فرنسا&- ستتمكن حاملة الطائرات النووية الفرنسية شارل ديغول، وللمرة الاولى، من اثبات قدراتها العملانية اثر وصولها في غضون ايام قليلة الى المحيط الهندي للانضمام الى التحالف المضاد للارهاب بقيادة الولايات المتحدة.
وابحرت الحاملة من طولون في الاول من كانون الاول/ديسمبر الحالي ترافقها ست سفن حربية بينها الغواصة النووية "روبي" وعبرت مساء امس الثلاثاء قناة السويس وعلى متنها 1950 شخصا، بينهم 140 امراة، باتجاه باكستان عبر البحر الاحمر ومضيق باب المندب.
&وقال قائد الحملة الاميرال فرانسوا كلوزيل& انه "لا يوجد اي سبب للقول بان المهمة تبدا في وقت متاخر". واضاف في وقت كانت فيه الحاملة البالغ وزنها 40 الف طن وطولها 262 مترا تمخر ببطء المياه الفاصلة بين افريقيا واسيا وسط الصحراء المصرية "ان الوضع لم يستقر بعد في افغانستان حيث من المحتمل ان تنتشر قوة متعددة الجنسيات".
وتكمن احدى المهام الموكولة الى الحاملة في تامين الحماية، بواسطة 16 مقاتلة من طراز "سوبر اتندار" واخريين من نوع "رافال"، للجنود في افغانستان من قوات التحالف المضاد للارهاب ام من القوة المتعددة الجنسيات التي سترسل الى هناك.
اما المهة الاخرى، فتقضي بمراقبة الشواطئ بواسطة طائرتي من طراز "هوكاي" من اجل منع اي عملية فرار لارهابيين مفترضين وخصوصا المشتبه الرئيسي في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر اسامة بن لادن.
&واضاف الاميرال ان الوضع "ما زال غامضا في قندهار والمخابئ التي يقال ان بن لادن موجود فيها قرب جلال اباد. وستبقى هذه النقطة الساخنة على حالها لبعض الوقت وليس متاخرا ابدا ان نقدم مساهمتنا". وتابع ان ارسال الحاملة لا علاقة له مطلقا بتحركات للاستخدام الخارجي او الداخلي لانه من "الطبيعي ان ندعم قواتنا عندما نرسلها الى مكان ما".
وتساءلت الصحف الفرنسية حول جدوى ارسال هذه القوة بعد مضي ثلاثة اشهر على وقوع الاعتداءات ساخرة من حقيقة ان شارل ديغول ستتمكن اخيرا من اثبات قدراتها اثر موجة من الاعطال والاهانات تلت تجاربها الاولية في كانون الثاني/يناير 1999.
وبامكان الحاملة وطائراتها القيام بمهام عديدة مثل "مراقبة المجال البحري والقصف ودعم العمليات البرية ومهاجمة قوات بحرية او توجيه ضربة نووية" طبقا لما ذكره الربان ريشار لابورد.
&وتستطيع هذه المدينة العائمة والمصنع النووي والكهربائي انتاج طاقة بقوة 16 ميغاوات تكفي حاجات مدينة من 20 الف نسمة. ويوجد على متن خليفة الحاملتين "فوش" و"كليمنصو" مستشفى يتسع ل 16 شخصا وغرفتين للعمليات الجراحية. ومن جهته، قال المسؤول الاعلامي في وزراة الدفاع الفرنسية الضابط برتران بونو "بامكاننا القيام بامور عديدة مع هذه السفينة وبينها الشان الانساني".
واغتنم عشرات البحارة من الرجال والنساء هدوء مياه القناة لتنظيم سباق للجري على مدرج انطلاق الطائرات البالغة مساحته 12 الف مترا مربعا. وكان غيرهم يراقب الكثبان الرملية والمنازل الطينية واشجار النخيل على الضفة الاخرى.
وقال الملاح الملحق بالمستودع كارلوس باتيستا (22 عاما) "نزور بلدانا عدة ونقوم باعمالنا وهذا مبعث للتسلية، ولا نشعر بالقلق". ويجري فريق من تاهيتي واخران يعزفان موسيقى "الروك اند رول" تمارين بانتظام استعدادا لسهرة راس السنة التي ستكون قبالة الشواطئ الباكستانية.