عرفات خارج اللعبة
القاهرة- اعلن وزير الخارجية المصري احمد ماهر اليوم الخميس ان اجتماعا عربيا عاجلا على مستوى لجنة المتابعة يواجه "صعوبات" مشيرا الى التفكير في دعوة مجلس الامن الى الانعقاد لبحث الوضع المتدهور بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال ماهر انه تلقى اتصالا من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى و"يبدو ان هناك صعوبة في عقد اجتماع لجنة المتابعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بصورة عاجلة وان هناك تفكيرا في اللجوء الى مجلس الامن بشأن الوضع المتدهور الحالي وهو ما تجرى بشانه المشاورات العربية".
&واضاف انه اجرى اتصالات مع كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزيرا الخارجية الاميركي كولن باول الفرنسي هوبير فيدرين مؤكدا ان باول شاركه "الاحساس بخطورة الموقف وان الجنرال انتوني زيني سيذهب لمقابلة رئيس الوزراء الاسرائيلي (ارييل شارون)".
وقال ماهر ان باول ابلغه "عدم صحة" ما يذكر حول "اعطاء اميركا اسرائيل الضوء الاخضر" موضحا ان نظيره الاميركي "ركز خلال الاتصال مجددا على ضرورة وفاء السلطة الفلسطينية بالتزاماتها".
وحول اتصاله مع فيدرين، اجاب ان "موقف فرنسا طيب للغاية فاوروبا لا تعترف بما قالته اسرائيل من قبل والموقف الاوروبي يركز على ان المشكلة لن تحل الا بالتفاوض مع ممثلى الشعب الفلسطيني الشرعيين".
وكان ماهر اعلن في وقت سابق ان الدول العربية تجري مشاورات من اجل عقد اجتماع للجنة المتابعة او المجلس الوزاري العربي "خلال ساعات" لبحث الموقف الاسرائيلي من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات باعتباره "خارج اللعبة".
واضاف ان "الموقف الاسرائيلي القائل بان الرئيس عرفات اصبح لا يعنيهم في شىء مرفوض اساسا ولا معنى له" لان عرفات "يكتسب شعبيته" من انتخابه من جانب الشعب الفلسطيني.
واعتبر ان "الدول العربية جادة في رغبتها وقف العدوان على الشعب الفلسطيني" مشيرا الى "وسائل كثيرة يمكن اتخاذها في هذا الصدد وسيقوم وزراء الخارجية ببحثها وتحديد ما يتخذونه فى هذا الشان".
وطالب ماهر الجانب الاميركي ب"التدخل السريع والحاسم لدى الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني للخروج من المأزق الراهن".
وراى ان "ما تعلنه اسرائيل حول الرئيس عرفات كلام خطير للغاية" وقال انها باعلانها ذلك "تكون قد ابتعدت عن طريق التفاوض ومحاولة التوصل الى تفهم الموقف واختارت استمرار العدوان".
وكان وزير العدل الاسرائيلي مئير شتريت اعلن منع عرفات من مغادرة رام الله في الضفة الغربية بعد قرار الحكومة الامنية قطع العلاقات معه غداة تنفيذ ثلاثة هجومات اسفرت عن مقتل عشرة اسرائيليين موضحا ان "اسرائيل لن تهاجم عرفات شخصيا لكنه سيبقى في مكانه".
واضاف ماهر ان "مصر تطالب العالم كله بالتدخل العاجل" مؤكدا "ضرورة ان تدرك الحكومة الاسرائيلية ان سياستها الفاشلة والعدوانية لن تؤدي الى نتيجة". ولكن تساءل "متى ستدرك اسرائيل ذلك وكم من الضحايا سيسقطون من الجانبين وكم من الماسي ستترتب على ذلك"؟
واوضح ان "هذا التطور السلبى الجديد من الجانب الاسرائيلي يستوجب رد فعل فوريا وحازما من المجتمع الدولي وعلى راسه الولايات المتحدة". واكد ماهر ان "الحكومة الاسرائيلية وضعت جميع الاطراف في مازق كما وضعت نفسها ايضا في مازق وعلى من يحرصون على الامن والسلام فى المنطقة ان يتدخلوا ليخرجوا اسرائيل من هذا الوضع".
&الا ان مساعد وزير الخارجية الاميركية وليام بيرنز اعلن اليوم من دمشق ان الولايات المتحدة ما زالت تعتبر عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية وتريد مواصلة التعامل مع القيادة الفلسطينية. وتابع ماهر ان على "الذين يتحدثون عن حقوق اسرائيل في الدفاع عن النفس ان يدركوا انها تتجاوز هذا المفهوم بكثير جدا وتلجا للعدوان وتحاول تقويض السلطة الفلسطينية (...) القادرة على قيادة الشعب الفلسطيني على طريق السلام الامن والعادل والشامل".
عوزي لاندو
وكان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي عوزي لاندو قد اعلن في حديث لصحيفة لوموند الباريسية نشرته في عددها المؤرخ غدا الجمعة انه "يجب عدم استبعاد" اعادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى تونس. وردا على سؤال حول اعادة عرفات الى تونس (حيث كانت توجد قيادة منظمة التحرير الفلسطينية قبل اتفاقات اوسلو عام 1993) قال لاندو "انها مسالة تكتيكية، مسالة لحظة سياسية. يجب عدم استبعاد هذا الاحتمال".
&واضاف "انه (عرفات) عالق في رام الله (الضفة الغربية) بدون التمكن من التحرك كما وكأنه منبوذ". ولاندو العضو في اللجنة المركزية لحزب الليكود توجه ايضا الى "مسؤولين سياسيين" فلسطينيين قائلا "فليعودوا الى تونس". وتابع "بالنسبة لخطط السلام، سنرى في وقت لاحق" مؤكدا انه "حتى الان، قامت اسرائيل بالقليل من الامور لاستئصال الارهاب فعليا. ان قواتنا الامنية لم تظهر كل قدراتها بعد".
وقال ان "تدمير اسرائيل مدرج في الميثاق التاسيسي للسلطة الفلسطينية. علينا اتخاذ اجراءات اشد قسوة ضدها". واضاف ان "اتفاقات اوسلو ليست هي الحل للمشكلة. وهنا، هي (الاتفاقات) المشكلة. لقد اطلق الفلسطينيون هذه الانتفاضة لانه بعد اوسلو شعروا بانهم اقوى. يجب بالتالي، وكما يجري في افغانستان، تدمير البنى التحتية للارهاب". وتحدث لاندو عن "معركة حتى الموت بين الفلسطينيين ونحن" مشيرا الى انه "طالما انه لدى الفلسطينيين الامل فان الارهاب لن يتوقف". وتابع ان "الفرق بين عرفات والشيخ ياسين (الزعيم الروحي لحماس) هو نفس الفرق بين سفاح بوسطن وجاك السفاح. انهما قتلة، وحدها طريقة القتل تختلف".