&
رؤوف مسعد _______________________ تصوير صموئيل شمعون
أرسل الكاتب المصري رؤوف مسعد رسالة الى "ايلاف" طالبها بنشر&رسالة كان قد ارسلها الى جريدة عربية تصدر في لندن، رفضت نشرها. والرسالة تتحدث عن الكاتب العربي السعودي عبد الله الجفري الذي هاجم الكاتب العراقي صموئيل شمعون في عموده اليومي في تلك الصحيفة، بشكل غير لائق.
ويأمل الكاتب رؤوف مسعد "نشر تعقيبي في& ايلاف بالرغم من ان صحيفتكم الموقرة لم تكن طرفا في ما قمت بالتعليق عليه من كتابة السيد الجفري"

يقول الكاتب المصري رؤوف مسعد، صاحب "بيضة النعامة" و"مزاج التماسيح" و"صانعة المطر": "سبق وان ارسلت إلى صحيفة عربية تصدر من لندن تعقيبا على بعض ما كتبه السيد عبد الله الجفري في عموده اليومي ولكني فوجئت - كما فوجيء العديد من المعقبين بالتأكيد - ان هذه الصحيفة قررت عدم نشر التعقيبات التي وردت اليها. أدهشني هذا فطالما نشرت صحيفة يومية مادة ما على القراء، فإن من حق القراء ان يعقّبوا على هذه المادة المنشورة على الملأ.. لكن ان تحجب رأي القراء (خصوصا وأنا من الكتاب الذين ساهموا باستمرار في الكتابة في هذه الصحيفة)، فهذه سابقة تخل بصميم مواثيق وقرارات اتحادات الصحافيين العرب ومثيلاتها من روابط واتحادات الصحافة الأجنبية التي تعمل العديد من الصحف العربية الصادرة في العواصم الأجنبية بموجبها.

يقول رؤوف مسعد في رسالته الى الصحيفة العربية:

يدهشني أن يواصل كاتب دائم من كتاّبكم الإطلال علينا كل صباح برأي عنصري معاد لما تقوم عليه صحيفتكم من احترام الأقليات الدينية والأثنية في العالم وبالتحديد العربي. ويدهشني اكثر أن يعن له أن يطلق سخائمه المتناقضة مع القيم الإنسانية والسياسية التي تتبناها وتبشر بها صحيفتكم، سخائم عنصرية ضد اليهود وضد المسيحيين باعتبارهم "صليبيين" أالا يذكرنا هذا بالتنظيم العالمي لبن لادن لمقاتلة اليهود والصليبيين؟!) باعتباره المدافع الأوحد عن "العروبة النقية" و"الإسلام الصافي". وهي كلها حق يراد به باطل - كما يقول الفصحاء- فالذي يجهله السيد الجفري هو أن اليهودية غير الصهيونية. وان الصهيونية العنصرية في إسرائيل ليست هي "الفلسفة الصهيونية" الإنسانية التي تبناها المفكرون اليهود القدماء.
يجهل أيضا أن العربية كلغة مدينة بأفضال كبيرة لنحاة فرس وأعاجم شذبوا قواعدها وضبطوا مخارجها وأسسوا فقها. يجهل الجفري أن "الحضارة الإسلامية" لم تكن لتوجد لولا امتزاج عرب البادية بالشعوب التي فتحوا بلادها .. شعوب ما بين النهرين من آشوريين وكلدانيين وشعبي وادي النيل المصري القبطي ثم شعوب شبه القارة الهندية بالإضافة الى المترجمين اليونانيين الذين ترجموا تراث شعوبهم الى اللغة العربية، شكّل هذا ما نطلق عليه الآن اصطلاح "الحضارة الإسلامية العربية"& التي لم تنغلق على نفسها وتبدأ في الخمود إلا عند ظهور دعاوى التفوق العنصري والعرقي والديني.
وينطلق السيد الجفري بتوزيع كراهيته ضد الأقليات المسيحية العربية والأثنية باعتبار أن أفرادها قد تطفلوا على اللغة العربية كتابة وقراءة! لا يجيدون الكتابة بلغة الضاد. يستخدم "اللعب" على الأسماء المسيحية التوراتية العربية ليعطيها مسحة صهيونية . بالرغم من ان العديد من الأسماء التوراتية يحملها مسلمون ومسيحيون مثل داود وموسى واسحق وإبراهيم ويوحنا ومتى وسليمان وصموئيل، كما يحمل المسيحيون في مصر أسماء فرعونية مثل رمسيس وإيزيس.. الخ&.. ولا اريد ان اقول ان المشرفين على صحيفتكم، هم انفسهم يحملون اسماء من تلك التي&يستنكف منها&السيد الجفري.&
يتنكر السيد الجفري لقواعد ميثاق الشرف الصحفي في سبّه لصموئيل شمعون الذي انتقد رواية الجفري في "إيلاف" فبدلا من أن يناقشه في منطلقاته وبيانه، يسفه الجفري اسم صموئيل شمعون وديانته وانتمائه الأثني.
نعم، ربما جمح الخيال بالكاتب والشاعر صموئيل شمعون وظن انه يمتلك الحق في نقد رواية الجفري، بالطريقة التي يشاء. ولكن السيد الجفري كتب كلاما لا يمكن السكوت عنه. خصوصا وانه منشور في صحيفة مثل صحيفتكم... انه يقول في صحيفة عربية بريطانية:
" سألني غير ساخر: هل قرأت من قبل لكاتب (عربي) اسمه صموئيل شمعون؟ "

ثم يضيف في حواره المتخيل

"ظننت اننا تسامحنا كثيرا الى درجة استضافة كاتب ( ... ) فرحا لأنه يكتب بـ العربية !!"
&
ملحوظة: الأقواس الكبيرة والنقاط وعلامات التعجب كما هي في صلب ما كتبه الأستاذ الجفري
أنا اعرف كاتبا اسمه صموئيل شمعون،&ينشر القصص والشعر،&وأسس مجلة بالإنجليزية هي "بانيبال" لترجمة الأدب العربي الى اللغة الإنجليزية وفي مجلس مستشاريها نخبة من ألمع وأكبر المبدعين العرب (هذا .. بالرغم من أصوله الآشورية !وهذا عمل لم يقم به العرب " الأقحاح " ! وشخصيا اعرف الرجل يعتز اعتزازا كبيرا بثقافته العربية، التي يريدون تجريده منها).
ويواصل رؤوف مسعد في رسالته الى الصحيفة العربية التي نشرت مقالته:

إني أتعامل مع جريدتكم كقارئ وكاتب "من الخارج" منذ سنوات طويلة لقناعتي بأنها تنتمي الى الجيل المتحضر من الصحف العربية، تفتح صفحاتها للاختلاف والرأي الآخر بغض النظر عن "اللون السياسي والعرقي والديني" واعتبر نفسي المثال الحي لذلك، بأصولي القبطية المصرية اليسارية وانتمائي السياسي المختلف عن الأغلبية العربية المسملة.
فلتكن لنا أسوة بالرسول العربي عليه السلام حينما عبرت أمامه جنازة ليهودي فقام لها احتراما فسأله سائل " أو تقوم ليهودي؟ " فأجاب الرسول " أو ليس نفسا ؟ "&
( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) صدق الله العظيم -سورة البقرة &

وتفضلوا بقبول احترامي
رءوف مسعد
كاتب مصري مقيم في أمستردام
&
&