كتب خليل خلف: بجلطة في دماغه الذي انتج أكثر من ألف كتاب بينها موسوعته الفقهية الكبرى الواقعة في أكثر من 150 مجلداً، توفي فجر أمس المرجع الديني العراقي الأعلى الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي، عن 75 عاماً بدأت في النجف وانتهت في قم الايرانية، مروراً بالكويت، حيث مكث الراحل تسع سنوات، اعتباراً من العام 1971، كانت كافية ليؤسس عشرات المراكز الدينية، من حوزات ولجان ومعاهد ومكتبات وحسينيات وسواها.
كان الشيرازي يلقي على مهنئيه في بيته الخطبة ليلة عيد الفطر، قرابة الثالثة فجر السبت، عندما أصيب بالجلطة، وأدى النزف الحاد في دماغه الى وفاته سريرياً، قبل أن تتأكد وفاته فجر أمس.
و"آخر عمالقة الجيل القديم للمرجعية الشيعية"، كما يصنفه الشيخ عبدالعزيز الحبيب، رحل لملاقاة ربه وعلى صدره وسام، هو قرار النظام العراقي اعدامه، وفي قلبه غصة، وهي عدم تمكنه من العودة الى كربلاء، حيث كان، قبل هجرته الى الكويت في أوائل السبعينات بسبب مضايقات النظام البعثي، زعيماً للحوزة العلمية, واغتال النظام أخاه الامام السيد حسن الشيرازي في بيروت في مطلع الثمانينات، وسيخلفه في المرجعية أخوه آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي.
واذا كان مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية أشاد بـ"التاريخ الجهادي الطويل" للراحل، فإن أبرز ما عرف عن الفقيد أنه رائد نظرية السلم واللاعنف في العمل الاسلامي, حتى أنه نصح للفلسطينيين أخيراً بانتهاج التظاهرات السلمية في نضالهم ضد الاحتلال الاسرائيلي معتبراً أنها وسيلة أكثر فاعلية من العنف.
ويوارى الشيرازي الثرى اليوم في قم، ويشارك في تشييعه وفد كويتي كبير, وأقيمت في الكويت مجالس عزاء بالراحل أبرزها في مسجد وحسينية الشيرازي في بنيد القار.(الرأي العام الكويتية)