بيروت- سمر عبد الملك: أفاد دبلوماسيون من المنطقة بأن بعض الحكومات العربية والاسلامية المعتدلة يفكرون بالتنازلات التي يريدون أن يطالبوا الولايات المتحدة بها مقابل دعمهم أو أقله عدم معارضتهم الهجمات على نظام الرئيس صدام حسين في العراق. وصرح الرسميون بأنه رغم نجاح الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية في أفغانستان والكشف عن شريط بن لادن الأسبوع الماضي، تحاول هذه الحكومات استكشاف طرق للاستفادة من هذا الانتصار على الرغم من أنها ليست مؤيدة له كليا.&&
نقلت صحيفة "واشنطن تايمز" بأن الدبلوماسيين اعتبروا أنه من الممكن أن تطلب الدول العربية والاسلامية استشارة ادارة بوش لها في العمليات العسكرية واستراتيجية لشن هجوم على العراق، وكذلك في البحث في مساعدات اقتصادية.
واعتبر رسمي تركي في مقابلة انه "ليس ما يقلقنا هو الحرب ضد العراق بل هو استراتيجية الخروج من الحرب حيث أننا نعارض أي تقسيم للعراق أو تغير في الحدود في الشرق الأوسط". ولدى السؤال عن قرار واشنطن في الهجوم على بغداد اعتبر الرسمي التركي "اننا نعي تماما بأننا لا نملك سلطة الفيتو الا أننا نرغب في ان نبقى في حلقة الاستراتيجية المتبعة"، أضاف "لن نذرف دمعة بعد رحيله (صدام حسين)، الا أننا بحاجة للاطلاع على الاستراتيجية".
وأعرب رسمي مصري عن ثقته بأن الولايات المتحدة تستشير القاهرة "بكل خطوة" تتخذها و"علينا أن ندرسها جيدا". أما القرار بشأن دعم واشنطن علنيا فيعتمد على "الاقتراح المسبق" الذي تقدمه أميركا لخلع صدام وكيفية تأثير ذلك على "التوازن الاستراتيجي في المنطقة"، حيث ان& تورط أسامة بن لادن باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) أعطى حسني مبارك التبرير الحازم لدعم مصر الحملة الأميركية ضد حركة طالبان، الا أنه سيكون من الصعب اقناع الجمهور المصري في حالة شن هجوم على العراق. أضاف الرسمي "لن يفرح المصريون اذا لم يبرز أمامهم دليلا قويا على الاتهام".
كما اعتبر الدبلوماسيون بأن الرأي العام في دول أخرى مثل تركيا أو الأردن من الممكن أن يتأثر برغبة واشنطن بتقديم مساعدة اقتصادية، ومصر هي حتى الآن ثاني أكثر دولة بعد اسرائيل تتلقى مساعدات خارجية من أميركا.
وأفاد الرسمي التركي بأنه ليس بامكان الشعب التركي أن ينسى بسهولة الطريقة التي عاملتهم فيها الولايات المتحدة بعد حرب الخليج في الـ1991، حيث خسرت تركيا أكثر من 35 مليار دولار نتيجة لاشتراكها بالتحالف ضد العراق خلال وبعد الحرب، ومع ذلك تلقت أقل من 3 مليار دولار كتعويض. واعتبر "ان هذا الأمر لا زال ناشطا في الوعي الجماعي ومن الممكن أن يتحول الى مشكلة عندما نبحث بامكانية القيام بعمليات" ضد صدام.
وتجدر الاشارة الى أن بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية تستخدم القاعدة الجوية العسكرية التركية في انجرليك لتعزز منظقة حظر الطيران الجوي فوق شمال العراق.
وعلى الرغم من ان ادارة بوش لم تعلن عن المرحلة التالية من الحرب ضد الارهاب، الا أن سياسة وزارة الخارجية الأميركية تطالب بتغيير في النظام في بغداد. وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بين إليزير أمس من احتمال هجوم عراقي كيميائي أو بيولوجي على اسرائيل في حال وسعت الولايات المتحدة حربها لتشمل العراق، معتبرا أنه "من الممكن أن يجدد صدام حسين هجماته على اسرائيل ولا يوجد ضمانات تؤكد بأن هذه الهجمات لن تكون بأسلحة بيولوجية أو كيميائية أو حتى الاثنان معا".
الا أن رئيسي الوزاراء السابقين في اسرائيل ايهود باراك وبنيامين نتانياهو أفادا بأن هجوم أميركا على العراق هو أمر محتم تقريبا، حيث اعتبر باراك بأنه "لا يوجد طريقة لتفادي المواجهة مع العراق، لا يوجد احتمال بتأمين بلاد جديدة مستقرة منتظمة في نهاية هذه الحرب اذا صدام كان لايزال في المكتب، وكأن شيئا لم يحدث".
ولا يشك نتانياهو بأن واشنطن ستتوصل الى قرار "الهجوم على العراق، لان مزيج الفكر الارهابي مع القدرة العسكرية وبوجود أسلحة غير اعتيادية، كل هذه يضع مستقبل الحضارات في خطر".
&
&