايين نسمة.
&ولم تلغ هذه العملية الكثير من العادات القديمة التي ما زالت مستمرة الى اليوم.
&فالى جانب الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، تلعب المجالس دورا اساسيا في حياة كل من الامارات السبع التي يدافع اهلها بشدة عن نظام سياسي يعتبره الغرب غير ديموقراطي ويرون انه يتلاءم مع طبيعة حياتهم.
&وحتى اليوم، يعقد حكام الامارات واولياء العهود والشخصيات المرموقة فيها مجالس يستقبلون فيها المواطنين وفي بعض الاحيان الاجانب، لتداول شؤون الامارة، بدءا من المسائل المتعلقة بنظافتها وانتهاء بقضايا كبرى مثل مكافحة الجريمة والمخدرات وقضايا التعليم.
&