واشنطن- اظهرت نتائج دراستين نشرتا في مجلة "ساينس" الاميركية هذا الاسبوع ان القطب الجنوبي لكوكب المريخ مغطى بكتلة ثلج قطبية يتغير حجمها عملا بالتغيرات المناخية. وافادت احدى الدراستين ان الصور التي التقطتها مركبة الاستكشاف "مارس غلوبال سورفيور" التي وضعت في المدار حول الكوكب الاحمر اظهرت تغيرات في فجوات وتعرجات وهضاب الكتلة الجليدية ما يشير الى حصول تاكل لهذه الطبقات المجمدة.
&اما الدراسة الثانية فتناولت عمق طبقات الثلج المؤلفة من ثاني اوكسيد الكربون الذي يتراكم ويتبخر حسب الفصول على هذا الكوكب. وقال الباحثون ان هذا الثلج الشديد السماكة اقرب الى الجليد منه الى الثلج.
&واعتبر ديفيد بايج الباحث في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس ان هذه الملاحظات "تمهد الطريق امام عهد جديد في دراسة كوكب المريخ" الذي لم يعد بالامكان اعتباره بعد الان مجرد "كرة بليار". واكدت هذه الصور وجود خزان من ثاني اوكسيد الكربون المتجمد على سطح الكوكب على مدار السنة. وقال مايكل مالين الذي ساهم في اعداد احدى هاتين الدراستين ان "واقع رؤية الخزان يعني ان المناخ متقلب ويتغير مع الوقت".
وحجم الخزان الذي لم يعرف بعد قد يؤثر على بعض الظواهر مثل وجود المياه السائلة على سطح كوكب المريخ. وقال مالين اذا كان هذا الخزان كبيرا فان تغير الضغط الجوي الناجم عن تبخره قد يخلق ظروفا "تتيح بقاء المياه بحالتها السائلة على مستوى سطح الكوكب او قريبا منه". ومن خلال استخدام آلة اخرى على متن "مارس غلوبال سورفيور" تمكن الباحثون من مركز "غودارد" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الاميركية "ناسا" ومعهد ماساتشوستس التكنولوجي من قياس التغيرات على سطح الكوكب مقارنة مع دورة تغير الفصول وتراكم وتبخر الثلج.