اظهرت استطلاعات للرأي اجرتها مجلة"ليديز هوم" الاميركية ان هجمات 11 ايلول على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وعلى مبنى وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" في واشنطن والتي قضى فيها الالاف، غيّرت طباع مواطني الولايات المتحدة ونظرتهم الى انفسهم والى بلادهم المنخرطة مذ ذاك في حرب لا تزال تدور رحاها في افغانستان.
ويبدو الاميركيون حاليا اكثر استعدادا للتضحية من اجل الامن القومي لبلادهم، وتدفعهم الحمية الوطنية الى شراء مزيد من المنتجات الاميركية الصنع، فيما توقفوا عن السخرية من الرئيس جورج بوش وعادوا الى التدخين وصاروا اكثر تشكيكا في الآخرين.
وتقول رئيسة تحرير المجلة سارة ماهوني: "لا اعتقد ان النزعة الوطنية ستعني ابدا الشيء نفسه لأي شخص يفكر فيها (...) هذه التجربة (...) غيّرت الى حد ما الطريقة التي ينظر فيها الاميركيون الى انفسهم على نحو ايجابي حقا؟
اما جاي لينو مقدم احد البرامج الساخرة على شبكة "ان بي سي" الاميركية للتلفزيون فرأى "اننا كبلد نستطيع ان نسخر من رئيسنا كما نشاء، ولكن بمجرد ان يسخر منه اي شخص آخر ننقلب عليهم ونتحد خلفه".
غير ان الاستاذ في كلية الحقوق بجامعة هارفرد الن درشوفيتز حذر من الجانب المظلم للنية الحسنة المتمثلة في تأييد الادارة ايا كان الثمن.
ولاحظت مديرة متجر "راند ماكنالي" في وسط شيكاغو ليندا فيش ان "ثمة شيئا ايقظ" الاميركيين الذين ضاعفوا شراء الكتب والخرائط ونماذج الكرة الارضية التي ارتفعت مبيعاتها ثلاثة اضعاف مبيعات العام الماضي.
وافادت دراسات للمركز القومي للادمان في جامعة كولومبيا في نيويورك ان الاميركيين عادوا الى التدخين بعدما اقلعوا عنه مدة طويلة، او انهم يتناولون مزيدا من الكحول الان، لكنهم يراجعون انفسهم. ويؤكد ثلث المدخنين انهم دخنوا اكثر منذ هجمات 11 ايلول.
وقالت المحللة النفسية والشخصية الدكتورة روث ويستهايمر ان الاميركيين ينعمون النظر في علاقاتهم الحميمة، واضافت: "عندما تقول 11 ايلول الكل يعرف عما تتحدث (...) ارجو ان يستمر هذا، لأنه في ما يتصل بالعلاقات حتى مع الغرباء سنصبح اكثر صبرا بدرجة ضئيلة،. وربما صرنا في النهاية اكثر تسامحا".(النهار اللبنانية)&