جلس ابو عبده (75 سنة) حزينا في حانوته في شارع كنيسة المهد في بيت لحم يفكر في ما يمكن ان تشهده احتفالات عيد الميلاد التي تكاد تخلو من البهجة في البلدة التي ولد فيها السيد المسيح.
ومتجره مكتظ بتماثيل السيدة العذراء وبتذكارات اخرى لم تبع، وهو يخلو من الزبائن. وقال: "لا اظن انه ستكون هناك احتفالات هنا لان لا سلام". وتساءل: "ماذا يفترض ان افعل بهذه التذكارات؟ لقد تحول هذا الحانوت جنة للفئران".
وكان ابو عبده يحقق أرباحاً عندما يتدفق على البلدة نحو مليون سائح وحاج كل سنة. وكانت اعياد الميلاد تحظى دائما باهتمام خاص. واوضح ان "نشاطنا كله يعتمد على السياحة ولكن حتى الحجيج لا يأتون اليوم (...) من اين سيدخلون؟ الجيش الاسرائيلي يحيط بالمكان من كل الجهات".
ووقفت دبابات اسرائيلية قبالة المتجر الشهر الماضي بعد اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي. وعلى رغم انسحابها إلى مواقع خارج البلدة، فإن الزوار لم يعودوا.
وقال رئيس بلدية بيت لحم حنا ناصر ان احتفالات الميلاد هذه السنة ستقتصر على الشعائر الدينية. فالبلدة ستخلو من الزينات المألوفة باستثناء القليل من الاضواء على شجرة الميلاد وسط ساحة كنيسة المهد. واضاف ان صور الضحايا ستعلق بدلا من الزينة التقليدية، وان فرق الموسيقى والانشاد الاجنبية لن تشارك في الاحتفالات كما فعلت في السنوات السابقة، لان "العدوان الاسرائيلي خطف بهجة الميلاد" من الفلسطينيين. وبيت لحم في حال حداد على 23 فلسطينيا من ابنائها قتلوا، الى سقوط اكثر من 150 جريحا.
ولا تزال الزينات الكهربائية المعلقة في الشوارع ترحب بقدوم عام 2000 التي اعدت للاحتفال بالالفية الجديدة، لكن الاضواء انطفأت.
وأكد وزير السياحة والاثار الفلسطيني متري ابو عيطة ان كلفة الصراع باهظة جداً في بيت لحم وان "الجرح عميق جدا"، وان الميلاد سيكون مجللاً بالحزن.(النهار اللبنانية)
&