&
لندن ـ& وصفت مصادر عربية محاولات اسرائيل في ايجاد بديل لقيادة ياسر عرفات للعمل الفلسطيني في المرحلة الراهنة بانه ضربا من الخيال " وستكون هنالك دماء كثيرة اذا ما ذهب الختيار".
و"الختيار" هو الاسم الذي تعود الفلسطينيون اطلاقه على زعيم ثورتهم ياسر عرفات الذي تحاصر زعامته اسرائيل حاليا من اجل ايجاد البديل لتنفيذ مخططاتها.
وتباحث بلدان عربيان كانت لهما المسؤولية اداريا وسياسيا عن الشأن الفلسطيني قبل احتلال العام 1967، وهما مصر والاردن في اليومين الاخيرين في شكل مكثف عن البدائل شخصيا كانت او خططا استراتيجية.
والبلدان يعرفان ان هنالك تطورات حدثت واستغلت من جانب متشددين اسلاميين او راديكاليين على الساحة الفلسطينية في ظل ضعف القرار الذي تمثله سلطة الرئيس عرفات.
الاردن من جانبه يؤمن ان ياسر عرفات هو الوحيد القادر على التمسك بقرار المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة وليس غيره من الذين يصرحون كل ساعة ولحظة ودقيقة على شاشات التلفزة العربية والاجنبية مطالبين بتأجيج الانتفاضة الثانية اكثر.
ويعتقد الاردن وهو المتأثر اساسا في ما يجري غربي نهر الاردن لنواح عديدة سياسية كانت ام اقتصادية او لصالح البقاء، ان أي زعامة بديلة لعرفات ستذهب بعيدا في ما لا يمكن قبوله على الساحة العربية في اطار الصراع مع اسرائيل.
واذ ذاك، فان من المرشحين المحتملين لخلافة عرفات حسب مصادر غربية عديدة العقيد جبريل الرجوب، وهو قائد قطاع الامن في الضفة الغربية، والعثيد محمد دحلان قائد الامن في قطاع غزة.
وللعقيد الرجوب الذي يحمل الرتبة العسكرية من دون تدريب اكاديمي او دراسات عسكرية، علاقات مع الذين سجنوه في الماضي، وهم الاسرائيليون بتهمة انتمائه الى حركات فلسطينية مناهضة للكيان الصهيوني
والعقيد الرجوب ليس له في الحالة الاردنية الفلسطينية أي دور على مدى التعامل السياسي والامني، وقالت مصادر امنية اردنية لـ "ايلاف" : هذا العقيد مرفوض في أي شكل من التعامل عندنا" ولم تبرر تلك المصادر رفضها في العلاقة المباشرة مع الرجل القوي امنيا في الضفة الغربية.
ويرى الاردن كبلد له سيادته في القرار ان لا بديل عن سلطة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في التوصل الى قرارات تؤدي في النهاية الى سلام عادل وشامل في المنطقة.
والاردن يرى ان البدائل المطروحة لخلافة عرفات في الامد المنظور مرفوضة على خلفية تلك البدائل، فجبريل الرجوب في وجهة نظر اردنية لا يعدو كونه سجينا سابقا لدى الموساد الاسرائيلي لسنوات طويلة ولا يمكن الاعتماد اليه في حل المشكل الفلسطيني الراهن.
وفي معلومات لدى "ايلاف" فان العقيد الرجوب في الاشهر الستة الماضية حاول ايجاد ارضية للتعامل مع الاستخبارات الاردنية التي ابلغته سلفا انها "لا تثق به كشريك سياسي محتمل لبناء دولة كونفدرالية اردنية فلسطينية".
ورفضت اجهزة المخابرات الاردنية أي لقاء مع الرجوب في أي شكل كونها لا تثق به استنادا الى معلمات يحتفظ بها النظير الاردني من جهاز الامن الاسرائيلي الخارجي (الموساد) حول شخصية الرجوب الذي لم يكن عسكريا محترفا في حياته ابدا.
والعقيد الرجوب الذي يقود حاليا تسيير الامن العام في الضفة الغربية كان سجينا عند اسرائيل لسنوات عديدة مضت وهو يتقن اللغة العبرية والانجليزية معا وهو امر أهله للتحاور مع وسائط انباء غربية حول الشأن الفلسطيني من وجهة نظر خاصة لها اهدافها على المدى البعيد.
وكانت اخر تصريحات له حول مسألة الخلافة ما قاله لهيئة الاذاعة البريطانية من انه ليس مرشحا محتملا، مشيرا الى ان القرار في يد الشعب الفلسطيني.
