صنعاء- تواصل قوات الشرطة والجيش في اليمن هجوما عسكريا على افراد احدى القبائل اليمنية يحتجزون رهينة الماني منذ اسبوع قرب صنعاء، في تعبير واضح عن عزم الحكومة اليمنية على التعامل مع عمليات خطف الاجانب "بحزم" لاستئصال ظاهرة تضر خصوصا باقتصاد البلاد.
&يذكر انها المرة الاولى التي تشن فيها السلطات اليمنية هجوما عسكريا على افراد قبائل خطفوا اجانب، رغم كثرة هذه العمليات. وقد تعاملت مع الخاطفين في السابق عن طريق المفاوضات ووساطات وجهاء قبليين واكتفت بتطويقهم وتضييق الحصار عليهم. وعملية الخطف الوحيدة التي لجأت فيها الحكومة اليمنية الى القوة العسكرية كانت تلك التي احتجز فيها اسلاميون سياحا غربيين في كانون الاول/ديسمبر 1998.
&وهي عملية الخطف الوحيدة ايضا التي قتل فيها رهائن هم ثلاثة بريطانيين واسترالي. وذكرت مصادر قبلية وفي الشرطة اليوم الاربعاء ان قوات الجيش والشرطة تواصل هجوما على خاطفي رهينة الماني تحتجزه منذ اسبوع قبيلة قرب صنعاء. وقال مسؤول في الشرطةان "وحدات الجيش والشرطة تواصل صباح اليوم الاربعاء هجومها على مكان الخاطفين" في محيط قرية المحجزة في منطقة صرواح الجبلية الوعرة التي تبعد 140 كيلومترا الى الشرق من صنعاء.
واوضح مصدر قبلي ان الهجوم ادى الى "سقوط ثلاثة قتلى من افراد القبائل وقتيلين آخرين من رجال الشرطة، وعشرات الجرحى". واضاف ان السلطات اليمنية شنت ايضا "حملة اعتقالات شملت العشرات في صفوف اقارب الخاطفين من قبيلة جهم". وقد اكد مجلس الوزراء اليمني في بيان ليل الثلاثاء الاربعاء عزمه على التعامل "بحزم" مع الاعمال التي "تخل بامن" البلاد والمواطنين وخصوصا عمليات الخطف التي تعرض لها حوالي مئة من الاجانب منذ 1993 في اليمن.
&واكدت الحكومة في بيانها "موقفها الحازم تجاه كل القلاقل التي تسيء الى سمعة وتضر بمصالحه واقتصاده"، موضحة "انها "ستتعامل مع كافة مرتكبي تلك الأعمال التخريبية بحزم وبدون أي تساهل مهما كانت الحجج والذرائع لدى هذه الشرذمة البغيضة". واعتبرت ان هذه "التصرفات الشائنة خرجت عن جادة الصواب وشوهت الصورة الحضارية لليمن". ودعت "كافة فئات المجتمع اليمني" الى "التعاون وتضافر الجهود مع الحكومة ودعم توجهاتها الحازمة ضد الخارجين عن القانون والقيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية".
كما دعت هذه الفئات وخصوصا الاحزاب السياسية والجمعيات الى "الاضطلاع بمسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في محاربة الظواهر المخلة بالأمن والمسيئة لسمعة اليمن والمضرة بمصالحها الاقتصادية وتجنيب المجتمع المخاطر الناتجة عنها".
&وتفيد إحصائيات رسمية ان قطاع السياحة الذي كان مزدهرا بين 1996 و1998، يخسر حوالي مئتي مليون دولار من العائدات سنويا بعد تراجعه بسبب عمليات خطف الاجانب، بينما ادى الجمود شبه الكامل الذي اصابه الى توقف حوالي 35 الف شخص عن العمل. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح دعا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي مجلسي الشورى والنواب الى اعتماد قرار ينص على اعتبار عمليات خطف الاجانب "عملا ارهابيا"، داعيا الى "اصدار قرار" ينص على ذلك.
&كما دعا مجلس الدفاع الوطني اليمني في ايلول/سبتمبر الماضي اجهزة الامن اليمنية الى مضاعفة جهودها "لاستئصال" ظاهرة الخطف وضرب الذين ينفذون عمليات من هذا النوع "بيد من حديد". وكان الهجوم الذي تشنه قوات الجيش والشرطة اليمنية على خاطفي الرهينة الالماني استؤنف امس الثلاثاء بعد هدنة قررتها السلطات اليمنية في محاولة للتوصل الى الافراج عن الالماني بطريقة سلمية.
&واكد مسؤول في الشرطة اليمنية مساء امس الثلاثاء ان "القصف تركز على مكان الخاطفين"، موضحا انه لدى السلطات اليمنية "معلومات كافية تسمح بمساعدة وحدات الجيش والشرطة بتحديد اهدافها بدقة بدون تعرض حياة الرهينة للخطر". الا ان اي معلومات لم تشر الى مصير الرهينة حتى صباح اليوم الاربعاء. ووجه شيخ قبائل خولان محمد الغادر ليل الثلاثاء الاربعاء نداء الى القبائل القريبة من الخاطفين، داعيا "زعماءها ووجاءها" الى "التعاون مع السلطات لتحرير الرهينة الالماني.
&واكد الغادر "ضرورة التعاون بين الحكومة والقبائل للقضاء على ظاهرة خطف الاجانب" في اليمن. يذكر ان الالماني ليهنيرد كارل الذي يبلغ من العمر حوالي خمسين عاما خطف فجر الخميس الماضي من امام منزله في احد احياء صنعاء حيث يقيم عدد كبير من الاجانب.