&
إيلاف- المحرر السياسي: وافق الملا محمد عمر على الاستسلام في قندهار، آخر معقل لحركة "طالبان" التي كان يقودها في أفغانستان ، كما قال متحدث باسم طالبان الخميس. وقد أذيعت تلك الأخبار بعد يومين من المفاوضات السرية بين طالبان والزعيم الذي تم اختياره حديثاً، حامد قرضاي - الذي عرض على طالبان عفواً عاماً إذا استسلموا .
وقال الملا عبد السلام ضعيف مبعوث طالبان السابق في باكستان للصحفيين "الجانبان: طالبان وقرضاي اتفقا على تسليم قندهار خدمة لمصالح الشعب وللتقليل من الخسائر في الارواح وحماية لكرامة الشعب." ، واضاف "ستبدأ طالبان (الجمعة)تسليم اسلحتها الى الملا نقيب الله وهو قائد بارز. سيكون في قندهار اليوم."
وقد قال المتحدث باسم طالبان لوكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية، التي تتخذ من باكستان مقراً لها وتحتفظ بعلاقات طيبة مع الحركة: "لقد قرر الملا عمر تسليم قندهار للملا نجيب الله." والملا نجيب الله هو زعيم قبلي بشتوني قاد كفاحاً مسلحاً ضد الاحتلال السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي وهو حاكم سابق لقندهار. وقالت وكالة الأنباء الأفغانية أن الاستسلام سوف يحدث في غضون يوم أو يومين ولم تقدم أي تفصيلات أخرى عن المفاوضات مع الملا عمر الذي كان يحض قواته حتى هذا الأسبوع على القتال حتى الموت. وسيجرد تسليم قندهار حركة طالبان من آخر مدينة أفغانية كانت تحت سيطرتهم بعد شهرين من الغارات الأميركية لمساندة القوات المعارضة لطالبان. وهذا يمثل انتصاراً سياسياً كبيراً لحامد قرضاي - الزعيم القبلي البشتوني، الذي تم اختياره لرئاسة الحكومة الأفغانية المؤقتة في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في بون بألمانيا. وكان قرضاي قد تقابل مع مسئولي طالبان شمالي قندهار الأربعاء والخميس. وقد وصف المفاوضات بأنها مثمرة للغاية وصرح لوكالة أسوشيتد برس أنه سيمنح عفواً عاماً لمقاتلي طالبان الذين يستسلمون. إلا أنه قال أن العفو الذي عرضه لا ينطبق على الملا عمر ولا المقاتلين الأجانب الموالين لتنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن، المشتبه فيه الرئيسي في أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وكانت الولايات المتحدة قد بدأت هجوماً عسكرياً على أفغانستان في السابع من أكتوبر للقبض على بن لادن أو قتله.
طرق الهرب
أتت الأخبار عن الاستسلام بعد قليل منذ أن بدأت مشاة البحرية الأميركية في الانتشار لقطع سبل الهرب من قندهار. وكان الميجور جيمز بارينجتون، الضابط التنفيذي في الوحدة 15 مشاة بحرية قد امتنع عن ذكر أعداد أو مواقع هذه القوات، إلا أنها تتضمن وحدتي مشاة البحرية 15 و26 مجهزة بعربات مصفحة وأسلحة مضادة للدبابات بما في ذلك طائرات هليكوبتر AH-1W Super وطائرات هليكوبتر المساندة UH-1N Huey وعربات همفي المدرعة وعربات هجوم سريعة. وتساند القوات الأميركية الجهود الدبلوماسية والعسكرية لمعارضي طالبان لتقوية سيطرتهم على أفغانستان عن طريق تأمين سيطرتهم على أفغانستان بإخراج طالبان من قندهار حيث يعتقد أن الملا عمر يختبئ. وقال المقيمون على البلدة الحدودية تشامان أن القذائف أصابت مواقع طالبان بالقرب من سبين بولداك التي تبعد 60 ميلاً جنوب شرق قندهار. وقالوا أن موقعاً لمستودعات الذخيرة ومخزناً للبترول قد تم إصابته. وقد قتل أربعة أشخاص على الأقل، فيهم مقاتلين من طالبان، وأصيب أربعة آخرون. إلا أنه لم تتأكد تلك الأنباء من مصدر مستقل. ولأول مرة منذ أسابيع فلم تورد قوات المعارضة أخباراً عن قصف في أو حول قندهار نفسها، بالقرب من الموقع النار الصديقة التي قتلت ثلاثة جنود أميركيين وجرحت 20 آخرين. وقد قتل في هذه الحادثة خمسة من القوات المعادية لطالبان عندما سقطت بالقرب منهم قذيفة تزن ألفي رطل بطريق الخطأ. يقول الأدميرال جون ستافلبيم للصحفيين في البنتاجون: "قذيفة تزن ألفي رطل سلاح مدمر. لقد سقطت تلك القذيفة على بعد 100 ياردة من الجنود." وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد صرحت في البداية أن القتلى جنديان أميركيان إلا أن المتحدثة باسم البنتاجون فكتوريا كليرك قالت لاحقاً أن جندياً مصاباً قد توفي عندما كان يتم نقله. ونقل مراسل NBC عن مصادر قولهم أن جنوداً أميركيين قابلوا حامد قرضاي، الذي تم اختياره قبل ساعات ليرأس الحكومة الأفغانية المؤقتة. وقد وردت أخبار أن قرضاي أصيب إصابة طفيفة إلا أنه صرح لقناة الأخبار الرابعة البريطانية أنه آمن.
