واشنطن - من سمير القدسي: الرياض - من صبحي رخا: بعد نقاش دام بضعة أيام، يبدو أن البيت الأبيض قرر عرض شريط الفيديو الذي تم العثور عليه في "الأيام القليلة الماضية" في أحد منازل جلال اباد، ويظهر أدلة جديدة على معرفة أسامة بن لادن مسبقا باعتداءات 11 سبتمبر، وكيف يسخر زعيم "القاعدة" من الناطق باسم التنظيم سليمان بوغيث بأنه "لم تكن لديه أي معلومات مسبقة عن الهجوم وانه ركض يزف إليه النبأ حين سمع به".
وفي سياق آخر، قال قائد أفغاني ان قوات بن لادن محاصرة في قاعدة واحدة جنوب تورا بورا في جبال شرق أفغانستان، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول، ان بريطانيا تطوعت لقيادة وتنظيم قوة متعددة الجنسية لحفظ السلام لحماية كابول.
وأضاف محمد أمين، وهو مساعد للقائد العسكري المحلي حضرت علي لـ "رويترز" من هاتف يعمل بالقمر الاصطناعي من جلال اباد، ان حدة القتال في منطقة سبين غار جنوب تورا بورا خفت بعد الانتصار الذي حققته قوات مناوئة لـ "طالبان".
وقال: "دفعنا بتعزيزات إلى المنطقة, أنصار بن لادن محاصرون الآن في قاعدة واحدة وأخيرة في سبين غار", وصرح بأن عددا من أعضاء تنظيم "القاعدة" قتلوا.
وفي كويتا (باكستان)، قال شاهد إن مئات من مقاتلي قبائل الباشتون دخلوا قندهار معقل "طالبان" السابق أمس، في محاولة واضحة للفوز بنصيب في السلطة.
وقال أحد القادة، انه مازالت هناك جيوب لمقاتلي "طالبان" وأعضاء من "القاعدة" في المدينة وترفض الاستسلام.
وأضاف أحد قادة جول أغا ان حافظ ماجد وهو مساعد كبير للملا محمد عمر الزعيم الروحي لـ "طالبان" رفض الاستسلام ويقود جماعة من المقاتلين المتحصنين في المستشفى الصيني في المدينة, وذكر ان هناك عددا من مقاتلي "طالبان" في قرية سبيروان على بعد نحو 35 كيلو مترا غرب قندهار, وقال القائد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "حتى اذا استسلم (ماجد) فلن يعفى عنه, سيقتله شخص ما".
وفي واشنطن، لا يزال البيت الأبيض يبحث ما اذا كان يريد اضافة ترجمة باللغة الانكليزية إلى الشريط، خشية اتهامه بأنه حصل تلاعب فيه لتقويل بن لادن ما لم يقله، بسبب رداءة الصوت في بعض أجزائه.
وكان تم العثور على شريط الفيديو، الذي تبلغ مدته 40 دقيقة والتقطه مصور هاو كان يريد أن "يوثق" حفل عشاء لعدد من كبار "القاعدة" في أحد المنازل الخاصة في مدينة جلال آباد في وقت ما في الأسبوعين الماضيين، كما تقول المصادر الأميركية, ووصف أحد المسؤولين الأميركيين الذين اطلعوا على الشريط نوعية تسجيله الصوتي بأنها "غير جيدة في بعض الأماكن كما ان هناك جزءا منه كان تم تسجيل صور أخرى عليه عن طريق الخطأ على ما يبدو".
وحسب المسؤولين الأميركيين، الذين جادلوا في البداية بأنهم لا يريدون منح بن لادن "أي وقت اضافي للدعاية التلفزيونية"، فإن بن لادن يشكر الله في الشريط لحقيقة أن برجي مركز التجارة سقطا معا, كما يقول انه كان يتوقع أضرارا أقل مما حصل بالفعل جراء ارتطام الطائرتين الأميركيتين المخطوفتين بالبرجين.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الشريط يظهر عددا من قادة "القاعدة" وهم يفترشون الأرض لتناول وجبة طعام "وانه كان يسكب لهم الطعام من أوان فضية" في مكان غير واضح المعالم, ويظهر الشريط بن لادن ساخرا من أبوغيث بأنه "لم تكن لديه أية معلومات مسبقة عن الهجوم وانه ركض يزف إليه النبأ حين سمع به".
في المقابل، قال الرئىس جورج بوش، "ان المقاطع التي شاهدها في الشريط عززت عزمي على ملاحقة بن لادن واعضاء شبكته الإرهابية إلى النهاية", وأضاف: "الذين سيشاهدون هذا الشريط سيدركون انه ليس مذنبا بجرائم قتل شنيعة لا تصدق فحسب، بل تظهر انه رجل عديم الضمير والروح، وانه يمثل أسوأ ما في الحضارة الإنسانية".
وقال للصحافيين: "ان الشر بلغ به (بن لادن) مبلغا يجعله يرسل شبانا للانتحار بينما هو يختبئ في الكهوف", وأضاف ان الشريط "يذكرني كيف انه قاتل وكيف ان قضيتنا سليمة وعادلة",من ناحية أخرى، قال سفير السعودية في واشنطن الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز "ان هناك تعاونا سعودياً- أميركيا حقيقيا لكشف ومراقبة مصادر التمويل والحسابات المصرفية التي قد يشك في ارتباطها بالمنظمات الإرهابية"، لكنه أكد في المقابل أن "السعودية أبعد ما تكون عن شبهة تمويل العمليات الإرهابية أو المشبوهة باسم الدين وتحت غطائه فهي حاملة لواء الدين الإسلامي".
وأضاف الأمير بندر في مؤتمر صحافي عقده في مكة المكرمة ليل أول من أمس، عقب مشاركته في اجتماع لمجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، الذي ترأسه وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ان "ثلاثة أرباع الكلام الذي يقال في هذا الصدد، وحول سوء معاملة السعوديين في أميركا اشاعات مغرضة الهدف منها الاساءة إلى العلاقات القوية بين الرياض وواشنطن"، مؤكدا ان "المراكز الإسلامية تقوم بعملها الايجابي ولا تتعرض لأي مضايقات كما تسمعون".
وأقر بأن هناك "بعض الاجراءات التعسفية التي طالت بعض المواطنين السعوديين في أميركا" لكن "تمت مخاطبة المسؤولين الأميركيين والتغلب عليها مباشرة"، كما أقر بأن خصوصية تعامل السلطات الأميركية مع المواطنين السعوديين "تأثرت بالفعل نتيجة أحداث 11 سبتمبر ونسعى إلى تخفيف حدة الإجراءات إن وجدت".
وحول تشدد السفارة الأميركية في منح التأشيرات، قال: "يجب أن نجد العذر للأميركيين في هذا الظرف العصيب بالنسبة إليهم وأعتقد لو تعرضت السعودية أو أي دولة أخرى لمثل هذا العمل الإرهابي، لكان لها تصرفات أشد"، ولفت إلى أن "من تعرضوا لمضايقات من بين خمسة آلاف سعودي موجودين في أميركا يعدون على الأصابع وبسبب مشاكل في الاقامة والتأشيرات",(الرأي العام الكويتية)