أدري أنها مغامرة أن يتصدي المرء للدفاع عن العرب الأفغان‏,‏ وهو العنوان الذي أصبح سييء السمعة‏,‏ وصار قرينة علي الضلوع في الإرهاب أو الانتساب إليه‏.‏ لكني أبادر بالقول إنني أدافع عن إنسانيتهم وليس عن آرائهم‏,‏ فضلا عن أفعالهم‏,‏ فأيا كان قدر جنوح بعضهم‏,‏ فذلك ينبغي ألا ينسينا أنهم بشر وأناس لهم حق الكرامة والحياة‏,‏ وأنهم مواطنون لهم حق الحماية‏,‏ وأنهم لنا بمثابة الأبناء الذين يتعين علينا أن نقوم من جنح منهم‏,‏ وألا نلقي بهم إلي الجحيم‏,‏ أو نتركهم يلقون ذلك المصير ونحن ساكتون‏.‏
‏(1)‏
لا أعرف كم عددهم الآن‏,‏ لكن معلوماتي أن عشرة آلاف شخص عبروا الحدود الباكستانية إلي أفغانستان‏,‏ في الفترة ما بين عامي‏80‏ و‏90,‏ وهذا إحصاء باكستاني للذين قدموا من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي‏,‏ سواء للانضمام للعمل الجهادي‏,‏ أو للقيام بمهام الإغاثة‏,‏ وحصلوا علي تأشيرات دخول أوصلتهم إلي أفغانستان‏.‏
ولست هنا بصدد الوقوف أمام ما فعلوه‏,‏ أو ما نسب إليهم هنا أو هناك بالحق أو بالباطل‏,‏ حيث أزعم أننا بصدد موقف يتطلب الاستعلاء فوق الآلام والجراح‏,‏ وتختبر فيه مصداقية الوشائج الإنسانية والإسلامية فضلا عن القومية‏.‏ إذ حين تستباح دماء هؤلاء بمظنة أنهم منبوذون حتي من أهلهم وإخوانهم‏,‏ وأنه لا صاحب لهم ولا ظهير‏,‏ فيتعرضون للإبادة والتعذيب الوحشي بعد وقوعهم في أسر قوات التحالف‏,‏ حينما يحدث ذلك فليس من المروءة أن ندير ظهورنا لهم‏,‏ أو أن نشهر في وجوههم لوائح الاتهام‏,‏ إنما يفرض علينا الاستعلاء فوق الجراح أن نطالب باحترام إنسانيتهم وتطبيق بنود معاهدة جنيف لحماية الأسري عليهم‏,‏ ومن ثم بالكف عن إلحاق الأذي الوحشي بهم‏,‏ ثم استعادتهم مع الاحتفاظ بالحق في محاكمة المسئولين عن ارتكاب أية أعمال غير قانونية منهم‏,‏ طبقا لمبادئ العدالة الدولية‏.‏
لقد تابعنا خلال الأيام الماضية علي شاشات التليفزيون‏,‏ ومن خلال ما ينشر في الصحف من صور‏,‏ جانبا مما يعانيه العرب الأفغان الذين وقعوا في الأسر‏,‏ و بعض تلك الصور سجلت المسلسل كاملا‏,‏ منذ لحظة أسر العربي الأفغاني‏,‏ إلي التجمهر حوله وتمزيق ثيابه والاعتداء عليه بالضرب‏,‏ إلي سحله في الشوارع‏,‏ ثم إطلاق الرصاص عليه بعد ذلك‏,‏ وأحيانا إلي أن جاء أحدهم بآلة حادة في يده‏,‏ وفتح فم القتيل‏,‏ ثم أدخل الآلة لكي ينتزع سنة ذهبية من فمه‏.‏
غير أن الصورة التي هزتني وأشعرتني بقشعريرة مازالت تسري في جسدي كلما تذكرتها‏,‏ هي تلك التي نشرها الأهرام والصحف الأخري يوم الأربعاء‏11/24‏ وكانت لواحد من عناصر التحالف الشمالي أمسك بثياب عربي قتيل فرفع جثته قليلا من علي الأرض‏,‏ ثم راح يركل رأسه بحذائه كما يركل اللاعب كرة القدم‏!‏
‏(2)‏
