لبنان- يتابع اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان بقلق عميق تطورات العمليات الاسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية ويشعرون بمرارة كبيرة ازاء الصمت العربي. وفي مخيم الرشيدية معقل انصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالقرب من صور في جنوب لبنان، لا يفارق محمد موسى (51 عاما) وزوجته واولادهم شاشة التلفزيون حيث يتابعون مقاتلات اف 16 ومروحيات اباتشي وهي تقصف الضفة الغربية وغزة. ويقول محمد وقد اغرورقت عيناه بالدموع "اشقاؤنا العرب في سفر طويل ونسيان كبير لقضيتنا بينما تداس كرامتنا بجنازير الدبابات الاسرائيلية ولا يسمع احد صراخ اطفالنا".
وعند مدخل المخيم، تمركز مسلحون مدججون بقذائف بي 7 ورشاشات كلاشنيكوف وراح شاب منهم يعلق لافتة الى جانب صورة للرئيس عرفات كتب عليها "نبايعك ايها الرئيس عرفات مجددا كما بايعناك بالدم". ويقول "لقد علمنا الرئيس عرفات ان لا ننهزم في الحرب امام العدو لان معركتنا مستمرة منذ عشرات السنين. لن يعيد التاريخ ما جرى لنا في بيروت على يد المجرم (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون". وكان يشير في حديثه الى المجازر التي ارتكبت في مخيمي صبرا وشاتيلا بالقرب من بيروت خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان في صيف 1982 وكان شارون انذاك وزيرا للدفاع.
&وحكمت لجنة اسرائيلية بمسؤولية شارون غير المباشرة عن هذه المجازر التي ادت الى مقتل ما بين 800 و2000 مدني. وفي مكتبه في الرشيدية، يتابع ممثل حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية عبر اتصالات هاتفية مع القيادة الفلسطينية في غزة ورام الله مؤكدا ان "لا مجال عندنا للهرب من فلسطين مجددا". ويضيف "ان هذه القضية مستحيلة بل ابعد من المستحيل ولا يمكن ان نكون لاجئين مرة اخرى فقد ختمنا فصل الهجرة والنزوح وحذفناه من قاموسنا الفلسطيني" وذلك ردا على اعلان وزير الامن الداخلي الفلسطيني عوزي لاندو احتمال ابعاد عرفات الى تونس.
&وكانت منظمة التحرير الفلسطينية ابعدت الى تونس بعد ان طردت من بيروت عام 1982 على يد الجيش الاسرائيلي. ويقول ابو العينين "الموت في فلسطين اشرف من ان نشرب كأس المذلة في هجرة قسرية عند اخوتنا العرب". ويعيش حوالى 370 الف لاجيء فلسطيني حاليا في 12 مخيما للاجئين في لبنان. ويتابع ابو العينين "لقد علمنا عرفات انه يقوى عند الشدة واليوم يعيش في وطنه رغم انه مهشم بفعل القذائف الاسرائيلية والامة (العربية) لا تقدم حتى الدواء". ويؤكد ان عرفات "لن يعيد ما جرى له في بيروت ويخرج مجددا على يد شارون وسيظل يصارع حتى اعلان الدولة الفلسطينية".