أبو ظبي ـ من ليلى يكن: تسبب المسلسل التلفزيوني "عائلة الحاج متولي" الذي يذاع من غالبية الفضائيات العربية في أربع حالات طلاق في الامارات حصلا احداها اول من امس في أبوظبي وثلاث حالات اخرى مازالت معلقة قيد اصلاح ذات البين بعد تدخل الأهل والاصحاب حيث الطلاق لا يعتبر بائناً للمرة الأولى.
وتحظى الدراما التلفزيونية التي يلعب بطولتها الفنان نور الشريف بضجة كبرى في الإمارات خاصة وان الرجال للمرة الأولى يلتفون حول التلفزيون يومياً لمتابعة المسلسل والاعجاب بتفاصيله مما تسبب في وقوع حالات طلاق فضلاً عن مشكلات لا حصر لها وكم كبير من النكد لا أول له ولا آخر.
البطل الخارق
تقول زليخة محمد ان المسلسل الذي يتحدث عن الحاج متولي يصور بطلاً خارقا للعادة فأين هذا الرجل الكريم والمعطاء بعواطفه قبل فلوسه وإغداقه على زوجاته, فهل يريد الرجال الأخذ بمبدأ التعدد فقط ولا ينظرون الى الفروقات الكبيرة بين الرجل في هذه الأيام وبين الحاج متولي وقدرته على التعامل بشكل عادل مع زوجاته، الا انها تؤكد في الوقت نفسه ان الزوجة لا يمكن ان تكون عواطفها حقيقية وصادقة مئة بالمئة بالنسبة الى نصف رجل او ربع رجل في حياتها ينتقل يومياً بين زوجة وأخرى حسب جدول مواعيد مسبق، ولكن الحالة الاقتصادية ربما يعتبر تبريرا لهؤلاء الزوجات حيث كل طلباتهم مجابة!
لا أحترمه
ـ وأكدت مروة عبدالرحمن انها لا تحترم الرجل ذا العين الفارغة مهما كان مستواه المادي والاجتماعي وان التعدد في الزوجات رغم اباحته من الناحية الدينية الا انه يمكن ان يؤدي الى هدم الكثير من البيوت المستقرة, مشيرة الى ان المرأة المطلقة او التي تعيش من غير رجل خير من ربع زوجة, وان المسلسل قد يكون مقبولاً كوميدياً ولكنه مرفوض اجتماعياً تماماً, كما انه في الاطار الكوميدي قد يتسبب في مشكلات أسرية تسبب تصدعات في العلاقات الزوجية ليس لها أي مبرر خاصة وان هذه القضية شديدة الحساسية ولها وقع كبير على شخصية الرجال وخاصة في دول الخليج حيث الامكانيات المادية متوافرة.
واضافت معربة عن استغرابها من المسلسل الذي يظهر فيه الازواج حماسا لفكرته وللبطل المزواج رغم ان الكثيرين منهم محملون بهموم الحياة الزوجية الطاحنة ويعبرون عن سعادتهم واستحسانهم للفكرة بما يؤكد انه اذا ما تثنت لأي رجل منهم ظروف مشابهة سيقوم بنفس الدور معتبرين ذلك نوعاً من الفحولة والفتاكة الرجالية.
يخالف الواقع
ـ وفيما الدكتورة ناهد كمال ان المسلسل يخالف الواقع في كثير من النواحي حيث يقدم صورة وردية لعلاقات الزوجات ببعضهن وهذا غير حقيقي ومناف لطبيعة النفس البشرية حيث من الطبيعي ان تغار الزوجات اللاتي يتنافسن على رجل واحد, كما ان المشاهد تروج لسلوك غير اخلاقي حيث يدعي "الحاج متولي" لكل واحدة من زوجاته انه يفضلها ويحبها اكثر من الاخريات ولا يستطيع الاستغناء عنها وهذا تشجيع للازواج على الكذب فضلاً عن انه لا يوجد شخص عادي يستطيع ان يحتفظ بمثل هذا التوازن طوال الوقت في الحياة الواقعية.
وتؤكد ان الرجال يعجزون عن تحمل اعباء زيجة واحدة فقط فهل يستطيعون تحمل عبء اربع زيجات!
ويؤكد رجال الدين ان تعدد الزوجات يكون في بعض الحالات الخاصة في مصلحة جميع الاطراف ولكنه ليس بهذه الطريقة التي لا يكون هناك فيها سبب مقنع للتعدد وان الدين لا يحبذ كثرة الزواج الا انه قد يكون حلاً في بعض الاحيان خاصة في ظل انتشار ظاهرة العنوسة في المنطقة.
وترى منى شرقية ان الزمن قد تجاوز فكرة تعدد الزوجات التي يمكن ان تنجح في مجتمعات لها ظروف مختلفة سابقاً اما في الواقع فإن الزوج والزوجة شريكان في رحلة الحياة ولا يمكن ان يكون هناك اكثر من شريك في هذه الرحلة كما ان المرأة المثقفة من المستحيل ان تقبل التحول الى نصف او ربع امرأة وان تشاركها اخريات في زوجها وحياتها مشيرة الى ان نساء كثيرات يطلبن الطلاق فوراً لأن المرأة بلا رجل بشكل موقت او دائم افضل من امتلاك ربع رجل مدى الحياة وتشير الى ان صديقتها وصلت الى حالة طلاق مع زوجها بسبب احداث المسلسل حيث تجرأ الزوج باخبارها بوجود امرأة ثانية على ذمته بعد ان كان زواجه سراً!,,, والمشاكل مازالت مستمرة!(الرأي العام الكويتية)