موسكو ـ من هاني شادي: يعتقد العديد من المحللين والمراقبين السياسيين في موسكو أن الحملة الحالية ضد ما يسمى بالإرهاب الدولي في أفغانستان أصبحت ذريعة لبعض الدول السوفيتية السابقةً لزيادة التعاون العسكري السياسي مع الدول خارج الساحة السوفيتية. ويرى هؤلاء أن أبرز الأمثلة على هذا التوجه هو موافقة جمهوريات آسيا الوسطى على تحديث عدد كامل من منشآتها العسكرية حتى تلبي متطلبات حلف شمال الأطلسي والقوات المسلحة الأميركية. وتجدر الإشارة أن تركيا وعبر التمويل الأميركي تقوم بهذه الأعمال بما فيها تدريب الكوادر المطلوبة لهذه المنشآت في المرحلة اللاحقة.
وفي الوقت ذاته تدخل إسرائيل ـ التي ترتبط بعلاقات استراتيجية مع تركيا ـ على الخط في منطقة القوقاز حيث يتطور التعاون بينها وبين أذربيجان في ظل قيام أنقرة بلعب الدور الرئيسي ًكهمزة وصل بين باكو وتل أبيب. والجدير بالذكر أن العديد من المراقبين رصدوا التطور الحثيث للعلاقات بين عناصر (المحور الثلاثي) الإسرائيلي التركي الأذربيجاني& منذ مطلع& التسعينيات ، أي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مباشرة . كما شوهدت خطوات عملية في هذا الاتجاه بعدما أحدثت مسألة تقسيم بحر قزوين توتراً في علاقات أذربيجان مع إيران .
وحرصت باكو دوما على عدم إبراز مساعيها نحو التقارب مع إسرائيل خشية أن يغضب ذلك العالم الإسلامي في حين ترغب القيادة الأذربيجانية في اكتساب تأييد منظمة المؤتمر الإسلامي لتؤازرها في المواجهة مع أرمينيا بشأن قضية كرباخ . ولا يزال هذا الحرص أمرا حيوياً للدبلوماسية الأذربيجانية حتى وقتنا الحاضر . ويرى مراقبون أذربيجانيون أن الخوف من ( انشقاق كبير)& داخل العالم الإسلامي هو الذي يمنع أذربيجان من إشهار علاقاتها المتطورة مع إسرائيل& .
وتفيد مصادر عديدة أن إسرائيل تسعى لبيع منتجاتها العسكرية التي يتم تصنيعها وتجميعها في تركيا إلى الجمهوريات السوفيتية سابقاً في وسط آسيا وجنوب القوقاز بما في ذلك أذربيجان . كما تسربت معلومات تفيد بأن محادثات مغلقة أجراها ممثلو المؤسستين العسكريتين الإسرائيلية والأذربيجانية في أنقرة مؤخراً أسفرت عن اتفاق لتوريد 100 من دبابات (مركافا) الإسرائيلية و 30 طائرة حربية إسرائيلية إلى أذربيجان . بجانب ذلك وفي ظل تنفيذ تركيا لبرنامج تبلغ تكلفته 150 مليار دولار ويمتد لثلاثين سنة لتزويد القوات المسلحة التركية بالأسلحة الحديثة ، يرجح العديد من المراقبين أن تبيع أنقرة جزءاً من الأسلحة القديمة التي تستغني عنها إلى بلدان آسيا الوسطى وأذربيجان وجورجيا بأسعار منخفضة.
وتعلل أذربيجان اقتناء المزيد من الأسلحة وتعزيز قواتها المسلحة عن طريق التعاون تحديدا مع إسرائيل وتركيا باستمرار الصراع المسلح في كرباخ . غير أن مصادر روسية تؤكد أن الهدنة الحالية في منطقة كرباخ دخلت عامها السابع وتبدو ثابتة ومستقرة وذلك في الوقت الذي يظل فيه التوتر يلف علاقات باكو مع طهران وعشق أباد وموسكو. لهذا تعتقد المصادر الروسية أن تعزيز القوات المسلحة لدول هذه المنطقة التي تواجه أوضاعاً متفجرة قد لا يؤدي إلى تجاوز القيود التي فرضتها المعاهدة المتعلقة بالحد من الأسلحة في مناطق محددة في أوربا ( معاهدة عام 1990م ) فحسب بل يمكن أن يشعل فتيل النزاعات القديمة ويخلق نزاعات جديدة .&&&&&&&& وفي ضوء هذا التغلغل الإسرائيلي ـ التركي المشترك في الساحة السوفيتية السابقة وتحديدا في آسيا الوسطى والقوقاز لا يستبعد العديد من المراقبين تشكيل ما يشبه& (المحور& الثلاثي) يضم إسرائيل وتركيا وأذربيجان ويمكن أن تنضم إليه جورجيا لاحقا ويتسع لأوزبكستان التي تتمتع بعلاقات قوية وهامة مع تل أبيب في جميع المجالات منذ بداية التسعينيات . وتجدر الإشارة أن التحرك الإسرائيلي ـ التركي في هذه المنطقة يجرى تحت إشراف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الذي يزحف تدريجيا نحو الحدود الروسية وخاصة في ظل دعوات سابقة من باكو وتبليسي باستضافة قواعد للناتو في أراضيهما (الوطن العمانية)
&