العراق - حذرت طبيبة عراقية من كارثة انسانية تهدد سكان جنوب العراق بسبب تزايد الاصابات بالامراض السرطانية وموجة الرعب التي تسيطر على الامهات وتمنعهن من الانجاب خوفا من ولادة اطفال مشوهين.
وقالت الطبيبة جنان غالب التي تعمل في معالجة الاطفال منذ 21 عاما ان "حالات الاصابة بالامراض السرطانية وفي المقدمة منها الاصابة بسرطان الدم (اللوكيميا) اخذت تتصاعد مع مرور السنوات على العدوان الذي تعرض له العراق مطلع عام 1991".
وفي تصريح& قالت الطبيبة المسؤولة عن قسم الامراض السرطانية في مستشفى ابن غزوان للاطفال في مدينة البصرة (560 كلم جنوب بغداد) ان "كارثة حقيقية تهدد المنطقة الجنوبية من العراق نتيجة قربها من مسرح العمليات العسكرية".
واضافت ان "الحالات التي نشاهدها يوميا من تشوهات خلقية واصابات لم يرد ذكرها في الكتب الطبية ولا من خبرتي طوال 21 عاما في هذا المجال تؤشر على هذه الكارثة الانسانية".
&واوضحت هذه السيدة ان "الاهالي يجلبون لنا كتلا من اللحم بلا عيون او اطراف ولا معالم انسانية ويقولون هذا الطفل ولد قبل يوم او يومين ويريدون منا ان نعالجه او نشخص وضعه الصحي".
وكانت تقارير عراقية رسمية ذكرت ان الاصابات بالامراض السرطانية في العراق ارتفعت منذ 1991 اربعة اضعاف نتيجة استخدام اليورانيوم المنضب في العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة خلال حرب الخليج (1991).
وقالت جنان غالب ان 192 طفلا كانوا يعانون من امراض سرطانية توفوا خلال اربعة اشهر، موضحة ان الاصابات لا تقتصر على سرطان الدم بل تشمل "سرطانات العظام والدماغ وامراض سوء التغذية".
واشارت الطبيبة نفسها الى امرين آخرين يؤثران على الحالة الصحية للاطفال هو "شح الادوية المتوفرة لمعالجة مثل هذه الامراض لذلك نضطر الى تقليص كمية الدواء الى الربع بهدف توزيعه على اكبر عدد ممكن من المرضى المحتاجين". اما الامر الثاني فهو "النقص في الاجهزة الخاصة بتحليل الدم".
واشارت جنان غالب الى "حالة الرعب التي تسيطر على النسوة"، موضحة ان معظمهن "يرفضن الانجاب خوفا من ان تكون الولادات مشوهة"، محذرة من ان استمرار هذا الوضع لفترة طويلة وتفشيه في عدة مناطق وخصوصا في جنوب العراق "سيؤثر على الاجيال القادمة".
وتفيد دراسة اعدتها السلطات العراقية ان الولايات المتحدة اطلقت خلال الايام الاولى من حرب الخليج 940 الف قذيفة صغيرة من اليورانيوم المنضب و14 الفا من قذائف الدبابات وفجرت عربتين محملتين بقذائف اليورانيوم بغية انتشار جزيئاتها السامة في الجو.