جدة: موسى إدريس-قال اسماعيل محمود هرة، وزير خارجية الصومال، ان الارهاب الذي عانى منه الصومال يختلف بالطبع عما هو مسيطر الآن في أذهان الناس، وان ما يجري في أفغانستان هو نوع آخر ويختلف كلياً عن الارهاب بالشكل الذي ذاقه وعرفه الصومال، وأكد في نفس الوقت ان حكومته ترحب بأية قوة قد تسهم في إعادة الاستقرار والأمن في بلاده.
وحول الضربة المحتملة التي قد توجهها الولايات المتحدة في الصومال الى معسكرات تابعة لتنظيم "القاعدة" كمرحلة ثانية بعد افغانستان في حربها ضد ما تصفه بالارهاب، قال "اذا كان الهدف من التدخل الأميركي هو اعادة الأمن والاستقرار للصومال فنحن نرحب بهذا التدخل، كما نرحب بكل ما يساعد في تثبيت الأمن وعودة الصومال للحظيرة الدولية، خاصة ان الحكومة الانتقالية في الصومال هي في بداية نشأتها وأمامها الكثير ولا تملك الإمكانيات الكافية للسيطرة والتحكم على كامل التراب الصومالي". وأضاف "اذا كانت الولايات المتحدة ستقدم لنا يد العون في هذا المجال، اي ان يأتي هذا التدخل لبناء حكومة مركزية قوية في الصومال تستطيع بسط سيطرتها على جميع الاراضي الصومالية وإبعاد كل الفئات الارهابية المتطرفة التي تحاول عرقلة الأمن والاستقرار في المنطقة، فنحن نرحب بهذا التدخل".
وكشف وزير خارجية الصومال لـ"الشرق الأوسط" عن الاتصالات التي جرت بين حكومته والادارة الأميركية في هذا الشأن، وقال ان هذه اتصالات ما زالت مستمرة مع الادارة الأميركية، وانه شخصياً بعث برسالة الى كولن باول وزير الخارجية الأميركي طمأنه فيها حول مخاوف إدارته حيال الوضع في الصومال، وقال "ابديت للوزير باول استعداد الحكومة الانتقالية للتعاون التام مع الولايات المتحدة للقضاء على التوتر الموجود في البلاد، وهذا التوتر يأتي من عدة عناصر، فهناك عنصر التطرف الديني وهو عنصر موجود ومعروف للجميع، لأن غياب السلطة المركزية في الصومال خلال السنوات الماضية أسهم بشكل كبير في بروز تلك العناصر، وهناك من ينادي بالتطرف والقيام بأعمال التعصب الذي يمارسه البعض في ظل غياب تام للوعي الديني الذي يستند الى فهم موضوعي للإسلام الذي ينبذ مثل هذه الأفعال".
وقال ان ما ذكر بشأن الاتحاد الاسلامي الصومالي نتج عن عدم وجود سلطة مركزية تثبت الأمن والاستقرار في الصومال، وأضاف "بالطبع انه في أثناء غياب الحكومة المركزية في مقديشو في السنوات العشر التي اعقبت سقوط حكومة سياد بري، حدث بالفعل في بعض المناطق الصومالية انفلات أمني افرز بدوره منظمات متطرفة مثل الاتحاد الإسلامي وغيره، وحدثت عدة مواجهات بين هذه المنظمات والقوات الاثيوبية التي تسللت الى داخل الاراضي الاثيوبية، وهو أمر معروف للجميع". (الشرق الأوسط اللندنية)