&
فداء عيتاني: الجنرال "شتاء" بدأ بحملته السنوية في روسيا، هذا الجنرال الذي أنقذ البلاد خلال الحرب العالمية الثانية وساهم في صنع انتصارها بوجه الغزاة الألمان، أدى هذا العام إلى قبول روسيا بتعديل
موقفها والموافقة على تخفيضات كبيرة في تصديرها النفطي عبر تقليص الإنتاج 150 ألف برميل في اليوم.
وكما كان الجنرال شتاء متحالفا مع القوات العسكرية السوفيتية في صناعة النصر على النازية، فهو قد تحالف اليوم مع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في إجبار الحكومة الروسية على التراجع عن موقف لم تتمكن من تبريره. فقد أشارت تقارير الخبراء في الأسبوع الماضي إلى إنتاج النفط الروسي قد لا يتم تصديره كما هو متوقع نتيجة تقلبات المناخ على الموانئ، مما سيؤدي حتما الى خفض تلقائي في الإنتاج وإلا سيتم دفع الفارق عبر تدني كبير في أسعار النفط في الأسواق المحلية في حال تحويل الكميات التجارية إلى الأسواق الداخلية.
وطبعا لم يكن هذا هو العامل الوحيد في التراجع الحكومي، وطلب الحكومة الروسية من الشركات المحلية تقليص معدلات الإنتاج، فقد أدى الضغط الذي مارسته "أوبك" والذي لما تعترف به رسميا إلى عزل الموقف الروسي، ومحاصرته، ففي حين وافقت معظم الدول المصدرة للنفط من خارج المنظمة على تخفيضات في الإنتاج كان لا مفر من الوصول إلى التراجع الروسي بعد ان أصبحت هذه الدولة التي تعد ثاني اكبر مصدر للنفط عالميا إلى التراجع أو لعب دور "العدو" بالنسبة إلى مصالح كل الدول المنتجة للنفط سواء أكانت مصدرة أم لا وسواء أكانت ضمن المنظمة أم خارجها.
ولم تتمكن روسيا من رسم تبرير كامل لموقفها، حتى حين أشارت إلى ان عملية التنمية المحلية في البلاد تتطلب نفطا بأسعار متدنية، أو حين أكدت ان أسعار النفط "العادلة" للمستهلكين والمصدرين على حد سواء هي دون النطاق السعري المستهدف من قبل "أوبك" والمتراوح ما بين 22 و28 دولار للبرميل، أو حين التجأ رئيس وزرائها إلى السيادة الوطنية وروح القومية قائلا بان "لا أحد يمكنه فرض سياسة نفطية على روسيا، لسنا أعضاء في أوبك ولا نلتزم بقراراتها"، كل ذلك قد تهاوى مع القرار الروسي بخفض الإنتاج.
وفي المقابل انعكس القرار الروسي ارتياحا في الأوساط المعنية حيث رحبت الاطراف بهذا القرار.
&
"أوبك"
&
ووصف متحدث باسم "أوبك" العرض الروسي بخفض إنتاج النفط بالـ "مشجع".
واعرب المتحدث عن توقعه بان يدلي الأمين العام للمنظمة علي رودريغيز بتصريح ردا على قرار روسيا خفض الإنتاج.
وقال ان رودريغيز خارج البلاد حاليا وينتظر عودته إلى مقر المنظمة في فيينا الخميس.
واضاف ان كل الأنظار تتجه الآن إلى النرويج التي قالت أنها ستخفض الإمدادات بين 100 و 200 ألف برميل يوميا بناء على حجم الخفض الروسي.
&
السعودية
&
وقال مصدر نفطي سعودي ان القرار الروسي بخفض الصادرات بواقع 150 ألف برميل يوميا خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح وان كان الحجم اقل من المتوقع.
ووصف قرار روسيا بأنه "تحسن ملموس" عن تعهدها السابق بخفض حجمه 50 ألف برميل يوميا وقال ان بوسع منتجي النفط الآن الاعتماد على روسيا للمشاركة في أي خفض في الإنتاج إذا استدعى الأمر.
ولم يصل المصدر السعودي إلى حد القول ما إذا كان الخفض الروسي سيكون كافيا لبدء العمل بتخفيضات عالمية في الإمدادات تبلغ مليوني برميل يوميا اعتبارا من أول كانون الثاني (يناير).
ولكنه قال "انها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح تشير إلى قدرة ورغبة منتجي النفط في العمل معا من اجل استقرار السوق".
وذكر مصدر خليجي ان المحادثات مستمرة داخل وخارج "أوبك" فيما يتعلق بالخطوة التالية.
وقال "سندع الوزراء يبحثون الأمور خلال الأيام القليلة المقبلة".
واضاف ان ليست هناك ضرورة لعقد اجتماع استثنائي للمنتجين نظرا لانه صدر بالفعل قرار بخفض الإنتاج.
&
النرويج
&
وقالت النرويج انها مستعدة لخفض إنتاجها بما يصل إلى 200 ألف برميل في اليوم لدعم الأسعار بشرط تلقي تعهدات مؤكدة من جانب منظمة "أوبك" لتنفيذ التخفيضات التي أعلن عنها من قبل.
ورحب وزير النفط النرويجي اينار ستينسنايس بقرار روسيا خفض صادراتها النفطية بمقدار 150 الف برميل يوميا لكنه قال انه غير واثق مما إذا كانت هذه الكمية كافية لكي تمضي منظمة "أوبك" قدما في تنفيذ التخفيضات الإنتاجية التي وعدت بها.
وقال ستينسنايس ان "المؤشرات القادمة من روسيا إيجابية. ولابد من تقييم مدى كفايتها على أساس الوضع الحالي".
واضاف انه إذا أظهرت الدول المنتجة للنفط من أعضاء "أوبك" ومن خارجها التزاما فان النرويج مستعدة لخفض الإنتاج بما يصل إلى 200 ألف برميل يوميا. والنرويج هي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية وروسيا وتنتج نحو 3.2 مليون برميل يوميا.
&
الكويت
&
رحب وزير النفط الكويتي عادل الصبيح بقرار روسيا خفض إنتاجها النفطي.
وقال الصبيح ان القرار سيساعد في إبرام اتفاق بين منتجي النفط الأعضاء في "أوبك" والمنتجين المستقلين لخفض الإمدادات في السوق العالمية لتحسين الأسعار.
وقال الوزير "الكويت ترحب بهذا القرار. فهو سيسهم كثيرا في التوصل إلى اتفاق بشأن التخفيضات الجماعية".
لكن الصبيح أكد مجددا رغبة "أوبك" في الحصول على تعهد بخفض المصدرين الرئيسيين للنفط من خارج المنظمة إنتاجهم بما مجموعه 500 ألف برميل في اليوم حتى تنفذ المنظمة خفضا في إنتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم اعتبارا من أول كانون الثاني (يناير).