كابول&- اتاحت اتفاقيات بون التي تنعش الامل في السلام افغانستان، بروز جيل جديد من الزعماء في كابول ونهاية رئاسة حكم برهان الدين رباني (61 عاما) الذي كان من اوائل القادة المعارضين للشيوعيين ولاجتياح السوفيات. ويجسد تعيين حميد قرضاي (44 عاما) على راس الحكومة الانتقالية وهو الاصغر سنا بين المرشحين الاربعة لهذا المنصب بموافقة تحالف الشمال، تراجع نفوذ "الطاقم القديم" الذي يفترض ان يفسح المجال امام تزعم تكنوقراط شبان اكثر وعيا للمصلحة العامة.
&ويرجح ان يكون هذا التطور حقق رغبة سابقة للقائد احمد شاه مسعود الزعيم الذي كان يتمتع بكاريسما كبيرة واغتيل في التاسع من ايلول/سبتمبر الماضي على يد متطرفين عرب. وكان مسعود عايش مع عدد من هؤلاء القادة الشبان تجربة هزيمة تحالف الشمال عندما كان يسيطر على كابول في مطلع التسعينات حسب ما يقول مراقبون اقاموا معه في وادي بانشير وفي المناطق شمال شرق افغانستان التي لم تتمكن حركة طالبان ابدا من السيطرة عليها. ويرتكز قسم كبير من هذه "الفلسفة الجديدة" لقادة كابول الحاليين على ان المدنيين باتوا يضيقون ذرعا من الحرب.
ولا يستطيع تحالف الشمال لمفرده ان يضمن انضواء كل المجموعات في البلد في صيغة واحدة كما لا تستطيع اي قوة سياسية القيام بذلك بمفردها. ودفعت هذه الحقيقة مندوبي تحالف الشمال الموجودين في مؤتمر بون الى تقديم عدد من التنازلات شملت الهيئة التنفيذية في الحكومة المستقبلية ووجود قوة سلام دولية في كابول رغم اعتراض القادة في تحالف الشمال وعلى راسهم رباني على وجودها. وتحول رباني وهو من اتنية الطاجيك، شيئا فشيئا الى ضيف محرج بالنسبة للجيل الجديد من القادة في تحالف الشمال.
&وقال احد هؤلاء القادة الشبان طالبا عدم كشف هويته "لقد طلبنا منه عدم المجيء الى كابول لكنه جاء رغم ذلك وشغل القصر الرئاسي وكان يستمتع باقبال مئات الصحافيين الاجانب الى مكتبه رغم انه لم يعد لديه اي مناصر".
ورباني الذي بات مهمشا، انفجر غاضبا الثلاثاء خلال لقاءات مع الصحافيين متهما "مندوبي" بون ب"تجاوز" حدود المهمة الموكلة اليهم مشددا على اولوية حصوله على منصب في الحكومة الانتقالية. وقال احد القادة الشبان ساخرا ان الامم المتحدة "شكرت رباني مسبقا على تسليمه السلطة". ومع مغادرة رباني الساحة السياسية، تطوى صفحة الحرب ضد الاتحاد السوفياتي السابق نهائيا وتعقد الامال على ارساء السلام بعد 23 عاما من الحرب.
&واعلنت الامم المتحدة الاربعاء ان حكومة انتقالية بزعامة القائد الباشتوني حميد قرضاي ستتولى السلطة في البلاد في 22 كانون الاول/ديسمبر اثر اتفاق تاريخي بين الفصائل الافغانية في مؤتمر بون. ودعي الى انعقاد مؤتمر بون في حين تشن الولايات المتحدة عمليات عسكرية ضد حركة طالبان التي طردت من كابول في 13 تشرين الثانس/نوفمبر.