يوم ظهرت تلك الصورة البشعة‏,‏ نقلت وكالة رويترز من نيوزيلندا الخبر التالي‏:‏ بدأت حملة دولية لإنقاذ قط من نيوزيلندا تسلل إلي إحدي السفن المتجهة إلي كوريا الجنوبية‏..‏ نشرت صحيفة تاراناكي النيوزيلاندية أمس أن والقط كولنز تسلل قبل أسبوعين إلي ناقلة راسية في ميناء تاراناكي‏,‏ في حين أنه كان يعيش في رعاية أحد العاملين بالميناء منذ تسع سنوات‏.‏ لكن يبدو أن القط مل المكان الذي يعيش فيه فهرب إلي الناقلة حيث دأب أحد أفراد طاقمها علي العناية به‏,‏ ولم يكتشف صاحبه أنه لا يزال علي متنها إلا بعد إبحار الناقلة‏,‏ فأبلغ سلطات الميناء بذلك‏,‏ التي أجرت اتصالات مع قيادتها لاستعادة القط‏,‏ واتسع نطاق الاتصالات لترتيب نقله إلي أية سفينة أخري متجهة إلي نيوزيلندا‏,‏ ومازالت الاتصالات الدولية قائمة لضمان إعادة القط إلي صاحبه قبل وصول الناقلة إلي كوريا الجنوبية‏,‏ حيث يخشي أن يحتجز في الحجر الصحي هناك‏,‏ الأمر الذي قد يسبب له إيذاء نفسيا قد لا يحتمله‏!‏
لا يكاد المرء يفيق من تلك الصفعة حتي يتلقي واحدة أخري في صبيحة اليوم التالي‏(11/29)‏ حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية من واشنطن خبرا يقول‏:‏ إن اتحاد ملاك حدائق الحيوان في أمريكا بدأ حملة تبرعات لمصلحة حديقة حيوان كابول التي كانت إحدي ضحايا الحرب الأهلية في أفغانستان‏,‏ وقد أوضح المسئولون أن هدف الحملة توفير الغذاء والمأوي والرعاية الصحية للحيوانات والطيور القليلة التي مازالت موجودة بالحديقة‏,‏ وتأهيلها لكي تعيش حياة طبيعة في المرحلة المقبلة‏,‏ وأعرب هؤلاء المسئولون عن أملهم في أن يتمكنوا من جمع عشرة آلاف دولار من الولايات المتحدة‏,‏ علاوة علي‏20‏ ألفا من حدائق حيوان عالمية أخري‏.‏
تشاء المقادير أن تبث الوكالة الفرنسية في اليوم نفسه خبرا من نيويورك يقول إن الأمم المتحدة رفضت فكرة تحمل مسئولية مئات المرتزقة الأجانب ـ المقصود هم العرب الأفغان وغيرهم من الباكستانيين وأبناء الدول الإسلامية الأخري ـ بحجة أنها لا تملك وسائل العناية بأولئك الأسري‏.‏ ونقلت الوكالة علي لسان فريد ايكهارد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قوله‏:‏ إن استقبال أولئك الأسري يتطلب بنية تحتية متينة وإمكانات بشرية أخري‏,‏ وذلك كله لا يتوافر للأمم المتحدة حاليا‏.‏
إذا وضعت هذه الأخبار جنبا إلي جنب‏,‏ فستكون الخلاصة أن حيوانات حديقة كابول وجدت من يعتني بها‏,‏ أما إخواننا العرب الأفغان‏,‏ ورفاقهم من أبناء الدول الإسلامية الأخري فليس لهم صاحب‏,‏ والأمر كذلك فلم يكن غريبا أن ترفع في بلدة هيرات الأفغانية لافتات تقول‏:‏ الموت للعرب وطالبان ولا كان غريبا أن يعلن بعض قادة التحالف الشمالي بمنتهي الجرأة والوقاحة أنهم سيقتلون كل الكلاب العرب والشيشانيين والباكستانيين الذين يصادقونهم وهذا بالضبط ما حدث‏.‏
