باريس - من جورج ساسين: اتخذت باريس امس موقفاً متميزاً في المقابلة التي اجرتها اذاعة "فرانس انتير" مع وزير الخارجية الفرنسي اوبير فيدرين، اذ انتقد بصراحة "سياسة الثأر" و"سياسة الاسوأ" الشبيهة بالهاوية التي يتبعها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حيال الفلسطينيين.
ووصف محاولة الغاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسلطته بأنه "خطأ قاتل"، "مع العلم ان احداً لا يمتلك الارادة السياسية والاوراق الكافية للضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية". اما استنجاد عرفات بمجلس الامن وبمراقبين دوليين، فلن يصل الى مسامع الرئيس الاميركي جورج بوش، هذا اذا وصلت اصداؤه الى الضفة الشمالية من المتوسط.
وقال فيدرين: "ان ما يجري هو عكس ما يجب القيام به لانه لن يؤدي الا الى دوامة الاسوأ والمطلوب هو وقفة من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني معاً، اي الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية، للالتزام ضد الارهاب، لان برنامج حركة (المقاومة الاسلامية) حماس ليس برنامج السلطة الفلسطينية. فالاولى تريد ازالة اسرائيل من الوجود، بينما الثانية تهدف الى اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب اسرائيل، وهذا ما يؤيده المجتمع الدولي وحتى الرئيس جورج بوش".
ورفض محاولة شارون الحصول من عرفات على "اثبات مستحيل لصدقيته فيما لا يكف الجيش الاسرائيلي عن استهداف السلطة الفلسطينية لاضعافها واظهار انها اقل قدرة من الماضي على محاربة الارهاب، وفي الوقت نفسه تتلاشى صفوفها تحت (الضربات الاسرائيلية) ويتعرض قادتها للقتل، ونطلب منها مئة في المئة من الجهود. هذا امر صعب".
واضاف: "قلت ليل (اول من) امس انه يجب تفادي ارتكاب الخطأ القاتل، اي اللجوء الى سياسة الاسوأ وما تعنيه من ازالة السلطة والقضاء عليها ودفع الفلسطينيين الى احضان حركة حماس، عندها تبادر السلطات الاسرائيلية او بعضها الى القول اننا لا يمكننا محاورة حماس للتوصل الى السلام".
واكد ان "ضعف عرفات ناجم عن الضربات التي يوجهها الجيش الاسرائيلي الى مؤسسات السلطة الفلسطينية. انها سياسة منهجية اتبعت ضده لاضعافه وحين اظهر ضعفه بررت (الحكومة الاسرائيلية) رفضها للحوار معه بالادعاء انه لا يقدر على السيطرة على الوضع داخل المناطق الفلسطينية، ولا بد من تصفيته. انها ويا للاسف سياسة مقصودة".
وسئل عما يمكن عمله للسيطرة على الوضع، فأجاب: "سندرس جدياً في الساعات والايام المقبلة ما يمكن عمله على كل المستويات الاوروبية والدولية لمحاولة استعادة السيطرة على هذه الدوامة. ما يجب البحث فيه الآن هو التأكيد الحقيقي للآليات".
ولمح بعض المصادر الى احتمال مطالبة عرفات بالاقتصاص من الجناح العسكري لـ"حماس" و"الجهاد الاسلامي" وتميزه عن القيادات السياسية والدينية للحركتين.(النهار اللبنانية)
&