دمشق&- اعلن مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الخميس خلال زيارته لسوريا، الدولة التي تتهمها الولايات المتحدة بمساندة الارهاب، ان واشنطن ستواصل معركتها ضد المجموعات "الارهابية". واكد المسؤول الاميركي بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد ايضا ان الادارة الاميركية ما زالت تعتبر ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني وانها تريد الاستمرار في التعامل مع قيادته. كما اكد "عزم الرئيس (جورج) بوش والادارة والشعب الاميركيين على الاستمرار في محاربة المنظمات الارهابية الدولية على نطاق عالمي".
وبحسب وكالة الانباء السورية طلب الاسد خلال اللقاء الذي استمر ساعة واحدة من الولايات المتحدة ان "تلعب دورا انشط لوقف العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني". وعقد اللقاء في حين وضعت اسرائيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "خارج اللعبة" السياسية وشنت عملية عسكرية لم يسبق لا مثيل ضد الفلسطينيين ردا على العمليات الدامية الجديدة المناهضة لاسرائيل. واضاف بيرنز انه درس "مسألة علاقات سوريا مع حركتي حماس والجهاد الاسلامي (الفلسطينيتين) وحزب الله" اللبناني .
&وقد اعلنت هذه الحركات مسؤوليتها عن عدة عمليات مناهضة لاسرائيل وتعتبرها الولايات المتحدة مجموعات ارهابية. واكد المسؤول الاميركي الذي توجه لاحقا الى لبنان ان الولايات المتحدة تعتزم "مواصلة الحوار ودرس سبل العمل" مع سوريا على مستوى مكافحة الارهاب.
&ولم يوضح بيرنز ما قاله الرئيس الاسد في هذا الخصوص. ومن جانبها انتقدت صحيفة تشرين الرسمية اليوم الخميس اللوائح الاميركية بالمنظمات الارهابية التي "تتناسى ان رئيس وزراء اسرائيل (ارييل شارون) هو اخطر الارهابيين في العالم". وكتبت ان الولايات المتحدة "تذهب الى حد تقديم ما يسمى "الضوء الاخضر" لارتكاب مزيد من المجازر، ثم يطلقون بعد ذلك تصريحات بانهم يعملون من اجل السلام"، معتبرة ان هذه التصريحات "لا تقنع احدا في كل المنطقة". واضافت الصحيفة "مئات الشهداء الذين قضوا، وعشرات الالوف من الجرحى والمصابين والاف المساكن التي دمرت والاف الاسر التي شردت من ديارها، كلها لم تحرك ضمير المجتمع الدولي".
&وتابعت "لكن هذا الضمير يتحرك على الفور حين يتعلق الامر بقتل اسرائيلي واحد او جرح اسرائيليين فتصدر من بعض العواصم قائمة بالجهات الارهابية تتضمن منظمات وطنية فلسطينية او لبنانية تتصدى للاحتلال وجرائمه وممارساته". وفي ما يتعلق بالوضع المتفجر في الاراضي الفلسطينية اكد بيرنز ان واشنطن "تعتبر عرفات رئيسا للشعب الفلسطيني وستستمر في العمل مع القيادة الفلسطينية".
ودعا عرفات الى "القيام بخيارات صعبة جدا والتحرك ضد المجموعات المتطرفة التي تهدد مصالح الشعب الفلسطيني". وقال ان "الولايات المتحدة مصممة على القيام بكل ما في وسعها لمساعدة الاطراف على المضي قدما (...) لكن من الواضح ان احراز تقدم لن يكون ممكنا الا عبر التفاوض". واضاف بيرنز ان "العنف والتطرف واستخدام القوة كلها تهديدات خطيرة ومن الضروري ان تتحرك جميع الاطراف بشكل حاسم للتصدي لها".
واكد التزام الادارة الاميركية من اجل "سلام شامل (...) يقوم على قراري مجلس الامن 242 و338 ومبدأ السلام مقابل الاراضي" التي احتلتها اسرائيل في 1967. يذكر ان مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية مجمدة منذ كانون الثاني/يناير 2000 اذ تطالب دمشق لاستئنافها بان تعترف اسرائيل بحقها في استعادة هضبة الجولان بكاملها التي احتلتها في 1967 وضمتها في 14 كانون الاول/ديسمبر 1981. واشارت تشرين بهذه المناسبة الى ان "الجولان في ضمير كل مواطن سوري ولا تفريط بذرة واحدة من ترابه ولا بقطرة واحدة من مياهه".