&
القاهرة&- ضحى خالد: سافر المحاسب طارق شريف الي إحدي الدول العربية بحثاً عن لقمة العيش خاصة وانه في مقتبل عمره ويريد تكوين مستقبله ، حيث التحق بالعمل لدى إحدى الشركات هناك ومنذ البداية نال تقدير رؤسائه الذين لاحظوا عليه الاجتهاد في العمل والأمانة.
في يوم من الأيام وبينما كان يزاول عمله وقعت عيناه علي فتاة لم يستطع ان يقاوم بريق جمالها ووجد نفسه مندفعا اليها يسألها عن أي مساعدة أو خدمة يمكن ان يقدمها لها.. وقبل ان ترد عليه فوجئ بها تنظر اليه في ذهول وكأنها عثرت علي شئ تبحث عنه منذ زمن طويل.
عندما افاقت من نظرتها قالت لطارق شكرا.. وصعدت الي الطابق الثاني.
حب من أول نظرة
لم يستطع طارق أن يعود الي مكتبه وان يترك هذه الفتاة التي تعلق بها قلبه من الوهلة الاولي ووجد نفسه مرة ثانية مندفعا الي الطابق الثاني يبحث عنها .
رآها تدخل مكتب إحدي الموظفات من زميلاته وتدعي سعاد.. انتظر حتي خرجت واسرع الي زميلته يسألها عن الفتاة ، عرف ان اسمها ياسمين وانها في السنة النهائية بكلية الصيدلة وتربطها بسعاد علاقة صداقة وستزورها الاسبوع القادم.
عاد الي مكتبه ونسي كل شئ واخذ يعد الدقائق والساعات حتي يأتي الاسبوع القادم ، مع بداية الاسبوع اخذ طارق يتردد علي مكتب سعاد كل يوم يسألها عن ياسمين حتي انها سألته ذات يوم في مكر.. ماذا تريد من ياسمين؟ ، فأجابها ان غرضه شريف
وجه ياسمين
ظل يتردد علي مكتب سعاد حتي ذهب ذات يوم ليسألها السؤال المعتاد.. فوجد ياسمين عندها.
اكتسي وجهه باللون الأحمر.. ووجه ياسمين ايضا وسكت لسانه عن الكلام ولسان ياسمين ايضا فاخترقت سعاد حالة الصمت التي خيمت علي المكتب قائلة طارق اتفضل اجلس.. بعد التعارف وتجاذب اطراف الحديث خرج من مكتب سعاد وكل منهما علي ثقة بأنه سكن قلب الآخر.
اصبح مكتب سعاد مثل مسمار جحا بالنسبة لياسمين فأخذت تتردد علي الشركة كل يوم تقريبا بحجة صديقتها سعاد.. لكن طارق كان يعرف جيدا مربط الفرس.
لم يمض علي الواقعة سوي عشرين يوما وفوجئت ياسمين بطارق يطلب منها ان يقابلها خارج الشركة لأمر مهم.. وافقت.
التقي بها في أحد المطاعم وطلب ان يتقدم لأهلها للزواج منها لم تستطع ان تخفي سعادتها وكادت الفرحة تقفز من عينيها لكن سرعان ما ذبلت هذه الفرحة عندما تذكرت ان أمها لن توافق علي زواجها من احد سوي ابن خالها.
كانت ياسمين وحيدة أمها ومات أبوها وترك لهما ثروة ضخمة وكلما يتقدم شخص لخطبتها كانت أمها ترفضه وتقول لن يتزوج ابنتها أحد سوي ابن خالها وبمجرد ان ينتهيا من دراستيهما سيتزوجان علي الفور.
كانت ياسمين غير راضية علي زواجها من ابن خالها لكن الأم كانت مصرة وعندما اخبرت طارق برغبة أمها قال انه سيتقدم لطلب يدها من أمها وليكن ما يكون.
موعد سابق
في اليوم التالي توجه طارق الي منزل ياسمين بدون سابق موعد مع أمها.. سألته ماذا تريد قال انه يطلب يد ابنتها ياسمين.
انتابت الأم حالة من العصبية وصرخت في وجهه قائلة له اتفضل بره.. ماعنديش بنات للزواج.. فخرج طارق بالفعل مذهولا.
أسرعت الأم الي ياسمين وامسكت بها واخذت تصرخ بأعلي صوتها.. ياسمين لن تتزوج احدا غير ابن خالها!
بعد أسبوع دق جرس التليفون فردت ياسمين لتجد طارق يقول لها انه لا أمل في موافقة امها علي زواجهما وان السبيل الوحيد لاتمام الزواج هو السفر الي القاهرة عند اسرته والزواج هناك والعيش معا.
طلبت ياسمين اعطاءها فرصة للتفكير في الأمر.. اتصلت به لتخبره انها وافقت علي السفر معه والزواج منه.
في اليوم المحدد للسفر.. تركت ياسمين المنزل ولم تأخذ معها شيئا سوي حقيبة ملابسها.. وعندما وصلت مع طارق الي المطار اتصلت بوالدتها قبل إقلاع الطائرة لتخبرها انها في طريقها الي القاهرة وانا ستتزوج منه هناك وتقيم معه وتترك لها الجمل بما حمل.
.. جن جنون الأم وكادت ان تفقد عقلها.. وصلت ياسمين وفي نفس اليوم ذهبا الي أقرب مأذون.. ودخلا عش الزوجية.
بدأ طارق يبحث عن عمل حتي وجد وظيفة في إحدي الشركات الخاصة.. ومكث لمدة اسبوع هو وزوجته في احد الفنادق حتي استطاع شراء شقة بشارع الهرم يقيم فيها هو وزوجته بالمبلغ الذي عاد به من الخارج.
ذات يوم بينما كان طارق وزوجته في الشقة دق جرس الباب ففتح طارق ليجد ضابط شرطة يسأل عن ياسمين.. وعندما سأل طارق عن السبب قال له ان ياسمين مطلوب القبض عليها بناء علي طلب الانتربول لانها متهمة في قضية سرقة مصوغات ذهبية من إحدي السيدات في بلدها.. ومطلوب تسليمها الي سلطات بلدها للتحقيق معها ومحاكمتها.
مكيدة
خرج طارق مع ياسمين الي شرطة الانتربول وقال طارق لمدير الانتربول تفاصيل زواجه من ياسمين بالكامل وكيف انها من أسرة كبيرة لا تقوم بمثل هذه الاتهامات.. اتصل مدير الانتربول في مصر بسلطات التحقيق في هذه الدولة العربية وطلب منها اجراء مزيد من البحث والتحقيق في البلاغ.. وبعد التدقيق في عمليات البحث والتحريات تبين ان البلاغ الخاص باتهام ياسمين في حادث سرقة مصوغات ذهبية بلاغ كيدي لا أساس له من الحقيقة وان التي تقدمت به هي أم ياسمين في محاولة منها لكي تعود ابنتها الي وطنها وتتزوج من ابن خالها ، عندما كشف الانتربول لعبة الأم ياسمين.. تم حفظ طلب التسليم وعادت ياسمين مع طارق الي عش الزوجية في الهرم.