غزة&- في سابقة اسرائيلية هي الاولى من نوعها منذ بسط السلطة الفلسطينية سيطرتها على غالبية قطاع عزة والضفة الغربية احتلت القوات الاسرائيلية عشية عيد الفطر مدينة باكملها واجزاء من بلدات مجاورة في قطاع غزة ما ينذر بمزيد من تصعيدالتوتر ودوامة العنف . وقد احتل الجيش الاسرائيلي مستعينا باكثر من ثلاثين دبابة ومجنزرة واليات عسكرية اضافية تساندها مروحيات عسكرية كامل مدينة بيت حانون وقرية عزبة بيت حانون وقرية ام النصر البدوية في محيطها اضافة الى اجزاء من بلدة بيت لاهيا المجاورة شمال قطاع غزة .
وقتل اربع فلسطينيين بينهم ثلاثة اطفال وفتية واصيب اكثر من سبعين فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي جراء اطلاق النار الكثيف من الرشاشات الثقيلة التي نصبها الجنود الاسرائيليون على دباباتهم القتالية التي تحتل المنطقة وفقا لمصادر الامن وشهود . وعرف من القتلى احمد البسيوني من افراد الامن الوطني والفتيان محمود احمد وعمار الغليظ وكلاهما (16 عاما) من بيت حانون وبيت لاهيا اضافة الى طفل في الثانية عشرة من العمر . بيت حانون هي اول مدينة فلسطينية تعيد احتلالها اسرائيل بالكامل منذ 1994 بعد قدوم السلطة الفلسطينية وبسط سيطرتها المدنية والامنية على غالبية قطاع غزة واجزاء كبيرة من الضفة الغربية تنفيذا لاتفاقية اوسلو التاريخية.
واحتلت القوات الاسرائيلية اربعة مواقع شرطية وامنية تابعة للسلطة الفلسطينية في بيت حانون خاصة مقر قيادة الشرطة ومقر قيادة الامن الوطني ومقر قوات ال 17 التابعة لامن الرئاسة ووضعت عليها اعلاما اسرائيلية ونصبت الرشاشات الثقيلة فيها كما عززتها بالدبابات والمجنزرات . واشارت مصادر امنية الى ان "الجرافات العسكرية بعد قصف من الدبابات دمرت ثلاثة منازل منها منزل صلاح شحادة احد القياديين في حركة حماس كذلك تدمير مقر لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات ". واوضحت المصادر ان "الجيش الاسرائيلي داهم مدرستين ومقر كلية الزراعة التابعة لجامعة الازهر ومقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعددا من المنازل في المدينة" اضافة الى اعتقال 10 اشخاص ثلاثة منهم من عناصر حركة حماس وفقا لاحد سكان المنطقة .
وصعق سكان المدينة الوادعة القريبة من معبر بيت حانون (ايريز) الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل البالغ عددهم قرابة اربعين الفا عندما شاهدوا الدبابات تتقدم بسرعة في مدينتهم التي هوت دون اي مقاومة مسلحة وسط اطلاق القذائف المدفعية والنار من الرشاشات الثقيلة . ولم تتمكن سيارات الاسعاف من نقل حتى القتلى الاربعة الى منازلهم ليتسنى لذويهم دفنهم .
&وقال مسؤول امني فلسطيني "ان الجيش الاسرائيلي المحتل الغاصب يطلق النار بدون رحمة تجاه اي شيئ يتحرك او اي شخص يرى بالعين. انهم لا يستخدمون الا الرصاص من عيار 500 و800 وكأن حربا تدور من طرفهم (الاسرائيليين) فقط".
&واشار الى ان "شارون لا يريد للفلسطينيين فرحة بالعيد لكننا رغم جراحنا وماسينا سنحتفل باعيادنا بطريقتنا". واضافت عملية اعادة احتلال المدينة اكثر من مئتي عائلة فلسطينية لقوائم المشردين عشية عيد الفطر . واضطر القصف المدفعي الاسرائيلي اصحاب ضاحية الندى السكنية القريبة والتي احتلت ايضا الى مغادرة منازلهم فرارا من الموت وفقا لشهود . ووصف المركز الفلسطيني لحقوق الانسان احتلال المدينة "تصعيدا نوعيا خطيرا يعكس مدى عنجهية الاحتلال واستهتاره بكل الاعراف والمواثيق الدولية " واضاف المركز في بيان انه "يستهجن مؤامرة الصمت الدولي الذي يشكل عامل تشجييع لحكومة اسرائيل لمواصلة عدوانها وجرائمها على الشعب الفلسطيني ".
ولم تجد السلطة الفلسطينية سوى مطالبة المجتمع الدولي المتكررة "لوضع حد للجرائم والمجازر التي ترتكبها القوات الاسرائيلية واحتلال المدن والقرى "كما قال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات. هذا في الوقت الذي لم يتوفر الدعم العربي والاسلامي بالحد الكافي لدعم الفلسطينيين في هذه المرحلة التي تتهدد مصير قضيتهم حسب المحللين. ورات السلطة الفلسطينية في احتلال بيت حانون تجاوزا لكل الخطوط الحمراء محملة المسؤولية الكاملة للحكومة الاسرائيلية عن تصعيد "عدوانها". واضاف ابو ردينة ان هذا "تجاوز لكل الخطوط الحمراء وتمادي اسرائيلي في تدمير فرص اعادة الحياة لعملية السلام "واصفا ذلك "بالامر الخطير جدا الذي ينذر بمزيد من التصعيد والتوتر والعنف في المنطقة ".