&
رام الله - كان عيد الفطر هذا العام بالنسبة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واكثر من اي وقت مضى مناسبة للتعبير عن الالتفاف الجماهيري الفلسطيني ظل الهجمة الاسرائيلية التي تستهدفه وتحاصره بالدبابات والمجنزرات في مقره في مدينة رام الله في الضفة الغربية.
فقد قام اكثر من 500 فلسطيني من مدينة القدس متخطين الحواجز العسكرية الاسرائيلية بالحضور لمبايعة وتاييد عرفات في مقره في مدينة رام الله هاتفين له "بالروح بالدم نفديك يا ابو عمار" و"يا جبل ما يهزك ريح " و"شهداء بالملايين على القدس رايحين".
ورحب عرفات الذي ارتدى بزته العسكرية بقدوم وفد المقدسيين وقد علت الابتسامة محياه ومعنوياته مرتفعة مخاطبا اياهم "يا احبتي واخوتي ورفاق دربي" ووصفهم ب"الصامدين المرابطين وقوم الجبارين".
وقال بعد ان اجتمع مع وفد القدس في القاعة الكبيرة "نحن نواجه مخططا لتهويد مدينة القدس. ولكن طالما انتم تمثلون هذه المقدمة في ارض الرباط من شعب الرباط لا احد يستطيع ان ينال من هذه الارض ولا ان يفرض ارادته على شعب الجبارين".
واضاف "ان شاء الله ان شبلا من اشبالنا وزهرة من زهراتنا سترفع علم فلسطين فوق اسوار القدس وكنائس القدس ومساجد القدس شاء من شاء وابى من ابى" واشار الى طفلة صغيرة بالقرب منه وقال "هذه الحبيبة الصغيرة هي اول عساكرنا".
وبدا عرفات مشغولا اكثر من اي وقت مضى في استقبال المهنئين بالعيد والمتضامنين معه. فقد استقبل اليوم الثلثاء وفدا من الحركة العالمية للتضامن مؤلفا من نحو 40 اوروبيا ساروا من مركز مدينة رام الله ووصلوا الى تمركز الدبابات الاسرائيلية ومن ثم التقوا عرفات الذي القى كلمة ترحيبية بهم.
وتحدث وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه الى المتضامنين مقدرا مسافة الدبابات التي تحاصر عرفات ب200 متر لكن عرفات قاطعه مصححا معلوماته امام الوافدين وقال معتدا بنفسه "انهم يحاصرونني على بعد سبعين مترا فانا مهندس واستطيع تقدير المسافات".
وعرفات المحاصر في مدينة رام الله والذي قصف مقره ودمرت طائراته ومهبطها في مدينة غزة وصفته عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي بانه "يخضع للاقامة الجبرية". فلم يغادر عرفات مدينة رام الله منذ اكثر من اسبوعين بعد ان كان يقضي اوقاته في طائرته في جولاته الدبلوماسية والسياسية اكثر مما يقضيها في مقراته.
ولا زال الرئيس الفلسطيني يحافظ على نظام صارم في اكله ونومه وتمارينه الرياضية وقال احد المسؤولين الفلسطينيين ان عرفات "ياكل اكلا متقشفا من الخضار المسلوقة والعسل الطبيعي ويختار اوقاته للنوم والتريض بدقة ولديه احساس دقيق وحاسة خاصة بلحظات الخطر".
وقال المسؤول "ان عرفات يتمتع بمعنويات عالية ولكن لا يمنع بانه "قلق" من الوضع بشكل عام ويضع نصب عينيه كافة السيناريوهات الاسرائيلية المحتملة ويدرسها بما فيها التصفية الجسدية او ابعاده ومحاولة خلق بدائل له".
وتلقى ياسر عرفات يوم امس عددا كبيرا من المكالمات الهاتفية من زعماء دول عربية ومن الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر وهاتف هو بدوره زعماء عرب وغربيين.
ويشكل العيد عادة فرصة للاطفال للاحتفاظ بصورة مع الرئيس عرفات الذي فتح ابوابه طوال ايام العيد لاستقبال المهنئين بمن فيهم الاطفال والنساء ممن يستطيع الوصول الى مقره.
واستقبل يوم امس القناصل الاجانب واعضاء كنيست عرب واعضاء مجالس بلدية من داخل اسرائيل واعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني ورجال دين مسيحيين ومسلمين واقام مادبة غداء يوم امس للوفود العربية والاجنبية.
ويبدو مقر عرفات زاخرا بالزائرين فاستقبل اول يوم العيد عائلات الشهداء ووفدا عن القوى الوطنية والاسلامية وصلى مع ثلة من ضباطه صلاة العيد.