&
ايلاف- سمر عبدالملك:&انتحر ثمانون من المقاتلين التابعين لحركة طالبان، والذين اعتقلوا بعد سقوط قندز وسجنوا مؤقتا في صندوق شحن على يد عساكر أوفياء للقائد العسكري الأفغاني، الجنرال رشيد دوستم ، استنكارا منهم لتسليمهم الى تحالف الشمال، بعد فرقعة قنبلة يدوية أو أكثر.
وكان المقاتلون مع دوستم، المشهور في أفغانستان بأن يديه من أكثر الأيادي الملطخة بالدماء، تورطوا في مجزرة تذبيح أكثر من 600 معتقلا من سجناء الحرب في الشغب الذي حصل في قلقة جنجي.
ونقلت صحيفة الـ "ساندي تليغراف" أنه ظهر امس ثمانون من الناجين من المذبحة والذين اختبأوا لعدة أيام في أسفل القلعة المخربة دون طعام او شراب على أمل أن يتمكنوا الفرار من قوات تحالف الشمال.
ويرى البعض أن هذه الحادثة التي وقعت في شربرغان بالقرب من مزار الشريف ستولد قلقا جديدا حول أسلوب معاملة تحالف الشمال للسجناء، خصوصا أن قوات جنرال دوستم لا تزال تحتجز ستة آلاف مقاتل إضافي من الذين قاتلوا سابقا مع حركة طالبان.
وكان من المفترض أن يحث دوستم الملا فيزل والملا دادالله من حركة طالبان، على إقناع السجناء بقبول انهزامهم، في الحين الذي قرر الرجال الانتحار الجماعي بتفجير قنبلة يدوية أو أكثر.
وأفاد أحد القادة لدى دوستم، عبدالله اسماعيل، بأنه "صدر ضجيج من داخل الصندوق، وقمنا بفتحه لنجد أن رجل أو أكثر من حركة طالبان أطلق انفجارا في الداخل مسببا الخراب، حيث كان يتصاعد دخانا نتنا ولطخت الجدران باللحم".
وجعل هذا الانتحار الجماعي الذي نفذ بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، الجهود المبذولة لجعل السجناء يسلموا الأسلحة والذخائر التي بحوزتهم أمرا تافها. وصرح القائد اسماعيل بأن تحالف الشمال لن يفتش العساكر الذين يعتقلهم وتحديدا الأوزبك والباكستانيين "الا بعد أن يخاطبهم الملاوين من طالبان".
وشددت الحراسة على المعسكرات الكبيرة التي وضع المساجين التابعين لدوستم فيها، وذلك تخوفا من حدوث ثورة تؤدي الى مجزرة أكبر من تلك التي حصلت في معتقل قلعة جنجي.
وأدت الأحداث المتصاعدة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة هناك، والتي أشتعلت بعد اعتقاد السجناء بأنه سيتم إعدامهم، الى مقتل ضابط في وكالة الاستخبارات المركزية والى قصف الطائرات الحربية الأميركية للسجناء.
&وينتظر ستة أشخاص لم يدلوا بأسمائهم تابعين لقوات العمليات الأميركية الخاصة أمرا من قياداتهم العليا ليبدأوا باستجواب السجناء.
ونقلت& صحيفة "صانداي تليغراف" الأسبوع الماضي عن احد الجنرالات بأنه سيتم تسليم السجناء الأجانب الى الأمم المتحدة، حيث صرح بـ"أننا نقلنا كلك السجناء الى شربرغان حيث يبقون في أمان، وقررنا مسامحة البعض منهم وخصوصا الأفغان، ونترك مصير السجناء الأجانب بيد الأمم المتحدة لتقرر".&
وكان قد اعلن ناطق باسم الائتلاف الدولي ضد الارهاب في اسلام اباد في تصريح سابق له ان الاجانب المؤيدين لطالبان المتحصنين في قلعة جانجي (شمال افغانستان) لم يتعرضوا لمذبحة بل قتلوا خلال "معركة حقيقية".
وقال الناطق الدبلوماسي الاميركي كينتون كيث "لم تكن مذبحة بل معركة فعلية". وتعكس هذه الأحداث المفجعة أخطاء كبيرة حصلت في حصار الحصن الأفغاني الأسبوع الماضي في مزار الشريف شمال أفغانستان، حيث بلغ عدد الضحايا 400 قتيلا بحسب تحقيق أجرته صحيفة "غارديان".
وفي الحين الذي كانت منظمة العفو الدولية تهاجم الحكومة لرفضها إجراء تحقيقات في هذه القضية، كشفت مصادر عن أن المعتقلين أرسلوا الى الحصن بعد اعتراض الحكومة الأميركية نقلهم الى ميناء جوي خارج المدينة.