القدس&- بعد اربعة اشهر على انتخابه، لا يزال بطريرك طائفة الروم الارثوذكس في الاراضي المقدسة ايرينيوس الاول ينتظر موافقة اسرائيل الرسمية على تولي مهامه بعدما حاولت عرقلة تعيينه. وخلف ايرينيوس الاول في هذا المنصب رئيس الكنيسة الارثوذكسية في الارض المقدسة ديودوروس الاول الذي توفي في كانون الاول/ديسمبر 2000.
و"لاسباب امنية" عارضت اسرائيل في بادىء الامر ترشيح ايرينيوس الاول الذي اعتبرته "مرشح الفلسطينيين" وكذلك اربعة مرشحين اخرين. ولم تصادق الحكومة الاسرائيلية بعد على انتخابه ما يهدد بالتسبب بتصادم لا سابقة له بين الدولة العبرية والكنائس المسيحية في الارض المقدسة.
&فقد هدد قادة كنائس اخرى في اطار تضامنهم مع البطريرك الارثوذكسي بمقاطعة الحفل التقليدي الذي يقام في مناسبة السنة الجديدة الذي سينظم الاسبوع المقبل في مقر رئاسة الدولة. وحذر مسؤول كبير في بطريركية الروم الارثوذكس رافضا الكشف عن اسمه قائلا "اما ان تتم تسوية الجدل حتى ذلك الحين، او ان الرئيس موشي كاتساف لن يتمكن من استقبال البطريرك ولا اي شخص اخر من كنيستنا او طائفة مسيحية اخرى".
واضاف ان البطاركة الاخرين في القدس "عبروا عن تضامنهم" مع ايرينيوس الاول. واتهمت الكنيسة الارثوذكسية اسرائيل بانها انتهكت الحرية الدينية من خلال رفضها الترشيحات ووصفت هذه المعارضة بانها "تدخل غير مقبول في شؤون بطريركية الروم الارثوذكس في القدس".
وبموجب قانون يعود الى الحقبة العثمانية في 1875 وقانون اردني في 1958 فان السلطة السياسية في الارض المقدسة لها حق النظر في ترشيحات البطريركية. واكد الاسقف اريستارخوس امين سر بطريركية الروم الارثوذكس ان "موافقة اسرائيل (على انتخاب ايرينيوس الاول) ضرورية لادارة العديد من الملفات المرتبطة خصوصا بالعلاقات مع الدولة". وقال "لا افهم لماذا تتصرف اسرائيل على هذا النحو في وقت تعتبر فيه الانتخابات عملا مقدسا لدى الكنيسة. يجب الحفاظ على العلاقات الجيدة بين الكنيسة ودولة اسرائيل".
&من جهته اعلن مروان طوباسي رئيس المؤتمر الارثوذكسي العربي في فلسطين لوكالة فرانس برس ان "هذا التدخل ياتي ضمن السياسة الاسرائيلية الرامية لتهويد المدينة المقدسة المحتلة". الى ذلك قال يوناثان بن آري مسؤول العلاقات الدولية في وزارة الاديان الاسرائيلية ان "الكنائس في الارض المقدسة، وغالبيتها عربية، تخضع لضغوط من الدول المسلمة ومن السلطة الفلسطينية". واضاف "انهم ملكيون اكثر من الملك (المسؤولون الارثوذكس) ولا يمكنهم التحدث بايجابية عن اسرائيل". ومن جهته قال سيزر مرجيه الذي يتولى رئاسة دائرة الطوائف المسيحية في وزارة الاديان ان "اختيار البطريرك يجب ان يوافق عليه الاردن والسلطة الفلسطينية واسرائيل".
&واضاف "بدون موافقة اسرائيل، لن تتمكن الكنيسة من اداء عملها" بدون تفسير الاسباب التي دفعت اسرائيل الى عدم المصادقة على انتخاب البطريرك ولا القول ما اذا كانت الدولة العبرية تنوي القيام بذلك في احد الايام. وتعد الكنيسة الارثوذكسية حوالى 200 مليون شخص في كافة انحاء العالم وهي اكبر طائفة مسيحية في الارض المقدسة. وتاسست بطريركية القدس عام 451 من قبل مجمع خلقيدونيا وتشرف على املاك شاسعة لا سيما عقارية في اسرائيل والضفة الغربية والاردن والدول المجاورة.