&
ايلاف - طارق السعدي : تحمل كلمة هاكر أكثر من معنى فمابين الهاكر الصالح والطالح تتطاير عشرات الصفحات الويبية يوميا وتتسلل الاشباح الى كلمات السر وقواعد المعطيات...التقت ايلاف احدهم لكنه اعلن عن توبته وانتقل الى ضفة الملائكة الرقميين، فكانت هذه الدردشة.
&
- الحالة المدنية..
- ولدت عام ... ب...
أحب أن احتفظ بهذه المعلومات لنفسي
&
- البداية..
- بدات في الاهتمام بالتسلل (الهاكينغ) والامن المعلومياتي بشكل عام قبل ثلاث سنوات. ومن بين المصادفات الغريبة انني وبناء على دراستي الهندسية في مجال النظم الالكترونية تم تعيني مهنيا مهندسا للشبكات والنظم!
وقد اعطتني الشهور التي قضيتها خلف كمبيوترات "لينوكس" و"الان تي" رؤية أخرى للحياة. دون ان انسى فضل انفتاحي على هذا الشيء المدهش المسمى: انترنت.
بدات اذن في التعاطي بكثافة للقراءة وتعلم طرق خاصة في مجال التقنيات الجديدة والاتصال مع الآباء الروحيين للأمن المعلومياتي والانخراط في اللوائح الالكترونية المتخصصة. لكن الاهم من هذا تجريبي شخصيا لهجومات الكترونية جديدة.
&
- البقاء في الظل..
- لكي أبقى في الظل طيلة هذه الفترة الرائعة، وجدت لنفسي اسما مستعارا لديه معنى كبير بالنسبة لي : "gh0sted".
اما الآن فقد انتهت هذه الحكاية..لاأزال امارس التسلل لكن بشكل مشروع وبوصفي مستشار في مجال الامن المعلومياتي. كما انوي ايضا انشاء مقاولتي الخاصة الاولى من نوعها في مجال التفحص الامني بالمغرب.
&
- "gh0sted": ان هي الا اسماء..
- مجرد اسم مستعار مثل بقية الاسماء. وبما انني كنت اشعر دائما بضعف امام افلام الرعب فقد اخترت هذا الاسم لكي ارعب خادمات الانترنت (السرفر). وساحتفظ به..صحيح ان مستشاري الامن في العلزميات لايشتغلون من خلال اسماء مستعارة لكن لا أحد يناديني في مكان العمل باسمس المستعار لانهم لا يعرفون عني شيئا..
&
- والقرصنة..
- القرصنة بالنسبة لي تعني قرصنة البرامج المعلوماتية واعتقد بانها مخربة للاقتصاد القومي. ويتعرض افراد بسطاء لكثير من الأذى من جراء هذا الفعل. ولنعط مثالا على ذلك، فقناة الافق (Canal Horizon قناة تلفزية تجارية خاصة كانت تبث برامجها بالمغرب) أفلست بالمغرب من جراء استعمال البطاقات المزودة المقرصنة ب50 درهما محليا. والنتيجة النهائية هي انتقال عائلات باكملها للبطالة.
&
- الحلال بين والحرام بين...
- ...لكن على العكس من ذلك واؤكد هنا قانون المتناقضات العالمي فقرصنة منتجات شركة مايكروسوفت&
لاتثير في أي اندهاش..بل العكس هو الصحيح، أنا مع قرصنة برامج مايكروسوفت..وضد كل انواع الاحتكار. والاكثر من هذا نؤدي عنهم اخطائهم التقنية.
&
- تنظيمات جند الهاكرز المغاربة...
- مع الاثف الهاكرز المغاربة غير منظمين..اتصلت ببعضهم واقترحت عليهم انشاء مجموعات منظمة ومتوفرة على اخلاقيات وقانون للشرف مثل الكاووس الألمان أو جي فورس الباكستانيين. لكن لم اتوصل أبدا بأي رد عن مقترحاتي.
في المغرب ليس لدينا مشاكل سياسية خطيرة حتى نوظف مجموعة من الهاكرز لمهاجمة المواقع الحكومية ونشر المثل والدعوة الى الطريق القويم. ففي الباكستان والصين وفلسطين وبعض الدول الاخرى لديهم دوافعهم ومحفزاتهم. وهذا يسمى الهاكرز الحركي.
واذا ما حدث في يوم من الايام ان أنشئ فريق عمل من الهاكرز المغاربة ستكون وظيفته متحددة في تقديم الدعم التقني المتقدم للحكومة حتى تقاوم الهجومات الاجنبية.
وشبكاتنا اليوم هشة جدا ومجرد صبي عمره 15 سنة يستطيع ولوج اي موقع.
&
- "الجهاد الالكتروني"..
- الجهاد الالكتروني شكل من الهاكرز الحركي..وانا أخترم كل الهاكرز الذين يناضلون من اجل افكارهم وقيمهم سواء كانوا برابرة، عرب، يهود، باكستانيين، روس او امريكان.
وقد سبق لي ان اتصلت بالناطق الرسمي باسم الهاكرز العرب وكانت لنا محداثة جيدة حول الموضوع.
&
- "هاكر لطيف"، معقول؟!...
- نعم، فمجرد الاطلاع على مواقع الامن المعلوماتي الرائدة نفهم ذلك، اذ من يسيرها؟ انهم هاكرز. انظر الى أليف1 وكيفن بولسن في سيكوريتي فكوس أو كيفن ميتنيك في برنامج اذاعي شهير (The Dark Sides of Internet) و (Mudge @stake) وغيرهم...
فالهاكرز اللطفاء موجودون وكلمة هاكرز يمكنها ان تحيل ايضا على معنى (مشغل الرموز بمهارة وتلقائية) الرمز. ويمكن ان نذكر ايضا لينوكس تورزفالدز فهو هاكرز لطيف وسبق له ان اشتغل على النوايا الاولى للينوكس. ولينوكس اليوم مستعملة من قبل نصف الكوكب الارضي (قدأبالغ...).
الهاكر الصالح لن يساهم في خسائر ولن يخرب ابدا المعطيات، بل سيرسل اشارة الى مدير النظام او المسؤول عن امن الموقع.
لكن الهاكرز المخرب سيتمتع بتغيير صفحة موقع او التوقيع عليها للاعلان عن مروره (المجد) ويسرق بعض المعلومات المفيدة المرتبطة بكلمات السر او جزءا من قاعدة المعطيات او غيرها. وتتعدد محفزات الهاكر الشرير: المال، المجد او الانتقام.
&
- طيب، لكن "توبة هاكرز"؟؟! لا اعتقد...
- عندما يحمل احدهم هذا اللقب فهذا يؤدي للرعب عموما وقد يجني على صاحبه العديد من المشاكل..فيتحول الى مستشار في مجال الامن المعلوماتي. ومن جهة أخرى فهذا العمل الاخير مفيد للغاية مادام سيتسلل الى نظم معلوماتية لكن بشكل شرعي من جهة ومن جهة اخرى يمكنه ذلكم من حياة مالية مريحة.
وأقول نعم فكل الهاكرز الذين حصلوا على تعويضهم المادي الاول فانهم يعاودون التجربة. باستثناء المعاندين، فرسان الحرية السود...فهؤلاء سيبقون أبدا هاكرز وسيمارسون دائما في الظل.