بيروت-سمر عبد الملك: يتحول سيناريو المطاردة الأميركية لأسامة بن لادن في تور بورا والمناطق المجاورة في وقت تدخل فيه الولايات المتحدة الأميركية المرحلة الأخيرة من حربها في أفغانستان، الى دراما مرعبة حيث أن الطائرات الأميركية أخطأت الهدف وللمرة الثانية خلال يومين فأصابت عناصر مدنية وأخرى من المجاهدين الذين يقاتلون ضد حركة طالبان في شرق أفغانستان، لتبرر ذلك لاحقا بأنها متأكدة من وجود بن لادن في الأماكن التي قصفتها طائراتها الحربية.
الا أنها لم تقتل بن لادن أو معاونيه في هجماتها هذه بل أوقعت أعداد من المدنيين.
ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تصريح قائد في المجاهدين بأن القصف الأميركي تسبب بقتل أكثر من مئة مدني بالقرب من آغام، 25 ميل جنوب جلالأباد إضافة الى قتل ما يزيد عن الـ70 شخص خلال الهجمات الجوية ليلة السبت.
وتفحص قائد الدفاع لمنطقة شورا الشرقية، حاجي زمان غامشاريك، الجثث المشوهة وتمكن من التعرف على سبعة من رجاله، بينهم شاب مات عندما قصفت القنابل الأميركية مكتبا لحكومة المنطقة في أغام، مكان الذي ينامون فيه. وأفاد حين كان في مستودع الجثث في مستشفى جلال أباد الحكومي بأن الذين ماتو في الاعتداءات الأميركية "كانوا من ضباط المنطقة والحراس". وأضاف "عددهم أكثر من مئة".
وعلى ما يبدوا أن الولايات المتحدة تمادت في مطاردتها لبن لادن حيث أن القادة المجاهدين كانوا لازالوا يتمايلون اثر الاعتداءات الجوية الأولى يوم الجمعة، لتتكرر هذه الاعتداءات في صباح يوم السبت على ثلاثة قرى اضافية وتودي بحياة عناصر تتراوح أعدادهم بين الـ70 والـ300 شخص، في المنطقة التي يسيطر عليها تحالف معاد للارهاب، وعلى الأقل ثمانية من الضحايا كانوا حراسا حكوميين لشورا الشرقية، وهي سفارة تابعة للقادة المجاهدين ضد طالبان الذين يسيطرون على شرق أفغانستان.
وأشارت القوات العسكرية الأميركية الى أنها تبحث في التقارير عن سقوط مدنيين من المناطق التي أصيبت، وأفاد وزير الخارجية الأميركية كولين بويل بأنه لا يعرف مكان وجود بن لادن بالتحديد الا "أننا نظن أنه لايزال في أفغانستان" و"لدينا الأسباب التي تدعونا لنعتقد بأنه في الجزء الحنوبي والشرقي من المنطقة".
وظهرت الأخطاء حين كانت الطائرات الحربية الأميركية مستمرة في قصف المنطقة الجنوبية التي تحكمها حركة طالبان في خاندار، وتبرر واشنطن ذلك بأنها كانت تصعد عملية البحث على بن لادن في حنوب شرف أفغانستان. وصرح وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أنه لن يسمح باستخدام الغاز في الأنفاق والكهوف في تورا بورا حيث يعتقد البعض أن بن لادن يختبئ.
&وتأمل الأمم المتحدة بأن تنهي اليوم وبعد مرور أسبوع على المحادثات، الاتفاق في وضع ادارة لتحكم المنطقة بشكل مؤقت الى أن يحل نظام برلماني مكانها، وتترك القرار الأساسي فيما يخص "من يحصل على أية وظيفة في الادارة الداخلية" ليناقش في وقت لاحق.
&
&