القدس&- فجر فلسطيني نفسه امام احد فنادق القدس الغربية الاربعاء في الوقت الذي ما زال فيه سكان الضفة الغربية وقطاع غزة يتفقدون اثار الغارات الاسرائيلية ويرزحون تحت حصار اسرائيلي صارم. وقال قائد شرطة القدس الاسرائيلي ميكي ليفي ان الانتحاري هو القتيل الوحيد في هذه العملية بينما اصيب ثلاثة اشخاص بجروح طفيفة بشظايا الزجاج المتطاير.
واضاف ان الانتحاري عمد الى تفجير نفسه قرب ممر خاضع للحراسة قرب الفندق. وشهدت القدس الغربية ليل السبت الماضي عمليتين انتحاريتين اوقعتا 12 قتيلا وقرابة 180 جريحا قبل ان تقع عملية ثالثة الاحد في مدينة حيفا في شمال اسرائيل اوقعت 15 قتيلا ومنفذها. وقام الجيش الاسرائيلي بعد هذه العمليات بشن غارات هي الاوسع منذ قيام السلطة الفلسطينية في 1994 على غزة ومدن الضفة الغربية.
وكانت القيادة الفلسطينية اعلنت ان الحصيلة النهائية لعدد الاصابات جراء القصف الاسرائيلي في قطاع غزة بلغ اكثر من مئة وخمسين من تلامذة المدارس، عشرون منهم في حالة خطيرة. واكدت مصادر طبية فلسطينية مقتل طالب واصابة ستين اخرين. والحقت الغارات التي شنتها مقاتلات من سلاح الطيران الاسرائيلي خسائر مادية لاسيما في مقري الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في غزة ورام الله وفي منشآت اخرى في عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة حيث دمر القصف مهبط المطار الذي يستخدمه الرئيس الفلسطيني واثنتين من مروحياته واصاب الثالثة باضرار جسيمة، فحرم بذلك عرفات من وسيلة انتقاله بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولازال الجيش الاسرائيلي يحتل قطاعات في مدن رام الله والبيرة وجنين ونابلس في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ اندلاع الانتفاضة. وقطع الحصار الطرق الفرعية التي يسلكها الفلسطينيون للتنقل بين قراهم وبلداتهم من جهة ومراكز المدن الرئيسية حيث يتوجه معظم الموظفين والعمال والطلبة. وقال مسؤول في احد المصارف الرئيسية ان اكثر من نصف الموظفين لم يتمكنوا من الوصول الى مراكز عملهم في مدينة رام الله التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للضفة الغربية.
لكن وزارة التربية والتعليم اصرت على مواصلة التدريس في مدارسها وامرت باتخاذ اجراءات بديلة خاصة للتلاميذ الذين الزمهم الحصار الاسرائيلي قراهم وبلداتهم. وعمليا فان طريق القدس-رام الله-نابلس الذي يستوعب حركة المسافرين الرئيسية في الضفة الغربية شل تماما بفعل القيود الاسرائيلية الاخيرة. ولم يعد قطاع غزة وحده معزولا، اذ انضمت الى القائمة مدن نابلس وجنين ورام الله اضافة الى عشرات البلدات والقرى في انحاء الضفة الغربية المختلفة.
واعرب مسؤولون في مدينة نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية عن خشيتهم من نفاد مصادر الوقود والغذاء. وفي مقابل ذلك تجمدت نشاطات الوساطة التي كان باشرها المبعوث الاميركي الجنرال انتوني زيني الذي ما زال يقيم في احد فنادق القدس.
&وقال مسؤول في مقر الرئاسة الفلسطينية انه لم يحدد اي موعد او لقاء جديد مع الوسيط الاميركي المكلف مهمة تثبيت وقف اطلاق النار. واوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "الكل يتصل سوى الاميركان". وكان عرفات استقبل مساء الثلاثاء القنصل العام الاميركي في القدس رونالد شليكر واحد مساعدي زيني رون ميلر.