&
ايلاف- سمر عبد الملك: تحاول وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية، ومن خلال الجهود التي تبذلها لتدمير شبكة القاعدة حول العالم، إعادة التخمين في الدور الذي لعبه الاسلامي المتطرف زكريا الموسوي في الاعتداءات الارهابية على أميركا، لاسيما وانه كاد ان يقودهم الى نواة المؤامرة التي نتجت عنها اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) الارهابية على الولايات المتحدة لو ابقي قيد الاحتجاز عندما قبضت عليه وكالة الاستخبارات الاميركية في مينيسوتا بتهمة انتهاكه قوانين الهجرة قبل حوالي ثلاثة أسابيع من اعتداءات ايلول.
وذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن الموسوي عاش في جنوب لندن لفترة تسع سنوات حيث كان من أتباع أبو قتادة الذي تبين أخيرا أنه رئيس خلية القاعدة في أوروبا.
وشكلت قضية الموسوي إحراجا رسميا منذ البداية. فبعد أن أفرجت عنه& وكالة الاستخبارات البريطانية، لم يؤدي مكتب التحقيق الفدرالي واجبه تجاهه ولم يحقق معه على الرغم من التحذيرات المتكررة التي وجهتها وكالة الاستخبارات الفرنسية والتي أفادت بأنه عضو في تنظيم القاعدة.
وتبين اليوم بأن الموسوي إتصل عدة مرات بعملاء عاشوا في هامبورغ في تلك الفترة واتهموا بالتورط في العصابة التي اختطفت الطائرات التي نفذت إعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) مقابل 15 ألف دولار& اظهرتها التحويلات& المصرفية، قبل انطلاقهم الى مينيسوتا بفترة قصيرة متظاهرين بأنهم يتدربون على قيادة الطائرات.
ويزعم المحققون الفرنسيون بأن الموسوي هو الشخص الذي طلب منه الحلول مكان المواطن اليمني رمزي بن الشبه الذي عاش مع محمد عطا وعدد من الخاطفين الآخرين في هامبورغ، الا أنهم فشلوا بعد ثلاث محاولات من الحصول على تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة.
ويبدومكتب التحقيق الفدرالي مقتنعا بأن الموسوي كان اسمه مدرجا على لائحة التخطيط لاختطاف& الطائرات الأربعة التي تحطمت في 11 أيلول (سبتمبر). واحدة من هذه الطائرات، الرحلة 93 المتجهة من نيويورك الى سان فرانسيسكو تابعة لشركة طيران يونايتد إيرلاينز، أشارت التحقيقات الأربع الرئيسية التي حققت فيها بأنه كان من المفترض وجود "الرجل الـ20" الذي لم يتمكن من الوصول اليها.
وصرح مكتب التحقيق الفدرالي بأن بن الشبه الملاحق حاليا& هو الرجل العشرين. فيما تشير المعلومات الفرنسية الى أن الموسوي ليش الا تلميذ& رمزي بن الشبه.
وأثار الموسوي، وهو مواطن فرنسي من أصل مغربي، الشك منحوله في مدرسة "بان آ م الدولية" لتعليم قيادة الطيران في مينيسوتا لأنه أراد أن يتعلم كيفية قيادة طائرة راكب واحد على ارتفاع طائف، دونما رغبة في معرفة كيفية الاقلاع أو الهبوط في الطائرة.. سجنته السلطات بعدها لاشكالات في تأشيرة الدخول التي كان يستعملها، الا أنها إعتبرت الأمر لا يستحق إجراء تحقيقات تحت أعمال الرقابة الاستخباراتية الأجنبية على الرغم من التحذيرات الفرنسية.
