الدوحة- يفترض ان تشكل حماية الشعب الفلسطيني من "الاعتداءات الاسرائيلية" محور الاجتماع الذي ستعقده منظمة المؤتمر الاسلامي على مستوى وزراء الخارجية اليوم الاثنين في الدوحة التي شهدت اجتماعين على الاقل عقدهما عدد من الوزراء واسفرت عن تشكيل لجنة لصياغة القرارات الختامية للاجتماع.
وذكر مسؤولون عرب ومصادر قريبة من الاجتماع ان وزراء خارجية الدول الاسلامية يريدون اولا تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات الذي لم يستبعد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية حضوره الاجتماع.
وقال فاروق القدومي للصحافيين في ختام اجتماع استمر حتى ساعة متأخرة من ليل الاحد الاثنين "نحن بانتظار قرار نهائي صباح غد" الاثنين حول مشاركة عرفات في الاجتماع الذي دعا الى عقده للبحث في سبل وقف "الاعتداءات الاسرائيلية" على الشعب الفلسطيني.
وقد اعلن وزير التعاون الدولي في السلطة الفلسطينية نبيل شعث امس الاحد في القاهرة ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني طلب من الرئيس الاميركي جورج بوش التوسط لدى اسرائيل للسماح لعرفات الموجود في رام الله، بالتوجه الى الدوحة.
وكان عرفات دعا المنظمة الاسلامية الى عقد هذا الاجتماع الطارئ بعد ان دمرت اسرائيل مقار السلطة الفلسطينية في غزة. ويشهد الوضع في الاراضي الفلسطينية تصعيدا خطيرا منذ اغتيال اسرائيل احد قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ردت بعمليات انتحارية داخل اسرائيل.
ورأى وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم من جهته ان "عرفات رئيس السلطة ورئيس دولة ويجب ان يعامل كرئيس دولة ولا يمكن ان يمنع من حضور المؤتمر".
وقد شاركت في الاجتماعين دول عربية عديدة من بينها قطر التي تتولى رئاسة المنظمة الاسلامية والعراق وسلطنة عمان والسودان ولبنان وسوريا وليبيا وجزر القمر الى جانب "فلسطين"، بينما يفترض ان تصل وفود العديد من الدول الاخرى الاعضاء في المنظمة صباح اليوم الى الدوحة.
اما لجنة صياغة القرارات التي ستعقد اجتماعا صباح اليوم الاثنين بهذا الهدف، فتضم سوريا ولبنان وقطر وسلطنة عمان وليبيا وسوريا والسودان والسنغال وماليزيا واذربيجان والسنغال وماليزيا ومالي وفلسطين، حسبما ذكرت مصادر عربية قريبة من الاجتماعين.
واوضح القدومي ان وزراء الخارجية سيبحثون اليوم في الانتفاضة الفلسطينية "من منطلق ضرورة اتخاذ اجراءات لحماية السلطة الفلسطينية وعرفات وتحميل اسرائيل مسؤولية تدمير عملية السلام"، مؤكدا ان "كل الدلائل والاتصالات تشير الى ان (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون لا يريد السلام ويسير باتجاه قمع الانتفاضة".
وذكرت مصادر قريبة من وفود شاركت في الاجتماعات ان وزراء الخارجية بحثوا في اجتماعيهما الخطوط العريضة لقراراتهم التي يفترض ان تنص على المطالبة بتأمين حماية للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ووقف "الاعتداءات الاسرائيلية" على الفلسطينيين و"انهاء الاستيطان".
كما ستنص هذه القرارات على ضرورة العمل لتطبيق تقرير تينيت الذي يقضي بوقف اطلاق النار وتوصيات ميتشل التي تنص على اتخاذ اجراءات لاحلال الثقة بين الجانبين قبل العودة الى طاولة المفاوضات.
وقال مصدر عربي قريب من الاجتماع ان البيان الختامي سيشدد ايضا على "ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة اسرائيل وضرورة التمييز بين المقاومة والارهاب".
من جهته، صرح وزير الخارجية السوري فاروق الشرع للصحافيين ليل السبت الاحد ان الاجتماع يهدف الى تبني "موقف اسلامي موحد" حيال التصعيد الاسرائيلي، مؤكدا ان سوريا تقف "ضد الارهاب الاسرائيلي وضد العون الاميركي لاسرائيل".
وتحدثت مصادر عدة عن احتمال عقد اجتماع تشاوري عربي قبل اجتماع وزراء الدول الاعضاء في المنظمة الاسلامية. وصرح وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم ان الاجتماع "قد يعقد" اليوم الاثنين، موضحا ان سبب "تأجيله هو عدم وصول بعض الوزراء". وردا على سؤال عن الغاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا في الدوحة، قال بلخادم ان "المطلوب هو ان يتم التشاور (...) لا ان يكون الاجتماع العربي سابقا للقاء الاسلامي لايجاد تكتل داخل المنظمة".
وبعد ان اكد ان "مقاومة المحتل حق مشروع"، قال الوزير الجزائري الذي كان يتحدث للصحافيين في الدوحة ان "السلام خيار استراتيجي اتفق العرب عليه لكن حتى يكون حقيقيا يجب ان يكون شاملا وعادلا وينطلق من مبدأ الارض مقابل السلام"، مؤكدا ضرورة عودة اسرائيل الى هذا المبدأ لتحقيق ذلك.
واشار بلخادم الى "تطور في الموقف الغربي عموما" يتمثل "بالحديث عن شعب فلسطيني ودولة فلسطينية".وشدد على ضرورة "نقل فكرة الدولة من طور النوايا الى طور التنفيذ".
ويفترض ان يعقد المؤتمر الوزاري الاسلامي جلسته الافتتاحية في الساعة 15.30بالتوقيت المحلي (12.30تغ) لتستمر ساعة، قبل ان يستأنف اعماله بعد الافطار ليختتم اعماله في الساعة 22.00بالتوقيت المحلي (19.00تغ).