الكاب& - سيدفع مارك شاتلوورث (28 عاما) اول سائح فضائي من جنوب افريقيا ثمن مشاركته في الرحلة الى المحطة الفضائية الدولية في نيسان/ابريل من ثروة اكتسبها قبل عامين اثر بيع شركة متخصصة في تكنولوجيا الانترنت مقابل 600 مليون دولار. وبعد ان اتم شاتلوورث دروسا تجارية، اسس عام 1996 شركة "ثوت كونسالتينغ" المتخصصة في التجارة الالكترونية في الفناء الخلفي لمنزل والديه.
&واصبح مليونيرا في سن الرابعة والعشرين بعد ان اطلق موقعا تجاريا على الانترنت حصنه بواسطة برنامج ترميز وتصديق للصفقات. ثم حقق الثروة الكبرى عام 1999 ببيع شركته الى شركة "فيري-ساين" الاميركية في وقت كانت موجة الانترنت في اشد رواجها. وكانت شركته اضحت آنذاك المرجع الرئيسي للمصادقة عبر الانترنت على الصفقات التجارية خارج الولايات المتحدة وقد فازت بنسبة 40%من السوق العالمية.
&وعمت الدهشة جنوب افريقيا حين ذاع الخبر بان شابا من الكاب غالبا ما يشاهد وهو يرتدي سروالا قصيرا باع شركة مجهولة وغير مدرجة في البورصة مقابل ثروة حقيقية. واثير فضول الجمهور الكبير واراد التعرف اكثر الى هذا الشاب المعجزة حين تناقلت الصحف ان شاتلوورث قرر منح كل من الموظفين السبعة والخمسين في الشركة التي باعها علاوة بقيمة مليون رند (165 الف دولار)، بما في ذلك عاملتا التنظيف والبستاني.
&ومكنت هذه الثروة المفاجئة معظم الموظفين من شراء منزل خاص، في حين اشترى شاتلوورث من جهته طائرة خاصة ومجموعة من السترات الايطالية الانيقة واطلق شركة جديدة. واختار شاتلوورث لشركته الجديدة اسم "اتش.بي.دي." وهو اختصار لعبارة معناها "هنا تقف التنانين" كانت تستخدم على الخرائط القديمة للاشارة الى مساحات لم يتم استكشافها بعد. وتستثمر "اتش.بي.دي." في الشركات المتخصصة في تكنولوجيا الاعلام القائمة في افريقيا. كذلك انشأ المليونير الشاب "مؤسسة شاتلوورث" وهي منظمة ذات اهداف انسانية تمول المشاريع التربوية في افريقيا. وهو عضو ايضا في مجلس ادارة منظمة "بريدجز.اورغ" الدولية التي تسعى الى ردم الهوة القائمة بين الدول الفقيرة والدول الغنية في مجال التكنولوجيا الحديثة.
&ويقر شاتلوورث بانه يشعر بقدر من القلق لدى التفكير في رحلته في المكوك الفضائي الروسي لمدة عشرة ايام. وبهذه الرحلة سيصبح السائح الفضائي الثاني في التاريخ بعد رجل الاعمال الاميركي دنيس تيتو الذي سبقه في نيسان/ابريل الماضي على متن محطة روسية مقابل عشرين مليون دولار. ومن المتوقع ان يدفع شاتلوورث المبلغ ذاته لرحلته. وقال متوجها الى الصحافيين في الكاب "اشعر بعصبية كما تعلمون. انه امر لا يعطى سوى لقلة نادرة من الناس. حددت لنفسي هدفا ان اركز مئة بالمئة على مهمة واحدة، هي ان اكون افضل مساعد ممكن لقائد مكوك فضائي". وقال "ان الامر لا يقتصر على القيام بنزهة الى المحطة الفضائية، بل بالمشاركة بشكل ناشط في برنامج الرحلة واطلاقها وقيادة سويوز، وفي البرامج العلمية في المحطة".