واعتبر العملاء في الـ"إف بي آي" بأنه لم يكن لديهم دليلا كافيا بتشكيله& تهديدا& وشيكا لتقديمه أمام القاضاة. الا& أنه& لو فتش وكلاء الاستخبارات في جهاز الكمبيوتر الخاص بالموسوي في تلك الفترة، كانوا ليجدوا معلومات عن الطائرات التي ترش المبيدات والتي كانت لفتت نظرهم الى أسلوب محتمل لنشر مواد بيولوجية أو كيميائية. لو أنهم تحققوا من سجلاته الهاتفية، لكانوا عثروا على& دليل بالمكالمات الهاتفية التي جرت بين رمزي بن الشبه و محمد عطا في شقته في هامبورغ.
ويعتبر المحققون اليوم أن هذه المعلومات، إضافة الى التحويلات المالية كانت كافية لكشف الخلية الارهابية التي خططت لـ11 أيلول (سبتمبر).
وأشار المحققون الأميركيون لاحقا الى أن الـ15 ألف دولار كانت جزءا من الـ200 ألف دولار التي حولت الى الفريق قبل أسابيع من الاعتداءات الارهابية.. تحويلات معظمها أرسلت من حساب مصرفي في الامارات العربية المتحدة.
وتجدر الاشارة الى أنه تبين للاستخبارات الفرنسية بأن الموسوي توجه الى أفغانستان عام 1999، وإشتبه بأنه حضر إحدى المخيمات التدريبية التابعة لبن لادن. ووجه الفرنسيون في وقتها تحذيرا الى نظرائهم البريطانيين، الذين تبين لاحقا بأنهم لم يتخذوا أية تدابير حيال هذه المعلومات.
الا أن مصدرا في الاستخبارات البريطانية نفى أمس أن& تكون الاستخبارات الفرنسية نبهت بريطانيا الى ان الموسوي كان مشتبها به في قضية محددة، مفيدا بأن "المعلومات التي قدمت بخصوص الموسوي كانت روتينية بين باريس ولندن، ولم تقدم فرنسا على تقديم أي طلب محدد".
ويحاول الرسميون الأميركيون التقليل من الدور الذي لعبه الموسوي، وهو محتجز حاليا لديهم كشاهد، الا أنهم لم يصدروا بحقه ايه تهمة لرفضه التعاون مع التحقيق.
ووجدت السلطات الأميركية& في حوزة الموسوي جواز سفر فرنسي كذلك تأشيرة دخول أميركية انتهت مدة صلاحيتها حصل عليها في إسلام أباد، بالإضافة الى جواز سفر جزائري مزور.
الجدير ذكره ان اعتقال الموسوي جاء بعدما شاهدته الشرطة فرحا لمشاهدته الدمار على شاشة التلفاز
وأجرت الاستخبارات البريطانية سلسلة من الاجتماعات مع رسميين من جامعة ساوث بانك في جنوب لندن، لمناقشة موضوع& الموسوي الذي درس في تلك الجامعة لفترة سنتين. وأفاد ناطف رسمي باسم الجامعة بأن (الجامعة) كانت متعاونة مع السلطات خلال الاجتماعات الثلاث التي عقدتها معها للنقاش حول موضوع الموسوي وعلاقته باعتداءات أيلول (سبتمبر) على أميركا.
وتدعي الاستخبارات الفرنسية بأنها حذرت نظيرتها البريطانية وطلبت منها أن تضع الموسوي تحت الرقابة، الا أن الأخيرة تجاهلت الطلب.
وأفاد شقيق الموسوي أحمد صمد بأن أخيه "بدأ يتغير منذ ذهابه الى بريطانيا، حيث غرق مع جماعات متطرفة".
كما أن الموسوي تصرف بطريقة تثير الشبهات خلال فترة تواجده في أميركا، حيث أنه لم يكن يعرف باسمه الحقيقي بل بلقب زولومان تانغو تانغو.. لم يحصل إجازته التعليمية وترك المادة التي كان يدرسها في شهر أيار (مايو) لينتقل بعدها الى هامبورغ في شهر آب (أغسطس) وذلك بعد إجرائه حديثا هاتفيا مع عطا.