القاهرة: نفى عبد الله عمر عبد الرحمن نجل المرشد الروحي لتنظيم الجماعة الاسلامية المصرية عمر عبد الرحمن ان يكون شقيقه احمد الذي أسرته قوات التحالف الأفغانية من قادة تنظيم "القاعدة"، مؤكداً انه ليست له أية علاقة باسامة بن لادن، وقال ان شقيقه ذهب الى أفغانستان للمشاركة في الجهاد ضد السوفيات ودرس العلوم الدينية واشتغل بتجارة السيارات ولم يشارك في الصراع الدائر بين الفصائل الأفغانية بعد انتهاء الغزو السوفياتي بناء على نصيحة والده.
واعتبر عبد الله ان هناك محاولة أميركية لتضخيم دور شقيقيه وابرازهما وكأنهما من قادة تنظيم القاعدة لتعويض عدم القبض على قادة التنظيم كما وعدوا الشعب الاميركي قبل انطلاق حملتهم العسكرية هناك. وأشار الى ان شقيقه احمد عمره 28 عاماً وهو من مواليد 1974 وليس 35 عاما كما قال وزير الدفاع الأميركي عند اعلانه عن توصيف شقيقي، وقال لقد اتصلت بمحامي والدي الاميركي رامزي كلارك وأخبرته بما لدي من معلومات وطلبت اجراء اتصالات مع الادارة الاميركية للتأكد مما اذا كان احمد في حوزتهم أم لا، وكي أعرف مصيره اذا كانوا قد تسلموه بالفعل وما اذا كان سيحاكم أمام محاكم عسكرية وهل سيعامل كأسير أم ماذا، وان كنت أشك في أنه في أيدي الاميركان بالنظر الى المعلومات المغلوطة التي يذيعونها عنه.
وأشار عبد الله عمر عبد الرحمن الى ان الاتصالات مع والده مقطوعة تماما منذ أحداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، موضحاً انه كان يجري مكالمة هاتفية شهرية معهم لمدة 15 دقيقة يتحدث خلالها الى زوجته ولكن بعد الأحداث منع من الاتصال وبالتالي لم نستطع أن نخبره بآخر التطورات ولا نعلم اذا كانت هيئة الدفاع عنه قد أخبرته بالأمر أم لا خاصة ان ادارة السجن الذي يقع فيه والدي منعت عنه الزيارة نهائياً.
وأشار عبد الله الى أن شقيقيه سافرا من مصر للقتال في افغانستان في 1989 انطلاقا من فتوى قالها والدهما عمر عبد الرحمن، ولذلك سافرا الى باكستان ومنها لافغانستان وكان عمر احمد الذي وقع في الأسر في ذلك الوقت 15 عاما، أما أخي محمد فكان عمره 16 عاما، واشتركا في القتال هناك ومن وقتها لم يعودا الى مصر، لسببين رئيسيين الأول وجدا ان عودتهما لمصر غير مثمرة، وفضلا البقاء في افغانستان حتى يكملا دراستهما للعلوم الدينية، خاصة ان فرص التعليم ضاعت عليهما في مصر بسبب الانقطاع عن الدراسة، أما السبب الثاني فتمثل في أن الحكومة المصرية كانت تنظر الى العائدين من أفغانستان على انهم إرهابيون وبالتالي كانت عودتهم في تلك الفترة غير آمنة عليهم، ولكني اؤكد ان أخوتي لم يتهما في قضايا عنف داخل مصر، ولم تطالب مصر تسليمهما من أي دولة.
وأشار عبد الله الى ان حركة طالبان كانت تهتم "بالمجاهدين العرب" وتحرص على اقامة مساكن آمنة لهم واقامة مشروعات والأعمال التي من خلالها يستطيعون الحياة هناك، فأقام احمد مشروعا في كابل لتجارة السيارات، أما شقيقه محمد فكان يمتلك مشروعاً تجارياً. وأضاف ان شقيقه محمد تزوج منذ ثلاث سنوات وانجب طفلا أطلق عليه اسم عمر على اسم والده، مؤكداً ان اتصالات شقيقه بأسرته في مصر لم تتوقف وان كانت تجرى على فترات متباعدة كل خمسة أو ستة أشهر بسبب صعوبة الاتصالات في افغانستان.
وأكد عبد الله انه بعد نهاية الحرب مع السوفيات انخرط اخواه في عملهما التجاري وايضا الدراسة في الجامعات الدينية لطالبان ولم يشتركا في أي صراع وذلك بناء على نصيحة والدهما عمر عبد الرحمن بعدم المشاركة في المعارك المتناحرة بين الفصائل الافغانية بعد انتهاء الاحتلال السوفياتي وتفجر الصراعات الداخلية.(الشرق الأوسط اللندنية)