‏(3)‏
هل أتاك حديث ما جري في قلعة جانجي؟
في يوم‏11/26‏ نقلت وكالات الأنباء أن تمردا وقع بين الأسري العرب والباكستانيين‏,‏ الذين كانوا قد نقلوا إلي القلعة القربية من مدينة مزار شريف‏,‏ والخاضعة لسلطان القائد الأوزبكي الجنرال عبدالرشيد دوستم‏,‏ الذي كان مسئولا عن الشرطة السرية إبان الحكم الشيوعي لأفغانستان‏,‏ وقالت الوكالات إنه بعد أن استسلم مقاتلو طالبان في مدينة قندوز‏,‏ فإن الأفغان سمح لهم بالخروج‏,‏ بينما اقتيد الأجانب إلي القلعة الحصينة‏,‏ وهؤلاء قدر عددهم بعدة مئات من الأشخاص‏.‏
يوم‏11/29‏ بعد ثلاثة أيام‏,‏ نقلت الوكالات تصريحا علي لسان الجنرال عبداللطيف أحد قيادات قوات التحالف ومن مساعدي دوستم‏,‏ قال فيه‏:‏ إنه تم القضاء علي آخر الأجانب المتمردين في القلعة‏,‏ وإنه تم قتل‏450‏ شخصا هم كل الأجانب حيث لم يوافق أحد منهم علي الاستسلام‏.‏
غير أن صحيفة التايمز البريطانية ذكرت أنهم كانوا‏800‏ مقاتل‏,‏ بينهم‏250‏ عربيا‏,‏ ووصفت الصحيفة ما جري أنه مجزرة وأن عناصر من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أسهمت فيها عن طريق استثارة المعتقلين حين كان الحراس يكبلون الأسري العرب‏.‏
نقلت التايمز تفاصيل ما جري استنادا إلي رواية شاهد رئيسي تابع عن كثب تفاصيل المواجهة‏,‏ فقالت‏:‏ إن الأوضاع تطورت فجأة صباح الأحد‏11/25,‏ عندما استفز عنصران من المخابرات المركزية يتحدثان الفارسية الأسري وهم يرضخون لتقييدهم‏,‏ وسري شعور عام تملك أولئك المعتقلين الذين كانوا قد استسلموا قبل يوم واحد‏,‏ بأن الهدف هو سوقهم إلي الإعدام‏.‏
قال الراوي‏:‏ إن أحد العنصرين الأمريكيين ـ اسمه مايكل سيان ـ سأل أسيرا عربيا عن سبب قدومه إلي أفغانستان‏,‏ فأجابه‏:‏ نحن هنا لنقتلك‏,‏ وهب إليه‏,‏ فعاجله الأمريكي بطلقة من مسدسه عليه وعلي ثلاثة آخرين‏,‏ إلا أنه لم يلبث أن وقع علي الأرض بعد أن تكاثر عليه بقية الأسري وانهالوا عليه ضربا حتي لفظ أنفاسه‏.‏
العنصر الثاني ـ ويدعي ديفيد ـ نجح في قتل واحد من الأسري علي الأقل‏,‏ ثم فر من المبني الذي اعتقلوا فيه وركض نحو مقره الرئيسي‏,‏ ومن هناك أبلغ قيادته بالسفارة الأمريكية بطشقند‏(‏ أوزبكستان‏)‏ عبر الهاتف المتصل بالأقمار الصناعية‏,‏ بأن الأمر أفلت من يده‏,‏ وطلب إرسال طائرات مروحية وتعزيزات من القوات الخاصة للتعامل مع الموقف‏.‏
وفي إحدي الروايات أن الأسري استولوا علي سلاح عشرين من حراسهم‏,‏ بعدما قتلوهم‏,‏ ثم اقتحموا مخزنا للسلاح واستولوا علي نحو‏30‏ رشاشا وسلاحين مضادين للدروع وقاذفتي قنابل‏.‏
