موسكو - من سلام مسافر: دخلت الدوائر الصهيونية في روسيا على خط التحريض ضد المملكة العربية السعودية في تساوق ملفت مع الحملة ضد الرياض في وسائل الاعلام الاميركية, ولايكفي القول بان المراكز المالية اليهودية تهيمن على غالبية وسائل الاعلام في البلدين لتفسير هذه الحملة الهادفة الى اتهام الحكومة السعودية بصورة مباشرة او غير مباشرة برعاية "الاصولية والارهاب" وتحميل الجمعيات الاسلامية الخيرية مسؤولية تمويل المنظمات الارهابية (بدعم مباشر من حكومة الرياض) كما يقول يفغيني ستانوفسكي رئيس "معهد الدراسات الاسرائيلية والشرق اوسطية" في موسكو وهو مؤسسة للابحاث تمولها اسرائيل والمراكز اليهودية في روسيا وتستفيد من ارشيف ضخم واطروحات ودراسات لالاف الطلاب من مختلف دول العالم ومن الشرق الاوسط خصوصا كانوا دافعوا عنها في معهد الاستشراق السوفياتي سابقا وصارت اليوم تحت تصرف ستانوفسكي والاستخبارات الاسرائيلية,
ويطرح ستانوفسكي الذي يلقبه بعض المستعربين الروس ممن بقوا اوفياء للعلم وللصداقة مع العرب بلقب "الرجيم" من واقع ان "ستنا" الروسية تعني "الشيطان" مقولة ان الولايات المتحدة لاتوجه رماحها ضد "المستفيد" من تفجيرات نيويورك وواشنطن, ويقول ان "التحليل غير المعقد يبين ان الشبهات لاتحوم وراء من اعتدنا على تصنيفهم في خانة اعداء واشنطن، وانما تحوم حول حليف اقليمي وشريك تجاري للولايات المتحدة هو السعودية",
ويذهب "شيطانوفسكي" الى الاستنتاج بان السعودية محاطة بالاعداء من كل حدب وصوب, ويرسم سيناريو وكأن الحرب ستنشب في المنطقة على خلفية "تقلص عائدات النفط وشحة النقد الاجنبي في البنوك السعودية وانخفاض موارد السكان وازدياد عددهم",
ولايجاد رابط اصطناعي بين التخريف السابق و"المصلحة السعودية" في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر يدعو ستانوفسكي الى النظر للاحداث وفق نظرية ان طموحات القيادة السعودية "تأخذ بعدا عالميا" من منطلق ان الرياض تدعم تنظيمات الجهاد العسكرية - السياسية في العالم واقامة نظام اسلامي يزاحم المذاهب الاخرى , و تنشيط "مكافحة غير المسلمين في اطراف العالم الاسلامي" وايضا "استخدام الجاليات الاسلامية الفقيرة كأداة لقلب العالم بشكل يحقق مصلحة السعودية".
وبعد ان يطنب "شيطانوفسكي" في الترويج لنظرية السيطرة على العالم عبر "الجاليات الاسلامية" يدعو الى تفسير مايفعله تنظيم "القاعدة" واسامة بن لادن وفق هذه النظرية, ويقول ان "القاعدة" والتنظيمات المماثلة تطبق فكرة الجهاد في القرن الواحد والعشرين لاضعاف جميع الدول "الولايات المتحدة واسرائيل ودول الجوار باستثناء السعودية", وهكذا وفق نظرية رئيس معهد الدراسات الاسرائيلية والشرق اوسطية فان المملكة العربية السعودية "هي المستفيد الاول من تفجيرات نيويورك وواشنطن" وعليه يتوجب "معاقبة الرياض اولا" وينصح الاميركيين بعدم اضاعة الجهد والوقت في ضرب اهداف "بعيدة" والتركيز على "المستفيد الاول".
ويقول: "يخطئ من يظن ان الحرب على الارهاب تنتهي بالقضاء على اسامة بن لادن" ويشير الى ان "القاعدة" في السعودية وليس في افغانستان,
ويشكك في قدرة الخارجية الاميركية على "الربط بين احداث متفرقة" جرت خلال العقدين الاخيرين من العالم, مشيرا الى ان "وجها جديدا ظهر في الساحة العالمية يتطلع الى تقسيم العالم ويملك من الموارد ما يمكّنه من تحقيق غايته", والمفارقة ان ستانوفسكي في البداية تحدث عن الازمة المالية التي تعصف بالسعودية وفي النهاية يتحدث عن امكانيات المملكة "الهائلة" لتحقيق هدف تقسيم العالم والهيمنة على دوله!
وواقع الحال، فان مقالا "علميا" للبروفيسور ستانوفسكي هو فيض من غيض تطفح به مستنقعات التعليقات في وسائل الاعلام الروسية منذ نيف وعقد من الزمن ضد العرب, وتفاقم الدس اخيرا, لكن خطورة مايصدر عن رئيس معهد الدراسات الاسرائيلية والشرق اوسطية يكمن في ان معهده المزعوم الذي هو فرع للموساد يحظى باهتمام صناع القرار في الكرملين باعتبار ان (شيطانوفسكي) ومن لفه اقدر على تحليل الوضع في الشرق الاوسط لانهم من اساطين الاستشراق والاستعراب.
ولان المستعربين الوطنيين الروس لايجدون مايسد قوتهم فقد انصرفت غالبيتهم للعمل في القطاع الخاص لتدبير لقمة العيش وعلى خلفية "وفاء" عربي نادر لمن يقف مع قضايا امتنا العربية! وخلت ساحة الاستشراق والاستعراب لامثال ستانوفسكي الذي يتلقى تمويلا من الخارج والداخل في حين لايفكر العرب حتى في الاحلام بانشاء مركز للدراسات العربية في روسيا وبعث الحياة في الاف المختصين والخبراء ممن غيبتهم الازمة الاقتصادية عن الساحة ويضطرون الى بيع خدماتهم لمن يدفع طبعا,
ويكفي الاشارة الى ان معهد ستانوفسكي استقطب المع الخبراء بالشؤون العربية والشرق اوسطية وبينهم رجال استخبارات متقاعدون ومترجمون عملوا مع الخبراء السوفيات في الجيوش العربية, ويستفيد المعهد من رسائل الدكتوراه والماجستير لباحثين عرب دافعوا عنها في معاهد مثل الاستشراق ومعهد اسيا وافريقيا ومعهد العلاقات الدولية وغيرها من المعاهد والجامعات الروسية وريثة تاريخ طويل وغني في دراسة العالم العربي والاسلامي وتشريحه,
ويستثمر ستانوفسكي وامثاله هذا التراث ولايتردد عن تشويه سمعة البلدان العربية وكيل الاتهامات الى المملكة العربية السعودية عبر الترويج لنظرية سخيفة غلفها بمقولات علمية للاسف تجد صدى في عقول الروس الذين لم يعد لديهم نافذة اخرى يطلون من خلالها على الشرق والعالم العربي غير نافذة ستانوفسكي وابحاث الموساد والمراكز الصهيونية في روسيا,(الرأي العام الكويتية)