إيلاف : نبيل شرف الدين
ما هي السياسة التي ستنتهجها الولايات المتحدة حال عثورها على ابن لادن؟ هل ستحاول القبض عليه ، أم أنها ستعمد إلى قتله ؟
هذه عينة من التساؤلات الدائرة في دوائر "الانتلجنسيا" الأميركية منذ فترة مضت ، وتحديداً بعد إقرار استخدام وسائل الضغط البدني والنفسي وهي مسميات دبلوماسية للتعذيب في أثناء التحقيق مع الموقوفين أميركياً ، خاصة من قادة المنظمات الأصولية المسلحة ، ويأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه القوات الأميركية لملاحقة ابن لادن من الكهوف إلى الحدود وعبر عدة محطات دولية ، بينما يبحث القادة العسكريون خططا سرية لاغتيال عدد آخر من قادة الإصوليين في شتى أنحاء العالم ، فابن لادن يعد هدفا معلنا كما يقول رئيس الأركان في قوات التحالف الدولي ، فضلاً عن تصريحات كبار الساسة الأميركيين ، فقد قال الرئيس بوش الجمعة "لا أهتم بأي طريقة يتم بها إلقاء القبض على بن لادن فأنا أريده حيا أو ميتا" ، لكن البنتاجون كان قد أنكر الاثنين الماضي خطط اغتيال ابن لادن أو غيره ، بدلا من إلقاء القبض عليهم أحياء ، وتقديمهم للمحاكمة ، غير أن الأدميرال جون ستفلبييم يقول : "إنني أشعر بالراحة عندما أقول أننا لم نشترك في اغتيال الأفراد" .
كما أن هناك أمرا تنفيذيا بحظر الاغتيال كان الرئيس الأسبق جيرالد فورد قد وقعه عام 1976 وجدده الرئيس رونالد ريجان بعد ذلك بخمس سنوات ولا يزال هذا الأمر ساري المفعول ، لكن قالت المصادر أنه منذ شهرين أعطى الرئيس بوش وكالة الاستخبارات المركزية سلطة أكبر ليس في اغتيال ابن لادن وحده ، لكنه امتد ليطال زعماء "القاعدة" الآخرين أيضا ، وذلك بحجة أن هذا وقت حرب وتعتبر عمليات الاغتيال هذه دفاعا عن النفس .
ويقول بويدين جري مستشار البيت الأبيض السابق "إن الأمر التنفيذي ينطبق فقط على القادة العسكريين في وقت السلم، ولا ينطبق على الإرهابيين كما أنه لا ينطبق على المقاتلين في مكان الحرب."
وفي الواقع فإنه عقب تفجيرات سفارتي كينيا وتنزانيا في أفريقيا منذ ثلاثة أعوام مضت حكم المحامون بالبنتاجون أنه بإمكان القوات العسكرية اغتيال الإرهابيين حتى في وقت الحرب.
وكان الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون قد صرح لشبكة NBC الإخبارية توم بروكو "إن الحظر الذي كان الرئيس السابق فورد قد وضعه ينطبق فقط على رؤساء الدول ولا ينطبق على الإرهابيين" ، ومن جهته قال لاري جونسون الذي كان يعمل ضابطا بوكالة الاستخبارات المركزية "إذا لم نتمكن من إلقاء القبض على المجرم فإن علينا أن نتمكن من قتله" .
وكانت عمليات الاغتيال قد حظرت في البداية بعد أن اكتشف المحققون بوكالة الاستخبارات المركزية سلسلة من العمليات التي تحرج الوكالة، تتضمن هذه العمليات ثمان محاولات فاشلة لقتل فيدل كاسترو ، وكانت الوكالة قد ساعدت في التدبير لقتل ديام الرئيس الفيتنامي السابق عام 1963 وأحد الثوريين في كوبا شي جيفارا عام 1967 من بين عدد آخر ، لكن بعض المسؤولين يشعرون بالقلق أن يحدث انتقام إذا طبقت الولايات المتحدة سياسة الاغتيال بصورة أكثر مما ينبغي ، على حد تعبير عدد من مراقبي الشئون الأمنية الأميركية .
وقال السيناتور رليتشارد شيلبي العضو الجمهوري عن ولاية ألاباما ورئيس لجنة المخابرات لمحطة NBC : "لا أدرى ماذا سيكون وضعنا في العالم إذا ما قام زعماؤنا .. إذا ما تصعدت محاولات اغتيال الكثيرين من شعبنا" .