بعد ثلاث ساعات من بدء التمرد وصل نحو‏40‏ من القوات الأمريكية الخاصة والجنود البريين‏,‏ حيث تولي هؤلاء قيادة الهجوم الذي قام فيه القناصة بدور أساسي‏,‏ في الوقت نفسه بدأ القصف الجوي‏,‏ وشنت طائرات إف‏18‏ أكثر من‏40‏ غارة علي المواقع التي تحصن فيها الأسري‏,‏ مستخدمة قنابل عنقودية شديدة الانفجار‏,‏ شاهد الصحفيون انفجار بعضها في أثناء زيارتهم للقلعة‏,‏ ولم تسجل التقارير والروايات أن الأمريكيين أو البريطانيين أو قوات الجنرال دوستم وجهت نداءات إلي الأسري للاستسلام وحقن دمائهم‏.‏
قالت التايمز‏:‏ إن ما جري في القلعة يمكن أن يصنف بحسبانه انتفاضة‏,‏ إلا أنه كان في حقيقته أشبه بالانتحار الجماعي الذي أقدم عليه أولئك المستقلون البائسون‏,‏ الأمر الذي انتهي بمذبحة بشعة‏.‏ وأشار مراسل الصحيفة ـ الذي استقي معلوماته من داخل القلعة ـ أن نحو‏250‏ أسيرا كانوا مقيدين قبل بدء التمرد‏,‏ وفي وصفه نتائج المجزرة قال‏:‏ إن القصف قلب الأرض وجعل أجساد الأسري المحترقة ـ الذين تفحم بعضهم بينما كانوا مكبلين بالقيود ـ تفوح منها رائحة اللحم البشري تنتصب فوق الأرض مثل بقايا غابة انتصبت أشجارها المحروقة بعدما أتت عليها النيران‏.‏
وأضاف أن معاركتهم استمرت ثلاثة أيام ـ وهم صائمون ـ وكانت وجبتهم الأخيرة مساء الثلاثاء حصانا ذبحوه وأفطروا علي لحمه‏,‏ ثم قاتل كل واحد منهم حتي قتل‏.‏
‏(4)‏
هل كانت القوات الأمريكية والبريطانية التي أبادت الأسري عن آخرهم مهتمة بسحق التمرد‏,‏ أم أنها انتهزت الفرصة للتخلص منهم وإشباع غريزة الانتقام؟
ذلك واحد من أسئلة عديدة أثارتها المجزرة‏,‏ وأوردها معلق صحيفة الجارديان البريطانية جوناثان فريدلاند‏,‏ وهو الذي لفت نظره أن عشرات من الأسري المقيدين كانوا متفحمين‏,‏ مما ينفي اشتراكهم في التمرد‏.‏ أثار التساؤل أيضا أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تعلن عن وجود أسري تنوي المخابرات المركزية استجوابهم‏,‏ تحت رعاية قوات أمريكية وبريطانية‏,‏ ثم كان هناك سؤال آخر حول موقف الحكومتين الأمريكية والبريطانية والتبرير الذي يمكن أن تقدماه بعدما تمت المجزرة بعلمهما‏,‏ في حالة ما إذا فتح تحقيق دولي في الموضوع‏.‏
مثل هذه المذابح لابد أنها تكررت في أماكن أخري وجري التعتيم عليها‏,‏ والصور التي نشرتها الصحف والنشرات التي بثتها القنوات الفضائية تؤكد ذلك‏,‏ وربما أسهم في انفضاح ما جري في قلعة جانجي أن مدينة مزار شريف مكتظة بالصحفيين الأجانب‏,‏ باعتبار أنها كانت أول مدينة مهمة سقطت في أيدي التحالف الشمالي‏,‏ كما لفت الانتباه فيما جري العدد الكبير من الأسري الأجانب الذين قتلوا في المذبحة‏,‏ واشتراك القوات الأمريكية والبريطانية في دك القلعة وإبادة من فيها‏.‏
لقد أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا احتجاجيا علي وقوع المذبحة طالبت فيه بالتحقيق في ملابساتها ومحاسبة المسئولين عنها‏.‏ ودعت إلي ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية بالاتفاقات الدولية المتعلقة بالأسري‏,‏ وإلي أهمية قيام الصليب الأحمر الدولي بدور رئيسي في الإشراف ومعاملة الأسري في أفغانستان‏,‏ وهو موقف جدير بالحفاوة والتشجيع لاريب‏,‏ لكن السؤال الذي لا يمكن تجاهله هو‏:‏ ماذا عنا نحن؟
