هناك في الحرب الجارية الآن ضد الارهاب جانب لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه، وهو الجانب المتعلق بالتحسن الهائل الذي لاحظه العديد من الدبلوماسيين ازاء فرص العثور على نهاية سلمية للمشكلة الكشميرية.
لقد ادت هذه المشكلة الى توتر في العلاقات بين الهند وباكستان لاكثر من نصف قرن، وبالتالي فهي تهدد الاستقرار في جنوب اسيا ككل. وأدى وقوف كل من الهند وباكستان على طرفي نقيض خلال الحرب الباردة الى جعل دراسة المشكلة في اطار مناسب امرا في غاية الصعوبة.
اما الآن، فقد اختارت كل من الهند وباكستان تطوير واقامة علاقات مع الولايات المتحدة. فالدولتان قدمتا دعما قيما الى الولايات المتحدة خلال الحرب ضد الارهاب في افغانستان. ولذا لم يكن من المفاجئ اهتمام وزير الخارجية الاميركي كولن باول باضافة كشمير الى جدول محادثاته مع زعيمي الهند وباكستان خلال زيارته لكل من اسلام اباد ونيودلهي الشهر الماضي. ومن الواضح ان الوزير باول نجح في الزام ادارة بوش بمبادرة جديدة لانهاء النزاع في كشمير.
وفي واقع الامر، فإن مصير كشمير مرتبط بنتائج الحرب الجارية الآن ضد الارهاب. فقد تردد ان منظمة القاعدة الارهابية احتفظت بمعسكرات في هذه المنطقة التي دمرتها الحرب. وهناك من الخبراء من يؤكد ان آلافا من الارهابيين محاصرون في المنطقة الجبلية الوعرة التي تفصل بين القطاعين الهندي والباكستاني من كشمير. ومن ثم، اذا لم يتم تفكيك هذه القواعد فإنها يمكن ان تتحول الى ملاذ لشبكة جديدة من الارهاب الدولي.
ولعزل القواعد الارهابية، من الضروري ضمان عدم وجود اي دعم شعبي يمكن لتلك القواعد ان تحققه في كشمير. وهذا بالتالي يتطلب اهتماما بآمال وتطلعات وحقوق الشعب الكشميري.
ان مخاوف الهند شبه المرضية من اية تغييرات في الوضع القائم في كشمير يجب ألا تغلق الباب امام الافكار والمبادرات الجديدة. وفي الوقت ذاته فإن رغبات باكستان التقليدية في فرض تصورها على كشمير، يجب ألا تعطل التفكير الابداعي في البحث عن حل وسط.
النتيجة التي يمكن استخلاصها هي ان تصفية منظمة القاعدة ومعسكراتها في افغانستان، واستعادة هذا البلد كدولة مستقرة تغطيان جزءا من البنية السياسية الاقليمية. ولذا فإن حل مشكلة كشمير سيؤدي الى ظهور بنية جديدة، وبالتالي خلق قوس من الاستقرار يمتد من قازاخستان ووسط اسيا الى المحيط الهندي.(الشرق الأوسط اللندنية)
&