حرب الكهوف
وفي شرق أفغانستان، يتقدم العديد من الآلاف من القوات المعارضة لطالبان في سلسلة من الكهوف بالقرب من جلال أباد حيث يعتقد أنها مأوى زعماء تنظيم القاعدة ويحتمل أن يكون بها أسامة بن لادن أيضاً، المشتبه فيه الرئيسي بتدبير حوادث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة. وكانت ثلاث دبابات من عصر الاتحاد السوفيتي تطلق قذائفها على تلك الكهوف لساعات يوم الأربعاء بينما طائرات B-52 تهدر فوقها. وقد أطلقت قذائف على طائرة كانت تقصف تلك الكهوف من دبابات ميليشيا طالبان. وقد قالت شبكة إن بي سي أنه لم تكن هناك أخبار عن إصابات أو أسرى من كلى الطرفين ولم تسمع أو ترى أي نيران معادية. وقد ادعى قادة طالبان أن بن لادن قد نقل إلى مناطق عليا في الجبال وترك مواقعه الأصلية تحت الأرض. ولا يزال القصف الجوي مستمراً وقالت القوات المعارضة لطالبان يوم الأربعاء أنهم سيوقفون تقدمهم لئلا يخاطروا بقصفهم أيضاً. وقال قائد الأمن القبلي حضرة علي أنه قد أرسل ثلاثة آلاف رجل للمنطقة للبحث عن زعماء القاعدة. وقال علي قبل أن يوقف التقدم: "لقد سيطرنا على بعض المناطق التي تركها رجال بن لادن حول تورابورا. لقد انسحبوا من غير قتال." وأضاف أن 20 من الجنود الأميركيين من القوات الخاصة وصلوا مبكراً إلى المنطقة بطائرة هليكوبتر لمساعدة رجاله. وقد اعترف ستفلبيم بذلك قائلاً أن "الجنود الأميركيين يساندون ولكنهم لا يقودون تقدم قوات المعارضة." ولقد توغلت مجموعات المعارضة المحلية في القرى الأفغانية، والذين يعرفون تضاريس المنطقة، في بعض من الكهوف ليتأكدوا من أن أحداً لا يوجد هناك. ويوم الأربعاء، بدأت الطائرات المقاتلة الأميركية إسقاط العديد من الأسلحة الموجهة بالفيديو التي يمكن للطيارين توجيهها مباشرة نحو أبواب الكهوف. وفي غضون ذلك، أنهى مسئولو المعارضة الأفغانية إصلاح مهبط جلال أباد - الذي قصفه الأمريكان - حتى يمكن للطائرات ذات الجناحين الهبوط عليه اليوم الخميس بمزيد من القوات. وكانت وشنطن بوست قد قالت الأربعاء أن قادة المعارضة المحليين يدعون أن الهجمات الجوية الأميركية قتلت من عشرة إلى 18 من ناشطي القاعدة في منطقة تورابورا . ويقدر القتلى من القاعدة ومقاتلي طالبان في المنطقة من 80 إلى مئة مقاتل. أما تورابورا فهي سلسلة كهوف مشهورة بنيت في ثمانينات القرن الماضي بتمويل أميركي لتكون مقار قيادية للمقاتلين ضد عقد من الاحتلال السوفيتي. وقد وصف علي الذي قاتل السوفيت من تلك الكهوف بأنها حصن منيع.