باستنثاء رفض الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي الدعوات المنادية بوقف المقاومة الفلسطينية، لم يرق خطاب اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي الطارئ الي مستوي التحدي المطروح. وتجاهل الدعوات الاميركية والاوروبية التي تدعو الي تفكيك المقاومة الفلسطنية ووقف الانتفاضة، وتتهم منظمات المقاومة الاسلامية الفلسطينية بالارهاب، وكرر عبارات الاستنكار والتنديد.
التنديد باسرائيل وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث هو اقصي ما لدي منظمة المؤتمر الاسلامي منذ تأسست، وخطابها لايتغير سواء كان الاجتماع طارئاً او عادياً. والدعوة الي انعقاد مجلسها الوزاري في هذه الظروف احراج للدول الاسلامية وفضح لعجز هذه المنظمة. لكن رب ضارة نافعة. فالاجتماع اصبح بمثابة رصاصة رحمة علي هذه المنظمة، لانه كشف عجز الدول الاسلامية حتي عن استصدار اذن من واشنطن لاخراج الرئيس عرفات من غزة، فضلاً ان تقوم بخطوة لو محدودة لحماية الفلسطينيين او وقف اعمال العنف ضدهم. وبرهن علي ان منظمة المؤتمر الاسلامي كانت وستبقي علي الدوام هامشية الدور وضعيفة التأثير علي اعضائها فضلاً عن دول العالم.
ان ضعف منظمة المؤتمر الاسلامي وعدم جدوي اجتماعاتها ودورها السياسي ليس بالامر الجديد، لكن خلو البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية من اي اشارة الي اتهام اميركا ودول الاتحاد الاوربي للمنظمات الفلسطينية بالارهاب تجاوز حدود المعقول لانه يعني ان منظمة المؤتمر الاسلامي تستسهل استهداف منظمات المقاومة الفلسطينية، وتتجاهل الجهود الاسرائيلية بالافادة من احداث 11 ايلول (سبتمبر) لتصفية المقاومة الفلسطينية تحت مظلة ما يسمي مكافحة الارهاب، وتقدم غطاء سياسياً للاجراءات التي تهدف الي الزج بمنظمات المقاومة في الاراضي المحتلة في ملف الارهاب.
منذ قيام منظمة المؤتمر الاسلامي وهي تشكل اللجان التي تهدف الي شرح معاناة الشعب الفلسطيني وتأثير العدوان الاسرائيلي علي الاوضاع في المنطقة، وابراز وحدة الموقف الاسلامي والتصميم علي حشد كل ما يمكن من دعم وتأييد لهذه القضية العادلة. وهذا النمط من النشاطات الانشائية الباردة تجاوزه الزمن. والتمسك بمنظمة لاتزال تقف عند مرحلة الشرح والمناشدة بات بحاجة الي قرار طال انتظاره.(الحياة اللندنية)