كتب زياد حيدر : طُويت أمس، صفحة من صفحات مكافحة الفساد في سوريا. فبعد أن انقطعت أخبار هذه الحملة عن الإعلام التي بدأت قبل نحو عامين، علمت <<السفير>> ان القضاء السوري اصدر اخيراً حكما بالسجن لمدة عشرين سنة ونصف سنة بحق كل من نائب رئيس الوزراء السابق للشؤون الاقتصادية سليم ياسين ووزير النقل السابق مفيد عبد الكريم اضافة الى رجل الاعمال السوري منير ابو خضور المقيم في اسبانيا.
وقالت مصادر قضائية ل<<السفير>> ان الحكم الصادر الاثنين الماضي عن المحكمة الاقتصادية الاولى، يتضمن ايضا غرامة قدرها 268 مليون دولار و400 مليون ليرة سورية هي ضعف حجم خسائر صفقة طائرات <<الايرباص>> التي تسببت في تحويلهم الى القضاء، وذلك اضافة الى مطالبة عبد الكريم بتعويض قدره 10 ملايين ليرة سورية يُصرف لشركة الطيران السورية كتعويض عن أضرار لحقت بها بسببه.
وأوضحت المصادر ان دفع الغرامة يتم <<بالتكافل والتضامن>> بين المحكومين الثلاثة، مضيفة ان <<الذهول>> اصاب ياسين وعبد الكريم للحكم الذي توقعاه <<مخففا>>.
وكان تقرير للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش اظهر ان المتهمين الثلاثة اضافة الى رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي، عقدوا صفقة لشراء ست طائرات <<إيرباص>> بقيمة تزيد عن 92،374 مليون دولار، محققين بذلك ضررا مقداره 92،134 مليون دولار اميركي، فوق قيمة العقد التي كان يجب ان لا تزيد عن 240 مليون دولار.
وذكرت المصادر ان كلا من ياسين وعبد الكريم قضيا سنة من فترة حكمهما وان قراري العفو الرئاسيين اللذين صدرا خلال العامين الاخيرين، يقلصان فترة محكوميتهما الى عشر سنوات، الامر الذي يعني احتمال اطلاق سراحهما بعد ثماني سنوات ونصف سنة في حال لم يصدر عفو رئاسي آخر يقلص مدة الحكم ثلثا آخر، اضافة الى امكان توقيفهما لسنة اضافية في حال لم يتم دفع الغرامة. وبرغم ان مصادر هيئة الدفاع قالت ل<<السفير>> انها ستقوم بالطعن في الحكم إلا انها لم تشدد على ما يمكن ان ينتج عن ذلك.
اما ابو خضور (ويحمل الجنسية الاسبانية) فيواجه حكما غيابيا لتواجده خارج سوريا، فيما بقي على عبد الكريم ان يستعد لدعويين أخريين بتهم متعلقة بالفساد امام القضاء السوري قبل نهاية الشهر الحالي.
وكانت السلطات السورية قامت بحجز احتياطي على الاموال المنقولة وغير المنقولة لكل من سليم وعبد الكريم وافراد اسرتيهما بعدما تم توقيفهما في 21/5/2000 بتهم <<الفساد وسوء الائتمان>> وذلك في اليوم ذاته الذي اطلق رئيس الوزراء السوري السابق محمود الزعبي رصاصة على رأسه بعد محاولة توقيفه على خلفية اقالته من القيادة القطرية وملاحقته بالتهم ذاتها.
من ناحية ثانية، بدأت أسرة الصحافي السوري المعارض نزار نيوف المقيمة في بلدة بسنديانة في الساحل السوري أمس الأول، إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على ما قالت انه مضايقات تتعرض لها. وقالت نشرة <<أخبار الشرق>> اليومية التي تصدر عن معهد الشرق العربي في لندن، ان علي نيوف والد الصحافي السوري ووالدته واخوته الثلاثة امجد وممدوح وحيان، بدأوا الاربعاء الماضي اضرابا عن الطعام. ونقلت النشرة عن افراد من أسرة نيوف ان الاضراب عن الطعام جاء <<احتجاجا على استمرار السلطات الامنية والحزبية السورية بمضايقتهم بوسائل مادية ومعنوية>>.(السفير اللبنانية)
&