بدا أمس أن نقاشا سعوديا علنيا فُتح حول مستقبل الديموقراطية والانتخابات في المملكة، المعتادة على نمط نقاش سياسي متكتم، إذ انتقد ابن شقيق الملك فهد المطالبين بانتخابات لمجلس الشورى، ملمحا بذلك إلى ابن عمه الأمير الوليد بن طلال.
وقال الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز، نجل شقيق الملك فهد <<ان الناس في حال تطبيق مبدأ الانتخاب الحر لأعضاء مجلس الشورى لن ينجحوا في اختيار الأعضاء الأكفأ ذوي الاختصاص وأصحاب التأهيل العالي والخبرات الطويلة>>. ودلل على ذلك بما يحدث في دول لم يسمها حيث <<يصل بعض المرشحين إلى مناصبهم من خلال شراء الأصوات بالمال>>.
واعتبر ان اللجوء الى انتخاب أعضاء مجلس الشورى السعودي بدلاً من سياسة التعيين والاختيار المعمول بها في المملكة <<أمر سابق لأوانه ولا يتفق مع أصول الشريعة>>.
وقال <<إن إنشاء المجلس جاء ليكون قاعدة الشورى في العديد من القضايا الداخلية والخارجية وهو تأكيد على توسيع وتوزيع دائرة عمل الدولة الكبير>>.
وأضاف الأمير سلطان بن تركي الذي كان يتحدث لعدد من الصحافيين في منزله في الرياض <<ان بعض الدعوات الغربية التي تطلق بين الحين والآخر ويرددها البعض منا عن جهل وغباء، دعوات غريبة عنا فعلا ولا تمت للواقع السعودي بصلة>>. ولكنه أكد احترام الشعب السعودي للشعوب الغربية مضيفا <<لكننا لسنا ملزمين أن تتطابق عاداتنا، وتقاليدنا مع نظمها الاجتماعية والسلوكية>>.
وشدد على أن <<سجل المملكة السياسي ظل واضحا، إذ لم تذعن للضغوط، أو تقبل بأنصاف الحلول في ما يتعلق بمبادئها، وثوابتها الإسلامية>>. ووصف نقاشات مجلس الشورى بأنها <<تفوق في جديتها وصراحتها أعرق الديموقراطيات في الغرب>>.
يذكر أن رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال أدلى مؤخرا بتصريحات لصحيفة <<نيويورك تايمز>> دعا فيها إلى تطبيق مبدأ الانتخابات في السعودية وإلى تحول ديموقراطي في النظام الملكي.
وانتقد الأمير سلطان بن تركي تصريحات الأمير الوليد بن طلال بهذا الشأن ووصفها بأنها <<لا تمت للواقع السعودي بصلة ولا تمثل حقيقة الموقف السعودي>>. وأعرب عن اعتقاده بأن تصريحات الأمير الوليد بن طلال <<تصب في مصلحة الغرب والجهات المعادية للسياسة السعودية>>، مشيرا الى التفاف الشعب السعودي بكل فئاته حول قيادته ونظام حكمه.
وردا على سؤال عما تردد عن وجود نقاش داخل الأسرة المالكة في السعودية بشأن توسيع المشاركة السياسية الشعبية في المملكة خاصة مع تزايد احتمالات تهديد أمن المنطقة، قال سلطان بن تركي <<ان الذين يتجهون لتهديد المنطقة ولهم أطماع فيها وبثروات شعوبها واستقرارها، هؤلاء يجدون مدخلهم في الطعن بالحكومات ويعتقدون أن نسفها يحقق رغبات شعبية ولكن التفاف شعوب المنطقة حول حكوماتها يسقط أوراق الأعداء>>.
واستطرد قائلا ان <<التواجد الأجنبي لا تبرره ذرائع الحكومات إنما ضرورات مصالح الناس وهذه الحقائق مع الأسف هناك من يتجاوزها حتى من (بعض) أبناء الخليج الذين لا يرون التاريخ ببصائره>>.(السفير اللبنانية)
&