‏(5)‏
لا يستطيع المرء أن يرفع صوته منددا بالتخاذل الدولي إزاء عمليات الإبادة والترويع الوحشية التي يتعرض لها العرب وغيرهم من أبناء الأمة الإسلامية الذين وقعوا في الأسر‏,‏ خصوصا تلك الدول الغربية التي ما برحت تعطينا دروسا في ضرورة احترام حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية‏,‏ كما أنه من المشين والمخجل أن تصدر الولايات المتحدة قانونا تحاكم بمقتضاه دول العالم التي ينسب إليها الاضطهاد الديني‏,‏ ثم يكون سلاح الجو الأمريكي هو الذي ارتكب مذبحة قلعة جانجي‏.‏ وفي الوقت نفسه فإن واشنطن التي تقود الحملة ضد الإرهاب‏,‏ هي نفسها التي تشارك في تلك العملية الوحشية والإرهابية بامتياز‏.‏
لا نستطيع أن نفصل أو نستطرد في فضح الموقف الغربي‏,‏ مادام العالم العربي والإسلامي ظل ملتزما الصمت إزاء الذي جري لأبنائه‏,‏ وكأنه لم ير ولم يسمع بما جري ويجري لهم‏.‏
إذ باستثناء اتصال هاتفي أجراه الرئيس الليبي معمر القذافي مع رئيس التحالف الشمالي برهان الدين رباني‏,‏ وباستثناء قلق عبرت عنه قطر والسعودية‏,‏ وإدانة أعلنتها باكستان‏,‏ فقد تجاهل بقية العرب والمسلمين ما جري لأبنائهم‏,‏ وكان محزنا أن يصرح وزير الدولة للشئون الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح‏,‏ حين سئل في الموضوع بأن الكويت غير معنية بقضية الأفغان العرب‏(‏ الرأي العام الكويتية ـ‏11/28),‏ ذلك رغم أن الصحف الكويتية نشرت أن‏60‏ كويتيا علي الأقل موجودن في أفغانستان‏,‏ ومحاصرون هناك‏!‏ أما المفارق حقا فإنه حين وقعت المذبحة تحت الرعاية الأمريكية والبريطانية‏,‏ فإن الجامعة العربية كانت مشغولة بمؤتمر التقت فيه ثلة من المثقفين لمناقشة تحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب‏!‏
الفواجع في المشهد كثيرة‏,‏ ومن مظاهرها غيبة أو غيبوبة المجالس والمنظمات الشعبية في ذلك العالم العربي والاسلامي الأطراف‏,‏ وذهول المؤسسات الإسلامية وصمتها المدهش‏,‏ إزاء السحق الوحشي لتلك الأعداد الكبيرة من المسلمين‏.‏
لا أريد أن أثير المواجع بالمقارنة بما كان يمكن أن يحدث لو أن أولئك الأسري كانوا من أبناء دول أخري أو أتباع ديانة أخري‏,‏ الإجابة ليست في مصلحتنا علي كل حال‏,‏ لكني أذكر بأنهم أبناؤنا ومنسوبون إلينا في نهاية المطاف‏,‏ وأنهم مهما جنحوا ـ أكرر ـ فإن إنسانيتهم لها علينا حقوق‏,‏ وليتنا نتعامل معهم كما تعامل النيوزيلنديون مع قطهم الغائب‏,‏ وكما تعامل آخرون مع نزلاء حديقة الحيوان في كابول‏!‏(الأهرام المصرية)
&
&
&
&