عمان - قرر العرب وقد اضعفتهم خلافاتهم ولم تمكنهم من دعم القضية الفلسطينية بصورة فعالة، التوجه الى الامم المتحدة من اجل وقف الهجمات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين من دون ان يحدوهم امل كبير لا سيما ان اسرائيل لم تحترم ابدا قرارات المنظمة الدولية حول الشرق الاوسط. وقد دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الخميس مجلس الامن الدولي الى الاجتماع في اقرب وقت ممكن بغية البحث في سبل ارساء السلام والامن في الشرق الاوسط اثر تصعيد العمليات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين عقب الهجمات الانتحارية الفلسطينية الاخيرة.
&وبينما تزداد الاوضاع تدهورا في الاراضي التابعة للسلطة الفلسطينية وقد فقد عرفات شرعيته بنظر اسرائيل، تجنبت الدول العربية عقد اجتماع عربي اقرارا منها على ما يبدو انه لن يؤدي الا ان يظهر للعالم سلبيتهم. وفي هذا السياق قال مسؤول عربي لفرانس برس ان "عقد اجتماع عربي في هذه الظروف لن يؤدي الى شئ" وتساءل بصورة تعبر عن الاحساس بالعجز العربي قائلا: "ماذا يمكن ان يقدم العرب على ارض الواقع ؟ وماذا يملكون من وسائل للضغط ؟".
واضاف المسؤول نفسه الذي طلب عدم ذكر اسمه "لقد راينا جميعا كيف كانت نتائج الاجتماع الوزاري الاخير لمنظمة المؤتمر الاسلامي في الدوحة بلا ادنى تاثير". ولفت الى انه "في اجتماع الدوحة رمت الدول الاسلامية بالكرة في ملعب الولايات المتحدة واليوم العرب يقذفونها في ملعب الامم المتحدة".
&واشار مسؤول عربي اخر في تصريح& ان "التوجه الى الامم المتحدة بدلا من ان نتحادث فيما بيننا هو اكثر نفعا، والدول العربية تنتظر من مجلس الامن ان يمارس ضغطا حقيقيا على اسرائيل من اجل وضع حد لاعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني". وتامل الدول العربية كذلك في الحصول على قرار من الامم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين بل واعربت عن استعدادها لتقديم تنازلات لتحقيق هذا الهدف، بحسب المصدر نفسه. واوضح المسؤول انه سواء كان القرار بارسال "مراقبين كما اقترح في السابق او قوة اشراف او محكمين فان ذلك لن يهم وانما كل ما يهمنا هو ان يكون هناك وجود دولي على الارض".
&واكد مصدر دبلوماسي ان دول الاتحاد الاوروبي اعربت من جهتها عن "قناعتها بان اقامة آلية محايدة على الارض للمراقبة سيكون في مصلحة الطرفين (الاسرائيلي والفلسطيني) كما اعربت عن استعدادها للمشاركة بفعالية في هكذا آلية". غير ان المشلكة الرئيسية تكمن في موافقة اسرائيل التي طالما رفضت اية آلية للمراقبة كما تكمن في توقع استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد اي قرار بهذا الشان. وذكر المصدر نفسه بان الولايات المتحدة "تحدثت في فترة ما عن "المحكمين" كصيغة يمكن قبولها غير ان المواقف تتغير مع تغير الاوضاع على الارض".
&وفي خضم كل هذه التطورات، لا يلقى الرئيس عرفات سوى دعم شفهي من العرب في الوقت الذي يعرب بعض القادة العرب في مناسبات خاصة عن انتقاداتهم له لعدم تمكنه من ادارة الازمة بصورة جيدة. وردا على سؤال& اكد مسؤول عربي رفيع المستوى ان "العرب لم يتخلوا عن ياسر عرفات بل يظلون متمسكين بشرعيته التي اكتسبها كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية ويرغبون في الاستمرار في التعامل مع القيادة الفلسطينية الحالية". وبينما اكد الاتحاد الاوروبي اكثر من مرة اعترافه بشرعية عرفات، اوضحت الولايات المتحدة امس الخميس انها ستستمر في اعتبار عرفات رئيس السلطة الفلسطينية وترغب في التعامل معه.
غير ان الاسرة الدولية، بما فيها روسيا التي عادة ما تبدى تعاطفا واضحا مع الفلسطينيين، دعت عرفات في الوقت نفسه الى بذل مزيد من الجهود من اجل "توقيف الارهابيين" المسؤولين عن سلسلة الهجمات الدامية الاخيرة ضد اهداف اسرائيلية. واعتبر مسؤول عربي ان "التاكيد على الاعتراف بشرعية عرفات يعد سلاحا ذا حدين لانه يعني من ناحية اخرى تحميله مسؤولية عمليات القتل" لافتا الى انه "بينما يطلب منه وضع حد للعنف تقوم اسرائيل بتدمير البنية التحتية التي تمكنه من التحرك على الارض".