إيلاف- نبيل شرف الدين: فيما يضع مسؤولون أتراك وأميركيون الأن اللمسات الأخيرة علي الخطة التي ستحدد طبيعة مهمة وحدة القوات الخاصة التركية ، ومكان انتشارها في أفغانستان والمقرر أن يشارك عناصرها مع نظرائهم الأميركيين في مهمة البحث عن أسامة بن لادن وقادة تنظيم القاعدة في كهوف أفغانستان‏، فقد أطلقت جهات مقربة من حركة "طالبان" ، ومنظمة "القاعدة" الإرهابية تهديدات مفادها أن انسحابهم من المدن ، يعني "انحيازاً إلى الجبال" ، في إشارة إلى بداية ما أطلقوا عليه حرب العصابات ، فضلاً عن تهديدات بتنفيذ عمليات جديدة ضد المصالح الأميركية والبريطانية والباكستانية وغيرها .
وكانت صحيفة تركيش ديلي نيوز التركية ، قد نشرت أنباء مفادها ، أنه وبعد أن حصلت أنقرة علي تعهد أميركي يضمن لها دورا معقولا في أليات صياغة مستقبل أفغانستان فقد حان الوقت لكي تتوجه وحدة القوات الخاصة التركية والتي عرضت أنقرة ارسالها بمبادرة منها الي أفغانستان وسط توقعات بأن يرتفع عدد أفرادها عن العدد الذي اقترحته تركيا في البداية وهو‏90‏ ضابطا وضابط صف‏ .
وقالت الصحيفة أن سفر الوحدة الخاصة التركية بات وشيكا مشيرة الى وجود تكهنات بأن بعض أفراد هذه الوحدة قد توجهوا بالفعل أخيرا الي أفغانستان رغم عدم الاعلان عن ذلك رسميا وإن كان وزير الخارجية اسماعيل جم قد حاول التقليل من أهمية ذلك قائلا أن مجموعة من الخبراء الفنيين العسكريين هي التي توجهت لأفغانستان‏ .
مبررات
من جهة أخرى تلقت (إيلاف) عبر البريد الإليكتروني نسخة من بيان أصدرته جهة تطلق على نفسها "مركز الدراسات الأفغانية" ، التي تؤكد أنها قريبة الصلة من حركة طالبان ، وأشار البيان إلى إنكار الأنباء الصحافية ، وحتى التقارير المتلفزة عن تسليم حركة طالبان السلاح ، و قال البيان إن الحركة قد انحازت إلى الجبال كما قررت في بداية الحرب ، بل قبلها كما تردد على ألسنة الكثيرين .
وقد ورد في البيان المذكور أنه "تم بحمد الله تعالى تنفيذ الأمر الصادر من أمير المؤمنين بمشورة من العلماء والقادة الميدانيين ، والقاضي بإخلاء ولاية قندهار وما حولها من المجاهدين والانحياز إلى الجبال التي تم تجهزها قبل الحرب لهذه المرحلة ، فكانت الترتيبات منذ ثلاثة أيام جارية مع عدد من رؤساء القبائل والعلماء على رأسهم أحد قادة المجاهدين سابقاً الملا نقيب الله ، وقد رتبت الإمارة تسليم زمام السلطة في الولاية لهذا المجلس لحقن دماء الأبرياء ، وذلك بعد أن يتحرك المجاهدون وقادتهم إلى الجبال ، وتم بحمد الله خروج الجميع إلى الجبال بعد أن كسروا قوات المنافقين عدة مرات وقررت معها وزارة الدفاع "الصليبية" بإيقاف التقدم البري من قبل "المنافقين" ، والاقتصار على القصف الغاشم لتسوية المدينة بالأرض ، وقد وصل المجاهدون إلى مناطقهم في أماكن متفرقة من البلاد ، وما أشيع عن تسليم بعض المجاهدين لأسلحتهم فإنه لا أساس له من الصحة ، فقد خرج الجميع بأسلحتهم إلى حيث أرادوا من غير أي خسائر ولا قتال ، وما يقوله قادة "العملاء" جول آغا وحامد كرزاي بأنهم سيلاحقون المجاهدين وقادتهم ليتم تقديمهم إلى العدالة ، فهذه أقوال للاستهلاك المحلي فقط ، وهما ومن معهما الذين لن ينجو بإذن الله تعالى من طلقات المجاهدين"! .
أسباب
ومضى البيان قائلاً أنه "بالنسبة لقندهار ففي الأيام الأخيرة أصبح التمسك بها يعني عدة أمور واحدة منها تكفي للتخلي عنها :
أولاً : التمسك بالمدينة يعني سقوط أعداد كبيرة من الأبرياء نتيجة القصف المكثف الذي قتل فيه ما يقرب من عشرة آلاف مدني في قندهار منذ بداية الأحداث
ثانياً : التمسك بالمدينة يعني تعريض أرواح المجاهدين وقدراتهم للدمار من غير حرب برية .
ثالثاً : التمسك بالمدينة يعني إجبار المجاهدين على الوقوف موقف الدفاع سواء للهجوم الجوي أو البري .
رابعاً : التمسك بالمدينة يعني إتاحة الفرصة للعدو لكشف تعداد وأماكن وتسليح المجاهدين وبسبب قدرته الجوية فسيجعل المدينة حقل تجارب لأسلحة الدمار التي يملكها .
خامساً : التمسك بالمدينة يعني الإنفاق المادي الضخم على أمور هامشية لا تعود على المجاهدين ولا موقفهم العسكري بكبير نفع .
تهديد
واختتم البيان بإطلاق تهديدات لم يوضحها حين ذكر أن "هناك أسباب أخرى لن نذكرها قد دعت إلى التخلي عن الاحتفاظ بالمدن ، لنبدأ بعد ذلك مرحلة حرب جديدة ستكون مكلفة للعدو بإذن الله تعالى ، و والله لن يفرحوا بما حققوا أبداً فإنه سوف يأتي عليهم يوم يتمنى أحدهم لو لم يعرف أرض أفغانستان .
ونطمئن إخواننا المسلمين على أن المجاهدين لم ولن ينسحبوا من أي مكان من أجل السلامة من الموت فلم يكن هذا همهم أبداً ، والجميع يقاتل لإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة" .