التشويه الذي أصاب الإسلام والمسلمين والحصار الشرس الذي يطوق المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان وكشمير، والملاحقة الصارمة للجمعيات ومنظمات الإغاثة الخيرية، بسبب إرهاب تنظيم القاعدة ، ذكّرت بعضهم بقصة البدوي الذي مر علي رجل يقتله الجوع والعطش، فنزل من علي ظهر مطيته وأسقاه وأطعمه وعرض عليه أن يوصله إلي أهله. ولأن المطية تحمل زاده ومتاعه فهي لا تستطيع أن تحمل سوي واحد منهما، فكان صاحب الناقة يتناوب مع الرجل ركوب الذلول ، فيركب ساعة ويمنح الرجل ساعة، وبعد يوم علي هذه الحال انتهز الرجل الغريب فرصة ركوبه وحمله للسلاح فصوّب البندقية إلي صاحب الناقة يريد قتله، فصاح به الرجل الكريم: أرجوك... إذا قتلتني وأخذت مالي ومطيتي لا تخبر أحداً بقصتك معي، لأن الناس ستخاف مستقبلاً من مساعدة المحتاجين، خشية الحصول علي الجزاء الذي حصلت عليه أنا، وسينقطع المعروف بين البشر، وتموت في النفوس المروءة ونوازع الخير ومساعدة المضطر.
أسامة بن لادن هو اللص الذي سرق المعروف الذي بين الناس. دمر الثقة التي حصلت عليها التنظيمات الإسلامية، ووضعها في سلة الإرهاب، وصادر حرية التحرك التي كانت تتمتع بها الجمعيات الإسلامية التي تعمل في مجال الإغاثة والدعــوة، فقتــل المروءة والمعروف بين المنظمات الإسلامية والأنظمة السياسية. فصـــارت دول العالــــم تنظـــــر إلي تحرك الجمعيــــات الإســــلامية بعين الريبة والشك، وتسن القوانـــــين الصارمة لتقييد حركة الأموال والتبرعات وانتقالها، وسيحرم ويموت من هــــذه الإجراءات ملايين الفقراء والمحتاجين، وستغيب الدعوة الإسلامية عن بقاع ودول ومجتمعات، لأن اللــــص سرق المعروف واستبدل الإرهاب والدموية والقتــــل، بالدعــــوة وإغاثــة المنكوبين والفقراء والأرامل والأيتام.
اللص لم يكتف بسرقة التبرعات ومشاريع الإغاثة وكفالة الأيتام ومراكز الدعوة، بل سرق المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان وكشمير، وساوي بين المقاومة والإرهاب، وشوه صورة الجهاد.(الحياة اللندنية)