تل ابيب- يعكس ازدهار وسائل الاعلام باللغة الروسية في اسرائيل قوة المهاجرين الروس الغيورين على هويتهم والحريصين على لعب ورقة "الثقافة الموازية" عوضا عن الاندماج في المجتمع الاسرائيلي.
وتفاخر فيرا يديديا رئيسة تحرير "فيستي" وهي اكبر صحيفة يومية تصدر باللغة الروسية، بنجاح صحيفتها وهي جالسة في مكتبها الكائن في الطابق الاول من برج في شارع هاماسغير حي الاعمال في تل ابيب.
وتقول بكل فخر "اننا الاكثر توزيعا وانتشارا بين الصحف المحلية الصادرة باللغة الروسية اننا اكبر من هآرتس" في اشارة الى الصحيفة اليسارية الكبيرة باللغة العبرية التي تطبع 25 الف نسخة خلال ايام الاسبوع و50 الف نسخة خلال عطلة نهاية الاسبوع. وعلى مكتبها حوالى 20 منشورة اخرى باللغة الروسية بينها "نوفوستي نيديلي" وخصوصا "فريميا" المنافسة الكبيرة لصحيفتها التي اسست مطلع التسعينات مع بدء موجة الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفياتي السابق التي اتت بمليون شخص الى اسرائيل.
&وتتضمن صحيفتها الموزعة على كل اكشاك الصحف، كل يوم ملحقا مختلفا : ملحق عن الصحة او العائلة والمنزل وملحق رياضي واخر يستعرض اقوال الصحف. ويعد هذه الملحقات فريقا مؤلفا من خمسين صحافيا. وتنتمي الصحيفة الى مجموعة "يديعوت احرونوت" اكثر الصحف الاسرائيلية انتشارا، وقد اسست العام 1991 وادارها لفترة طويلة ادوار كوزنيتسوف وهو منشق سوفياتي سابق.
&وحلت فيرا يديديا مكانه مع استمرارها بتقديم برنامج باللغة الروسية على محطة التلفزيون العامة "33". ويستمر البرنامج وهو بعنوان "سيفودينيا" ("اليوم") ثلاثين دقيقة ويعرض مرتين في الاسبوع. وتبث كبرى محطات التلفزة الاسرائيلية برنامجا باللغة الروسية "كاليدوسكوب" وهو عبارةعن 30 دقيقة من الاخبار كل يوم جمعة الامر الذي تعتبره الجالية الروسية غير كاف خصوصا وانها تبقى مسمرة امام محطات التلفزة الثلاث الملتقطة من روسيا.
وفي محاولة لتعويض النقص ينوي الملياردير الاسرائيلي من اصل روسي ليف ليفييف ان يطلق في غضون ستة اشهر محطة تلفزيون روسية بحتة. وفيرا يديديا شأنها في ذلك شأن المسؤولين الاخرين عن وسائل الاعلام الاسرائيلية باللغة الروسية تنتمي الى موجة الهجرة القديمة اي تلك التي حصلت في مطلع السبعينات واندمجت بشكل جيد نسبيا في المجتمع الاسرائيلي.
&وتعتبر يديديا ان "الثقافة الموازية" التي طورها الروس عائدة الى ان "المهاجرين الحاليين خلافا لمهاجري السبعينات لا يريدون قطع الجسور مع ثقافتهم الغنية والجميلة". وتضيف "المهاجرون الجدد لا يحاولون الانفتاح على طبقة المثقفين الاسرائيليين الذين رغم انطوائهم على ذاتهم باتوا يسمحون اليوم اكثر من الماضي، بتعددية ثقافية".
وفي القدس تدير شلوميت ليدور "اذاعة ريكا" التي تتوجه الى المهاجرين الجدد وتعمل في اطار الاذاعة العامة "كول اسرائيل". واسست هذه الاذاعة غداة حرب الخليج وتتمتع بنسبة استماع كبيرة بلغت 70.50% من خلال استطلاع للرأي اعد اخيرا وشمل 500 مهاجر جديد وهم المهاجرون المعروفون باسم باسم "عوليم". وتؤيد هذه الاذاعة اندماج المهاجرين السريع في مجتمعهم الجديد وتحمل بشدة على "الحنين وعدم اتقان جيل كامل للغة العبرية ورفض الاندماج الثقافي" من جانب القادمين الجدد.
&ويقول شموئيل بن تسفي مدير البرامج الموجهة للخارج و"للعوليم" في الاذاعة العامة الاسرائيلية ان "المهاجرين يأتون مع ارث ثقافي كبير ويعتبرون خطأ، ان ثقافتهم متفوقة على ثقافة الاسرائيليين الاصليين". ولا يخفي اليعازر فيلدمان الطبيب المختص بعلم الاجتماع وعلم النفس في تل ابيب قلقه ويقول "الوضع الحالي خطر اذ في حال استمرت هذه الوتيرة لن يكون في اسرائيل بعد عشرين عاما شعب واحد بل فيسفساء من المجموعات المختلفة".