بيرماسنس (ألمانيا) ـ يعمل خبراء كومبيوتر ألمان ليلا ونهارا في محاولة لاماطة اللثام عن تزايد غامض في عمليات مالية تمت قبيل الهجوم المدمر على مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي.
هل كان مجرمون خلف الارتفاع الحاد في التعامل ببطاقات الائتمان في بعض شبكات الكومبيوتر بمركز التجارة العالمي قبيل ارتطام الطائرتين المتعمد ببرجي المركز التوأمين؟ أم أنها مصادفة بحتة أن عمليات مالية قد تتجاوز 100 مليون دولار تم تنفيذها في شبكات الكومبيوتر قبيل الكارثة؟
تحاول مؤسسة كونفار ومقرها ألمانيا ـ وهي ذات خبرة لا تضارع في استعادة بيانات الكومبيوترـ الاجابة على هذه الاسئلة ومساعدة شركات بطاقات الائتمان والاتصالات والمحاسبين في نيويورك على استعادة واصلاح مشغلات الاقراص الصلبة التي اصيبت بأضرار جزئية من الحريق والماء والغبار.
تستخدم كونفار أحدث طريقة في تكنولوجيا أجهزة المسح بالليزر لاستعادة البيانات من مشغلات الاقراص الصلبة والاطر الرئيسية التي عثر عليها في انقاض مركز التجارة العالمي ومبان أخرى مجاورة انهارت. واستعادت كونفار بيانات من 32 كومبيوترا تؤكد افتراضا بتنفيذ عمليات قذرة يوم الكارثة.
وقال بيتر هانشيل مدير كانفار "توجد شبهة في انه تم استخدام معلومات من الداخل عن الهجوم لاصدار أوامر (للكومبيوتر) لاتمام عمليات مالية للاعتقاد بأنه وسط كل الفوضى يستطيع المجرمون احراز قصب السبق. وطبعا من الممكن ان تكون هناك أسباب مشروعة تماما لتزايد هذه العمليات نظرا للتنامي غير العادي في حجم التعاملات".
وأضاف في حديث لرويترز "يمكن أن يكون الاميركيون قد انطلقوا في موجة تسوق في صباح ذلك اليوم. ولكن حتى الآن توجد عمليات لا يمكن تتبعها". وقال ان حجم العمليات كان أكبر من المتوقع في ذلك اليوم بما يحمل على الاشتباه بأنه تم تخطيطها للاستفادة من الحادث الذي قتل فيه نحو 3300 شخص.
وتوجد عدة شركات أميركية وأوروبية متخصصة في استعادة البيانات الالكترونية ولكن كونفار فازت بنصيب الاسد في العملية بفضل تكنولوجيا الليزر المتقدمة التي تستخدمها.
وابتكرت كونفار ماسح الليزر قبل عامين وهو يتيح استعادة بيانات من أجهزة كومبيوتر اصيبت بأضرار جسيمة.
وبطاقم من 30 خبيرا يعملون في مركز عليه حراسة مشددة عملت كونفار مع القوات المسلحة الاميركية في ألمانيا والشرطة الالمانية الاتحادية طوال 15 عاما.
ويضم المبنى عددا كبيرا من الابواب التي تفتح بشفرات خاصة ويضم غرفة مطهرة من الغبار يعمل فيها خبراء مخضرمون على اعادة الحياة لمشغلات أقراص لكومبيوتر التي اصيبت بأضرار.
ورفض هانشيل الكشف عن زبائن شركته أو اعطاء تفاصيل عن البيانات التي استعيدت حتى الآن من مشغلات الاقراص الصلبة التي عثر عليها بين ركام مركز التجارة العالمي.
وقال ريتشارد فاجنر خبير استعادة البيانات في كونفار "هناك اشتباه في أن بعض الاشخاص كانت لديهم معلومات مسبقة عن الموعد التقريبي لاصطدام الطائرتين فتحركوا لتحويل أموال تتجاوز 100مليون دولار. وقد حسبوا أنه لا سبيل الى تعقب عملياتهم بعد تدمير أجهزة الكومبيوتر الرئيسية".
وأوضح فاجنر ان الشركات تدفع لكونفار ما بين 20 ألف دولار و30 ألفا عن كل جهاز كومبيوتر تستعاد بياناته. ونتيجة لارتفاع التكلفة فان عددا محدودا من الاقراص هي التي يجري العمل على استعادة بياناتها.
وقال هانشيل "دهشنا لعدد الاقراص الصلبة التي استخرجت من الحطام في حال جيدة تسمح بالمحاولة". واضاف ان "التلوث شديد جدا لان ذرات الغبار الدقيقة تجمعت تحت ضغط عال على الاقراص. ورغم هذا تمكنا من استعادة مائة في المائة من البيانات من معظم الاقراص التي وردت الينا".(الشرق الأوسط اللندنية)