باريس- تشارك الفنانة والكاتبة الاميركية اللبنانية الاصل ايتيل عدنان في معرضين تشهدهما العاصمة الفرنسية الاول في غاليري "كلود ليمان" حيث تعرض اعمالها الى جانب اعمال ثلاثة فنانين آخرين فيما يقام الثاني في المكتبة الوطنية الفرنسية تحت عنوان "فن الكتاب العربي، من المخطوطة الى كتاب الفنان".
ايتيل في بيتها الباريسي (تصوير ص شمعون)
في غاليري "كلود ليمان" واضافة الى اعمال لعبدالله بينانتير وفيليب عمروش وضياء العزاوي يعرض لايتيل عدنان عدد من اللوحات التي تجسد عوالم خارجية ومجرات لا حصر لها.
وتتكرر هذه المجرات من لوحة الى اخرى فتتسع محتفظة بهدوئها، تتكاثر وتصطف في اتساق هندسي بعيد عن برودة المادة .. تفوح منها رائحة الموسيقى ويدخل العدد احيانا في صلب تكوينها لكنها دوما تتحول الى ايقاعات نغمية.
والى جانب اللوحات برز "الدفتر الفني " او "كتاب الفنان" ذو الاصل الشرقي الياباني -الصيني، وتعود اقدم تجربة لايتيل عدنان في هذا المجال الى العام 1964 حين جمعت لاول مرة بين الشعر والرسم.
ويتضمن الكتاب قصائد للشاعر العراقي بدر شاكر السياب "اهم شاعر في القرن العشرين" كما تقول ايتيل عدنان التي عادت فوضعت كتابا جديدا عنه هذا العام، تضمن قصيدة "المطر". "رسمت السياب كثيرا" تقول ايتيل عدنان.
وهناك كتب فنية أخرى يتضمنها المعرض مثل كتاب يحتوي اشعارا لعيسى مخلوف وآخر لابي القاسم الشابي اضافة الى بضع قصائد لها اخذت من مجموعتها "زيزفونة واحدة، زيزفونة أخرى" (1985) التي نقلها فواز طرابلسي من الانكليزية الى العربية.
تمتاز اعمال ايتيل عدنان في دفاترها الفنية بتلك النضارة التي تفوح من بين حنايا العمل الذي يتوزع على صفحات مزدوجة مطوية كلها على شكل آلة الاكورديون.
&وهي تعطي اهمية لقراءة النص المصاحب للرسومات التى تمتد مع الكلمات بين صفحتين. وتقول "كل خط عبارة عن رسم .. والخط العربي يتهيأ للرسم أكثر من اي خط آخر. هناك أيضا الخط الياباني والصيني، اليابانيون والصينيون يعشقون الخطوط المرسومة".
وتبدو ايتيل عدنان وكأنها تعيد للكتابة براءتها الاولى، ثقلها الذي كان قبل الطباعة. احيانا تقف الجملة، تحل محلها دائرة لونية او علامة، احيانا ترافق العلامة الكتابة من دون ان تعترضها واحيانا تفعل، تمتزج الكتابة بالرسم كامتزاج الليل بالنهار في ساعات الفجر.
اما عن سبب اعتمادها هذا الشكل "دفتر الفنان" فتقول ايتيل "لاني لا اكتب العربية، كنت اريد ان افعل شيئا فنيا مع الخط العربي، اردت العمل على الفن العربي والشعر من دون ان اصبح خطاطة، يعني هذا رسم، كان نوعا من التذكير ورد الاعتبار للشعر العربي في الستينات حين بدأت هذه المرحلة".
وتضيف الفنانة "انها رغبة مني للخروج من مربع اللوحة ومغادرة الاطار. الاطار شيء جديد في تاريخ الفن، الفن كان يرسم على الجدران او في دفاتر وما كان يوضع في لوحة على الجدار".
رسمت ايتيل عدنان الكثير من الدفاتر لمي مظفر وناديا تويني ويوسف الخال وبلند الحيدري وغيرهم في اعمال لم تعرض.
اما المعرض الثاني الذي يقام في المكتبة الوطنية لغاية 13 كانون الثاني/يناير، فيقترح رحلة على درب الكتابة العربية عبر تسلسل تاريخي وتوزيع بحسب المواضيع كما يسلط الضوء على طريقة صنع الكتاب وتجليده وتزيينه انطلاقا من المصحف الاول وصولا الى الكتاب المطبوع وانتهاء بكيفية تعاطي الفنانين العرب المعاصرين مع الكتاب.
&فاكاليغرافيا كانت مصدر الهام لعدد من الفنانين المعاصرين من مثل غاني العلمي وحسن مسعودي فيما بحث فنانون آخرون عن علاقة جديدة قائمة بين المعنى والشكل واللون مثل كمال بلاطة. واعاد بعضهم تصوير العلامات مثل رشيد قريشي ومهدي قطبي فيما وضع بعضهم الآخر كتبا فنية من مثل ايتيل عدنان التي عرض لها عدد من الكتب الشعرية بخطها ورسمها كان ضمنها قصائد للكاتبة العراقية عالية ممدوح.