قبل سنوات قدم الصحافي عماد الدين أديب فيلماً بعنوان امرأة واحدة لا تكفي وعلي رغم أن الفيلم يعكس رغبة الرجل في جمع أكثر من واحدة، ويمارس فيه البطل (أحمد زكي) حرية التنقل بين النساء، إلا أن الفيلم مر بسلام، ولم يلق معارضة في صفوف النساء، علي عكس مسلسل الحاج متولي الذي قوبل برفض عنيف من المرأة المصرية والعربية، وتصدي له بعض الجمعيات النسائية، وأصبح قضية رأي عام في غير عاصمة عربية، وصار متولي سعيد أشهر من مصطفي سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلي الشمال للطيب صالح.
نساء عماد الدين أديب في فيلم امرأة واحدة لا تكفي غير تقليديات، ولهن فكرهن الخاص، والرجل في حياتهن ليس سي السيد أو الحاج متولي ، بل بوي فرند والعلاقة معه خيار مشترك. ولذلك لم يكسب الفيلم عداوة النساء، لأن العلاقات فيه يرفضها المجتمع وتتم غالباً في السر، ولا تخاف المرأة من طرحها لأنها نماذج يستحيل تحقيقها بسهولة وعلي نطاق واسع. أما نساء مصطفي محرم، في مسلسل عائلة الحاج متولي ، فهن حلال و بشرع ربنا كما يقول متولي، فضلاً عن إنهن تقليديات ومسخرات لخدمة الرجل وتقبيل تراب رجليه والظفر منه بـ ليلة . وهذا النمط من العلاقة يمكن تحقيقه إذا توافرت الظروف الاقتصادية، ولذلك قوبل المسلسل بحرب شعواء لأنه يعيد تسويق فكرة يصعب رفضها بدعوي الحرام والمساواة والحرية.
الخوف من التعاطف مع شخصية متولي سعيد دفع الزميل سمير عطاالله إلي أن يضع إعجابه بـ الحاج متولي علي لساني فخيل له أني معجب بمتولي سعيد وأغبطه علي حسن التدبير وحسن الاختيار وحسن الحال، وأتمني له دوام الصحة والسعادة . والخوف الذي أصاب الصديق عطاالله أجبر بعض الأزواج في السعودية علي مشاهدة حلقات الحاج متولي خارج المنزل. واعتقد بعضهم بان شخصية متولي يصعب تحققها حتي في الخيال. وراجت في السعودية إشاعة تقول أن متولي سعيد سيصحو من الحلم في نهاية المسلسل. لكن قلق النساء من ترويج فكرة تعدد الزوجات ليس مبالغة. فالفكرة لها مرجعية دينية، ويسهل الدفاع عنها وتبريرها، فضلاً عن أن سعادة الرجال بالمسلسل ضاعفت من عودة زمن الحاج متولي الذي صار تاريخاً يروي للتسلية.(الحياة اللندنية)