والتصريحات تلك كانت مؤشرا على رغبة "العقيد" في تولي السلطة في أي ثمن من دون اعتبار المواقف العربية القومية الاخرى.
وحين تكلم العالم الخارجي عن اجراءات قمعية ضد حقوق الانسان الفلسطيني مع تسلم السلطة الوطنية الفلسطينية مهماتها في اراضيها المستعادة، كان يظهر الى العلن الاجراءات التي كان يمارسها العقيد جبريل الرجوب السجين السابق ضد مواطنيه الداعين الى الاستقلال والحرية.
وتشير مصادر فلسطينية ذات صلة بالقرار الفلسطيني الاعلى ان العقيد الرجوب ليس مؤهل لتسلم قيادة العمل الفلسطيني على نحو دبلوماسي او استراتيجيي في المستقبل، وقالت انه يحاول العدة لانقلاب فلسطيني من الداخل لتجسيد سلطته اولا، ومن ثم تجسيد ما يريده سجانوه الاسرائيليون بالامس على عاتق مصالح الشعب الفلسطيني.
والى ذلك فان ما يتقرر سياسيا على نحو عربي جماعي في الايام القليلة المقبلة يفوت الفرصة على العقيد جبريل الرجوب ونظيره في قطاع غزة العقيد محمد دحلان في امكان قيادة الشعب الفلسطيني نحو المفاوضات السلمية خلفا للقيادة الشرعية الحالية الممثلة بالسيد ياسر عرفات.
&
وفي رد الفعل الاردني والمصري المشترك بعد محادثات الملك عبدالله الثاني والرئيس حسني مبارك على تطورات لاحداث فان كلا الجانبين شددا على ضرورة حماية رئاسة عرفات الفلسطينية ومعه سلطته التي تقررت في حوارات اوسلو.
وتشير مصادر "ايلاف" الى ان العقيد الرجوب وهو الرجل القوي الآن في الضفة الغربية حاول مرات عديدة الاتصال في الجهاز المخابراتي الاردني للتحادث في اوضاع المستقبل الفلسطيني.
وقالت تلك المصادر لـ "ايلاف" ان الاردن لا يثق جملة وتفصيلا بما يطرحه العقيد الرجوب في مسائل خلافته للسيد عرفات، ويعتقد الاردنيون ان العقيد الرجوب على ارتباطات سابقة باجهزة الامن والاستخبارات الاسرائيلية منذ سنوات سجنه في الثمانينيات.
وحاول العقيد الرجوب في الاسبوعين الاخيرين التكلم مع مسؤولين اردنيين على صلة بالقرار الاعلى ، لكن هذه الجهات رفضت ايصال رسالته الى الملك عبد الله الثاني الذي يرغب ان يكون الحل الفلسطيني من خلال الرئيس عرفات ولا غيره على الساحة الفلسطينية.
&&
&
والعقيد المرشح للخلافة اربعيني العمر وهو خريج السجون الاسرائيلية حيث امضى هناك 17 عاما حين كان احد كوادر (فتح ) التي تعمل حاليا بقيادة مروان البرغوثي في الاراضي الفلسطسنية.
وحين عاد عرفات بعد اتفاقيات اوسلو كان واحدا من قراراته هو تعيين جبريل الرجوب مسؤولا امنيا في الضفة الغربية، وكان القرار مكافأة له لسجنه الطويل ونضاله في سبيل المصلحة الفلسطينية العليا.
وما كان من العقيد الرجوب حين تسلم مهماته الامنية الا القيام على نحو قمعي ادى الى ايذاء الفلسطينيين وتمنى الفلسطينيون في الضفة الغربية بعد هذه الممارسات ان تستمر سلطات الاحتلال مهيمنة على الضفة "بدلا عن العقيد الرجوب".
واذا عرفات غير مطمئن الى انه السيد المطاع في الضفة الغربية وهي لا تعتد برئاسته اساسا لخلافات بين الضفة وغزة، فانه عين جبريل الرجوب مسؤولا امنيا هناك واعطاه رتبة العقيد العسكرية لاعتبارات سجنه في اسرائيل مدة طويلة، وبالمقابل عين العقيد محمد دحلان مسؤولا للامن في قطاع غزة.
العقيد جبريل الرجوب، في أي حال مرفوض على نحو سياسي عام في ان يكون خليفة لعرفات، لاوكذا حال محمد دحلان
&
&
&
&
&