كتبت ريم الميع: كرر النظام العراقي اتهاماته للكويت بـ"التدخل في الشؤون الداخلية العراقية"، وبـ"دعم وتمويل الجهات الارهابية التي تهدف الى زعزعة امن واستقرار العراق ووحدة اراضيه"، في اشارة الى استقبال الكويت أخيراً عدداً من المعارضين العراقيين الشيعة، في حين أكدت الكويت، على لسان وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، أن "لديها أصدقاء ترحب بهم، ولكن ليس لديها عملاء تمولهم", وتعليقاً على استخدام العراق مصطلح "الجهات الارهابية"، رأى الجارالله أن "العراق وجد نفسه محاصراً باتهامات تبني الارهاب، فلجأ الى رمي التهمة على الكويت".
ودعا النظام العراقي الأمم المتحدة، في رسالة سلمها ممثله الدائم لدى المنظمة محمد الدوري الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، الى "التدخل ومطالبة الكويت بايقاف" ما سماه "الاستثمار المنفرد للحقول النفطية الحدودية المشتركة".
واكد الدوري في رسالته ضرورة "الاتفاق مع العراق حول اسلوب استثمار هذه الحقول بما يضمن حقوق الطرفين"، موضحا ان العراق "يحتفظ بحقه في موضوع الحقول المشتركة والمطالبة بالتعويضات بموجب القانون الدولي".
واضاف ان مجلس الامن "المسؤول عن فرض الترسيم الجديد للحدود (العراقية الكويتية) مطالب بتحمل مسؤولياته الكاملة في ايقاف النهب الكويتي المنظم لموارد العراق النفطية"، على حد زعمه.
من جهة اخرى، دان ممثل العراق الدائم لدى المنظمة الدولية ما وصفه بـ"التدخل الكويتي في الشؤون الداخلية العراقية".
واتهم الدوري الكويت بانها "تقدم منذ 1991 الدعم المالي واللوجستي لسياسة الولايات المتحدة وبريطانيا الهادفة الى التدخل في شؤون العراق الداخلية من خلال دعم وتمويل الجهات الارهابية التي تهدف الى زعزعة امن واستقرار العراق ووحدة اراضيه".
وزعم ان "هذا التدخل يعرض امن المنطقة الى حالة من عدم الاستقرار التي ستبقى قائمة طالما بقيت سياسة الولايات المتحدة وبريطانيا والدعم الكويتي لها قائما".
لكن وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله رد في تصريح لـ"الرأي العام" على المزاعم العراقية، فأكد أنها "غير صحيحة ولا تمت الى الواقع بصلة", وأضاف رداً على سؤال عما اذا كان العراق يقصد الزيارات الأخيرة لعدد من المعارضين العراقيين للكويت: "الكويت لديها أصدقاء ترحب بهم، ولكن ليس لديها عملاء تمولهم", وتابع: "اذا كان العراق يلمح في بيانه الى زيارة رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق السيد محمد باقر الحكيم للكويت أخيرا، فنحن نكرر ما سبق وقلناه مراراً وهو أن السيد الحكيم صديق للكويت، وهو يقوم سنوياً بهذه الزيارة الخاصة",
ولاحظ الجارالله أن "العراق وجد نفسه محاصراً باتهامات تبني الارهاب، فلجأ الى رمي التهمة على الكويت، لكن طبعاً لا مصداقية لاتهاماته، فمواقفنا معروفة", وذكر بأن الكويت "أكثر من اكتوى بنار الارهاب وأكبر عملية ارهابية تعرضت لها هي الغزو، ومن اكتوى بنار الأرهاب لا يمكن أن يدعمه".
وأكد الجارالله أن الكويت لا تقدم أي دعم للولايات المتحدة وبريطانيا "الا في ما يحفظ أمنها".
أما في شأن الادعاءات المتكررة بأن الكويت تستثمر بشكل منفرد حقول النفط المشتركة، فقال الجارالله ان العراق "يلجأ اليها عندما يجد نفسه محاصراً من المجتمع الدولي", وأضاف: "العراق هو الذي سرق الكويت وممتلكاتها وآبارها النفطية ثم دمرها وأحرقها، وسرقاته موثقة دولياً".
وأعلن أن الكويت سترفع الأسبوع المقبل مذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة تفند فيها الادعاءات العراقية "التي اعتدناها".(الرأي العام الكويتية)